مرض السل هل هو معدٍ
- تاريخ النشر: الخميس، 24 مارس 2022 آخر تحديث: الخميس، 27 أكتوبر 2022
كانت الإصابة بمرض السل من أكثر المشكلات الصحية المسببة للوفاة في بداية القرن العشرين، وقد ساعد التطور العلمي على التعامل مع مرض السل طبياً، وخفض معدلات الإصابة به والوفيات الناتجة عنه، وسنطرح في هذا المقال بعض الحقائق عن مرض السل وهل هو معدٍ أم لا.
ما هو مرض السل
مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) أو مرض الدرن، هو أحد الأمراض الخطيرة التي تصيب الرئة في المقام الأول، وقد تؤثر على أجزاء أخرى من الجسم في بعض الأحيان؛ مثل: المخ، والكلى، والعمود الفقري، تنشأ عدوى السل عن طريق الإصابة بنوع من البكتيريا التي يطلق عليها المتفطرة السلية (بالإنجليزية: Mycobacterium Tuberculosis). [1]
كان مرض السل من أشهر مسببات الوفاة في بداية القرن العشرين، إلى أن تم اكتشاف المضادات الحيوية التي ساعدت على علاجه، وقد أدى ذلك إلى تراجع أعداد المصابين به منذ بداية الأربعينات من القرن الماضي. [1]
مرض السل هل هو معدٍ أم لا
يعد مرض السل من الأمراض المعدية، حيث تنتشر البكتيريا المسببة له في الهواء إلى أن تصيب الرئتين، يمكن أن تنتشر هذه البكتيريا من شخص إلى آخر عندما يطلق الشخص المصاب هذه البكتيريا في الهواء عن طريق السعال، أو العطس، أو حتى الكلام. [2]
على الرغم من أن مرض السل معدٍ إلا أنه لا ينتشر بسهولة، حيث يحتاج أي شخص أن يقضي وقتاً طويلاً مع المصاب حتى يلتقط العدوى وتنتقل إليه، كما يستطيع عدد كبير من المرضى الذين يستنشقون هذه البكتيريا أن يتغلبوا عليها ويمنعوها من النمو في أجسامهم. [2]
لا يعني التعرض للبكتيريا المسببة للسل أن المريض سيعاني بالضرورة من أعراض المرض، أو ينقله إلى الآخرين، حيث تنقسم الإصابة إلى نوعين وهما: [1]
- السل الكامن: يعاني المريض في هذه الحالة من وجود البكتيريا المسببة للسل في جسمه، لكن جهازه المناعي يمنعها من الانتشار، لهذا السبب لا يظهر على هذا المريض أي أعراض، ولا ينقل العدوى إلى الآخرين، لكن تظل البكتيريا كامنة داخل جسمه، وقد تصبح نشطة في يوم ما. [1]
هناك العديد من العوامل التي تساهم في نشاط العدوى الكامنة لمرض السل؛ مثل: ضعف الجهاز المناعي للمريض، أو إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية، وفي هذه الحالة يلجأ الأطباء إلى وصف بعض الأدوية التي تساعد على القضاء على البكتيريا ومنع نشاطها. [1]
- السل النشط: يعاني المريض في هذه الحالة من انتشار البكتيريا المسببة للسل في جسمه، وفي هذه الحالة يحتمل أن ينقل العدوى إلى الآخرين، وتشير الدراسات إلى أن حوالي 90% من حالات السل النشط تأتي من حالات عدوى كامنة. [1]
أسباب مرض السل
يحدث مرض السل كما أوضحنا نتيجة للتعرض إلى بكتيريا المتفطرة السلية، عن طريق اتصال المريض بأشخاص مصابين بهذه العدوى. [1]
إلى جانب ذلك هناك بعض عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بهذه المشكلة، تضم هذه العوامل: [1]
- التواجد مع أحد المصابين بعدوى السل النشطة في العمل أو في نطاق الأسرة.
- السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها مرض السل؛ مثل: إفريقيا، وروسيا، وآسيا، وأوروبا الشرقية، وأمريكا اللاتينية، ودول البحر الكاريبي.
- الأشخاص المشردون الذين لا مأوى لهم.
- التواجد مع مدمني المخدرات أو المسجونين.
- العاملون في المستشفيات بشكل عام، وخاصةً الأفراد الذين يتعاملون بشكل مباشر مع مرضى السل.
أعراض مرض السل
تتعدد أعراض مرضى الدرن وتتضمن في البداية الأعراض التنفسية الناتجة عن إصابة الرئتين، ثم تتطور الأعراض في بعض الحالات عند انتشار العدوى إلى مناطق أخرى في الجسم. [3]
الأعراض العامة لمرض السل
هناك بعض الأعراض العامة التي يعاني منها معظم مرضى السل النشط، تضم هذه الأعراض: [3]
- الضعف العام.
- فقدان الوزن.
- رعشة في الجسم.
- فقدان الشهية.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- التعرق الشديد أثناء الليل.
الأعراض التنفسية لمرض السل
تعد الأعراض التنفسية هي أكثر الأعراض المميزة لمرض السل، تضم هذه الأعراض: [3]
- ألم في الصدر.
- السعال المتواصل لأكثر من ثلاثة أسابيع.
- ظهور الدم في السعال.
الأعراض الناتجة عن انتشار العدوى
تتطور عدوى السل في بعض الحالات وتتخطى إصابة الرئتين فقط، تظهر في هذه الحالات بعض الأعراض من ضمنها: [3]
- تدهور وظائف الكلى وظهور الدم في البول إذا وصلت العدوى إلى الكلى.
- معاناة المريض من تيبس الظهر وتشنج العضلات عند تأثر العمود الفقري بالعدوى.
- الغثيان والقيء وفقدان الوعي عند انتشار العدوى ووصولها إلى المخ.
تشخيص مرض السل
يعتمد تشخيص مرض السل على اختبارين أساسيين وهما: [2]
- اختبار الجلد: وفيه يستخدم الطبيب كمية صغيرة من مادة تسمى مشتق البروتين المنقى (بالإنجليزية: PPD)، ويحقنها تحت جلد المريض، ينبغي أن يعود المريض مرة أخرى بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الحقن، وفي حالة إصابته بالدرن يظهر على الجلد تورم مائل إلى اللون الأحمر.
- اختبار الدم: يعتمد هذا الاختبار على سحب عينة من دم المريض، وإرسالها إلى المختبر للتحقق من إصابة المريض بالسل.
علاج مرض السل
يعتمد علاج السل على طبيعة العدوى التي يعاني منها المريض، حيث يتضمن علاج عدوى السل الكامنة استخدام بعض الأدوية التي تقتل البكتيريا وتمنع نشاطها، من أشهر هذه الأدوية: [1]
- أيزونيازيد (الاسم التجاري: Hyzyd).
- ريفابنتين (الاسم التجاري: Priftin).
- ريفامبين (الاسم التجاري: Rifadin).
ينبغي على المريض أن يتناول هذه الأدوية مدة لا تقل عن تسعة أشهر، كما يجب أن ينتبه إلى جميع الأعراض والمؤشرات التي تدل على نشاط عدوى السل الكامنة؛ حتى يتصل بالطبيب في الوقت المناسب. [1]
على الجانب الآخر ينطوي علاج عدوى السل النشط على استخدام أكثر من دواء في نفس الوقت، لمدة تتراوح من 6 إلى 12 شهر، وقد تطول هذه المدة وتصل إلى 30 شهرا في حالة معاناة المريض من عدوى السل المقاومة للأدوية، تضم هذه الأدوية: [1]
- إيثامبيوتول (الاسم التجاري: Myambutol).
- بيرازيناميد (الاسم التجاري: Zinamide).
- أيزونيازيد (الاسم التجاري: Hyzyd).
- ريفامبين (الاسم التجاري: Rifadin).
الوقاية من عدوى السل
هناك بعض الإجراءات الوقائية التي تجنبك الإصابة بمرض السل، تضم هذه الإجراءات: [3]
- خضوع المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، أو أي مشكلة تؤثر على كفاءة الجهاز المناعي إلى اختبار تشخيص الدرن.
- استشارة الطبيب بشأن إجراء اختبار السل قبل وبعد السفر إلى إحدى الدول التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بمرض السل.
- تجنب الاتصال الوثيق بالمرضى المصابين بالسل النشط.
- اتخاذ الاحتياطات اللازمة بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، خاصةً إذا كانت طبيعة عملهم تنطوي على الاتصال المباشر بمرضى السل.
بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الإجراءات الهامة التي تقلل من احتمال انتقال السل من المرضى المصابين به، من أهم هذه الإجراءات: [3]
- تناول جميع الأدوية التي يصفها الطبيب.
- تجنب الاتصال الوثيق بالآخرين، إلى أن يصبح المريض غير معدٍ.
- ارتداء قناع إذا اضطر المريض إلى التواصل مع الآخرين في حالات الضرورة القصوى فقط.
يعد مرض السل من الأمراض المعدية التي تنتقل عند الاتصال الوثيق بأحد المصابين به، وإن كان هناك اختلاف في احتمال حدوث الإصابة؛ نتيجة لاختلاف طبيعة العدوى التي يعاني منها كل مريض، في حال كونها عدوى كامنة أو نشطة.