مرض السل: تشخيصه وعلاجه
- تاريخ النشر: الجمعة، 13 مارس 2020 آخر تحديث: الإثنين، 15 أبريل 2024
يعد مرض السل واحداً من الأوبئة التي تصيب الإنسان ونتج عنه قتل أكثر من مليون شخص منذ ظهوره لأول مرة عام 1986 ومع ذلك فهو من الأمراض الذي يمكن شفاء منه واتباع اجراءات الوقاية منه أثناء انتشار الأوبئة، ويعد الأطفال وكبار السن والمهاجرين أكثر الفئات عرضةً للإصابة بـ مرض السل. سنتعرف في هذه المقالة عن التعريف بـمرض السل وكيفية علاجه والوقاية منه:
شاهدي أيضاً: الاكتئاب: مفاتيح علاجه ومضاعفات اهماله
ما هو مرض السل؟
مرض السل Tuberculosis هو مرض يصيب الرئتين بسبب مهاجمتها من قبل بكتيريا تسمى المتفطرة السلية Mycobacterium Tuberculosis، ويمكن أن تلحق الضرر بأجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك الدماغ والعمود الفقري والكلى، وهو من الأمراض التي يمكن الشفاء منها والوقاية منها وقد انتشر هذا المرض لأول مرة عام 1986. ينتقل مرض السل بالعدوى عبر الهواء إما بسعال الشخص المصاب أو عطسه. وينقسم مرض السل إلى:
- مرض السل الكامن: يمنع الجهاز المناعي من انتشار البكتيريا السلية من الانتشار داخل الجسم ولا توجد أعراض واضحة في هذه الحالة ولا يكون معدياً لكنها ما تزال حية داخل الجسم ويمكن أن يصبح نشطاً، وينصح بتناول المضادات الحيوية لتقليل خطر الاصابة بالسل النشط.
- مرض السل النشط: تتكاثر البكتيريا داخل الجسم وتسبب مرض السل نتيجة تنشيط السل الكامن بنسبة 90% بسبب إصابة بالأمراض الذي تضعف الجهاز المناعي مثل السرطان والايدز والسكري وغيرهم.
هل مرض السل مميت؟
لا يعتبر مرض السل مميتاً ويمكن شفاء منه إلا إذا بقيت بكتيريا السل نشطة داخل الرئتين دون التشخيص والعلاج حيث تعمل البكتيريا في هذه الحالة على مهاجمة خلايا الرئتين مما يزيد من السوائل داخلها الأمر الذي يؤدي إلى الموت.
هل مرض السل معدي؟
يعد مرض السل مرضاً معدياً في بعض الأحيان ويمكن لأي شخص أن يصاب به وتزداد الخطورة لدى الأشخاص الذين قضوا بعض الوقت مع الشخص المصاب أو أشخاص الذين يقطنون الأماكن التي تنتشر فيها مرض السل وأغلبها دول إفريقيا وأوروبا الشرقية ومنطقة البحر الكاريبي، أو الأشخاص الذين يعملون في المرافق الصحية وملاجئ المشردين ودور رعاية المسنين، ويكون الأطفال والرضع والمراهقين أكثر فئة عرضةً للإصابة بمرض السل والذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي والمدخنين وفقاً لـMedical News Today.
تشخيص وأعراض مرض السل:
لا توجد أعراض واضحة لمرضى السل الكامن، ويعتبر مرض السل النشط معدياً وينتشر عبر الهواء من خلال سعال الشخص المصاب ويتسبب بعدة أعراض تسوء مع مرور الوقت وهي:
- السعال السيئ يدوم لأكثر من 3 أسابيع.
- فقدان الوزن وفقدان الشهية.
- خروج الدم عند السعال.
- الشعور بالتعب والضعف والحمى.
- تعرُّق أثناء الليل.
- قشعريرة البرد.
- آلام الركبة والظهر.
- الصداع.
- دم في البول إذا اصيبت الكلى بالعدوى.
- تشنجات وتصلب في الرقبة.
كما يمكن تشخيص مرض السل من خلال أخذ عينات من للمخاط والبلغم وفحصها تحت المجهر حيث تظهر النتائج احتمالية اصابة بمرض السل أو وضع عينات من المخاط والبلغم في بيئة خاصة لنمو البكتيريا خلال 8 أسابيع مما يعطي نتائج أكثر وضوحاً بشأن اصابة بمرض السل، وفي بعض الأحيان يستخدم التصوير المقطعي الحاسوبي للكشف عن تغييرات في الرئة أو عمل اختبارات للجلد عبر حقن كمية صغير ة من مادة PPD تحت الجلد لمدة 72 ساعة للكشف عن وجود تورم في الجلد واحمراره مما يكشف غن احتمالية اصابة بمرض السل.
أعراض مرض السل المبكرة:
تشمل أول أعراض مرض السل:
- الشعور بالتعب والارهاق.
- التعرق في الليل.
- الإصابة بالحمى المنخفضة.
- الكحة المتواصلة لمدة 3أسابيع.
كيف ينتقل مرض السل؟
تنتشر البكتيريا السلية عبر الهواء من شخص لآخر، ولا ينتشر عن طريق مصافحة اليد ومشاركة الطعام والشراب والسرير كما وضحت مراكز لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC. تستقر بكتيريا السلية في الرئتين وتبدأ في النمو عندما يصاب الشخص بالعدوى وتنتقل البكتيريا من الرئتين إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العمود الفقري والكلى.
علاج مرض السل بالأدوية:
يمكن علاج مرض السل من خلال شرب الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب واتباع التعليمات وتناوله حسب الوصفة وبشكل صحيح لمدة 6 أشهر باستخدام 4 أدوية مضادة للميكروبات لأن عدم تناوله بشكل صحيح وتحت اشراف طبيب تجعل من بكتيريا السلية التي لا تزال نشطة مقاومة للمرض ويكون من الصعب علاجه بالأدوية.
تقاوم العديد من سلالات السل الأدوية الأكثر استخداماً لذا يُنصح المصابين بمرض السل النشط تناول عدة الأنواع من الأدوية لأكثر من 6 شهر للقضاء على البكتيريا ومنع تطور أنواع منها مقاومة للمضادات الحيوية، وتعتمد طول فترة العلاج على عمر الشخص وصحته العامة ومكان العدوى. تعد الريفامبين والإيزونيازيد والايثامبوتول وبيرازيناميد من الأدوية المضادة للبكتيريا السل وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل الغثيان والقيء واصفرار الجلد وخروج البول الداكن.
مقاومة السل للأمراض: هي قدرة البكتيريا على مقاومة الأدوية المستخدمة للعلاج بسبب عدم الانتظام في تناول الأدوية لمدة 6 أشهر مما يصبح من الصعب علاجها بالأدوية الشائعة لعلاج السل.
انتقال العدوى بمرض السل:
يعتبر مرض السل عدوى بكتيريا شديدة العدوى وتنتشر بسرعة في الهواء من الشخص المصاب إلى الآخرين عبر عملية التنفس والعطاس والسعال ويمكن أن تنتشر عندما يتحدث المصاب مما يسبب العدوى للأشخاص المحيطين به عبر تنفس البكتيريا السل ودخولها عبر الأنف إلى الرئتين، وهي هذه هي طريقة وحيدة لانتقال العدوى ولا تنتقل العدوى من مشاركة الطعام والشراب والفراش ومصافحة باليد.
الوقاية من مرض السل:
يمكن الوقاية من إصابة بمرض السل أثناء انتشار وباء السل باتباع ما يلي:
- الحصول على التشخيص والعلاج المبكر.
- تهوئة الغرف وارتداء الكمامات لتغطية الفم والأنف.
- عدم السفر إلى الدول التي ينتشر فيها وباء السل.
- غسل اليدين جيداً بعد العطس أو السعال وتجنب أماكن التجمعات والازدحام.
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن من مجموعات غذائية رئيسية وهي الحبوب ومنتجات الألبان والخضراوات والفواكه والزيوت والمكسرات والدواجن والأسماك.
- شرب مغلي النعناع والشاي الأخضر ومغلي الثوم مع الماء والحليب حيث يعمل على وقف انتشار بكتيريا السل ويحسن عمل المناعة.
- تجنب الاختلاط بالمرضى واعطاء الأطفال المطعوم ضد السل.
- ممارسة تمارين الرياضة الخفيفة منها الركض.
يبقى مرض السل مرضاً يجب أخذه بعين الاعتبار لأنه يمكن أن يهدد حياة الإنسان إذا لم يتلقى العلاج المناسب لذا تعمل الحكومات التي تنتشر فيها السل بإعطاء لقاحات للأطفال لتعزيز مناعتهم ضد البكتيريا السلية بالإضافة إلى تدهور اقتصاد البلدان عبر خفض الاستيراد والتوريد وتراجع أعداد السياح.