مزيج الكافيين والتورين لتنشيط الجسم والعقل

تعزيز النشاط البدني والعقلي يحتل جزءا كبيراً من أبحاث العلماء الذين يحاولون الوصول إلى أفضل الوسائل لتعزيز قدرات الجسم البدنية، والقدرات المعرفية في ظل تطور أسلوب الحياة، وتأتي أحدث تلك الدراسات حول تأثير مزيج الكافيين والتورين على الجسم والعقل، لنتعرف فيما يلي على نتائج البحث، وما هو التورين، وكيفية تأثيره على الجسم.

تأثير الكافيين والتورين على الجسم

نشرت مجلة نيوترينتس (Nutrients) نتائج توصل إليها باحثون من تركيا عام 2022 حول تأثير الجمع بين الكافيين والتورين على الأداء المعرفي والبدني للشخص، وكان الغرض من الدراسة التي جاءت تحت عنوان "هل مكملات الكافيين والتورين المفردة أو مجتمعة تحسن الأداء الرياضي والمعرفي دون التأثير في مستوى التعب في الملاكمين النخبة؟" قياس التأثيرات المحتملة لتوليد الطاقة للكافيين والتورين ومزيجها على أداء الملاكمين من النخب الرياضية بعدما أصبحت المكملات جزءًا لا يتجزأ من نظام تدريبهم.

أُجريت الدراسة على 20 رياضي من الذكور شاركوا في خمس جلسات لتجربة الكافيين بنسبة 6 مجم، والتورين بنسبة 3 جم جرعة واحدة، ومزيج من الكافيين والتورين، ودواء وهمي لقياس الاختلاف.

بعد ذلك قام الباحثون بقياس معايير مختلفة تتعلق بالقوة اللاهوائية، والتوازن، وخفة الحركة، وتقييم الأداء المعرفي باستخدام اختبار ستروب Stroop))، وهو اختبار عصبي نفسي يعتمد على قياس تأثير التداخل بين قراءة الكلمات، وتسمية لون الحبر الذي تُطبع به الكلمات.

كشفت نتائج الدراسة أن تناول مزيج الكافيين والتورين معاً أدى إلى تحسين إنتاج طاقة الملاكمين مما يعني أنهم كانوا قادرين على توليد المزيد من القوة، كما جعلهم يشعرون بأنهم أقل إرهاقًا في أثناء التمرين، وتحسين توازن وخفة الحركة لدى الملاكمين.

أما في الاختبارات المتعلقة بتقييم الأداء المعرفي لدى الملاكمين أدى تناول الكافيين والتورين معاً إلى تحسين وقت رد فعل الملاكمين مقارنة بوقت تناولهم التورين أو الكافيين أو الدواء الوهمي وحده مما يعني تعزيز قدرتهم على الاستجابة بسرعة للمنبهات.

استنتج الباحثون في الدراسة إلى أن الجمع بين تناول الكافيين والتورين كان الوسيلة الأكثر فعالية لتحسين خفة الحركة، والقوة اللاهوائية، والأداء المعرفي، والتوازن لدى الملاكمين مع ذلك قد تختلف الاستجابة نتيجة الاختلافات الفردية، كما نحتاج إلى المزيد من الدراسات على نطاق واسع للتأكد من فعالية تأثير الكافيين والتورين.

لا ينصح الأطباء بتناول مكملات التورين الغذائية دون إشراف طبي بهدف زيادة النشاط والطاقة لأنها قد تسبب ضرراً على الصحة.^[1]  

ما هو التورين؟

التورين (بالإنجليزية: Taurine) هو حمض أميني، يحدث على نحو طبيعي في الجسم، ويوجد بتركيزات عالية في الدماغ، والعينان، والقلب، وأنسجة العضلات، ويوجد التورين على وجه طبيعي في بعض الأطعمة خاصة مصادر البروتين الحيواني مثل اللحوم، والأسماك، ومنتجات الألبان، كما يتوفر في مكملات الغذاء، ويُضاف إلى مشروبات الطاقة، ويساعد في العديد من العمليات الجسدية المهمة مثل:

• تشكيل أملاح الصفراء للمساعدة في عمليات الهضم.
• ينظم التوازن المعدني داخل الخلايا.
• يدعم وظائف الجهاز العصبي المركزي.
• تنظيم جهاز المناعة.
• الحفاظ على توازن السوائل والكهارل المناسبين.^[2]  

ما هو الكافيين؟

الكافيين مادة منبهة تؤدي إلى منع ناقل عصبي يُسمى الأدينوزين يجعلك تشعر بالتعب عند تراكم مستوياته على مدار اليوم مما يؤدي إلى التعب عند حلول المساء.

يزيد الكافيين أيضًا من مستويات الأدرينالين في الدم، ويزيد من نشاط النواقل العصبية الأخرى النوربينفرين، والدوبامين لذلك عندما يرتفع مستوى الأدرينالين، ويزداد نشاط النوربينفرين، والدوبامين ستشعر بمزيد من الانتباه والتركيز.

يوجد الكافيين بشكل طبيعي في الفاكهة، وحبوب البن، والكاكاو، ونباتات غرنا، كما يضاف إلى المشروبات والمكملات الغذائية، وقد يؤدي الاستهلاك المفرط للكافيين إلى عدة آثار جانبية ضارة بالصحة مثل القلق أو الرعشة أو صعوبة النوم، وخطر الإصابة بالجفاف.

فوائد الكافيين

فيما يلي بعض أهم الفوائد التي يمكنك الحصول عليها من الكافيين:

• زيادة الطاقة والنشاط تعد الميزة الأساسية للكافيين.
• يؤدي الكافيين إلى تحسين الحالة المزاجية.
• يحسن الكافيين أداء التمرين والقدرة على التحمل أيضًا.
• الاستهلاك المعتدل للكافيين قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.^[2]

أضرار الكافيين والتورين

يعد التورين من المكونات الشائعة في مشروبات الطاقة، والمشروبات الغازية مع ذلك ليس له تأثيرات تنشيطية مباشرة على الجسم بل يبدو أن الحمض الأميني يساعد على الاسترخاء، وقد يكون التورين هو السبب في الشعور بالاسترخاء أو انهيار القوة بعد فترة من استهلاك مشروبات الطاقة مع ذلك هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث.  

يتميز التورين بتأثيرات مختلفة على الجسم أبرزها النمو العصبي والعضلي، ويستهلك الناس عادة كميات صغيرة من التورين من مصادره الطبيعية لكن الخطر يكمن في الجرعات الكبيرة من التورين في العديد من مشروبات الطاقة مما يثير قلق الأطباء بشأن الجرعة الآمنة من التورين خاصة عند تناولها مع مواد أخرى مثل الكافيين.

تحتوي معظم مشروبات الطاقة على التورين والكافيين على الرغم من تأثيراتهما المعاكسة على الجهاز العصبي المركزي حيث إن الكافيين منبه، والتورين ناهض لمستقبلات حمض جاما أمينوبوتيريك المثبطة لكن وجودهما في المشروبات يهدف إلى تحقيق تأثير مشترك لتحسين وظائف المخ والأداء العقلي بوجهٍ عام. ^[3]  

الخلاصة التي يمكن الوصول إليها في ظل نتائج الأبحاث والدراسات حول تأثير الكافيين والتورين أن تناولهما عن طريق مشروبات الطاقة ليس آمنا على الصحة، بسبب الجرعات المكثفة من الكافيين والتورين الذي بحاجة إلى المزيد من الأبحاث حول تأثيراته على النشاط البدني والعقلي، كما لا ينصح الأطباء بتناول مشروبات الطاقة الغنية بالسكر، والمواد الاصطناعية التي قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة.