مراحل سرطان عنق الرحم
- تاريخ النشر: السبت، 07 مايو 2022 آخر تحديث: الأحد، 04 فبراير 2024
يُعد سرطان عنق الرحم رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في العالم خاصة البلدان النامية، وقد لا تعاني معظم السيدات أعراض ملحوظة في بداية الإصابة به.
لذلك من الضروري أن نتعرف سوياً في السطور التالية إلى طبيعة سرطان عنق الرحم، ومراحله، وأعراضه، وكيف يتم تشخيصه، وما طرق علاجه والوقاية منه.
ما هو سرطان عنق الرحم
سرطان عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Cancer) هو نوع من السرطان يحدث في الخلايا المبطنة لعنق الرحم الذي يربط الجزء السفلي من الرحم بالمهبل. [1]
يُعد سرطان عنق الرحم شائعاً بين النساء حول العالم، إذ نجد أنه في عام 2020 كان هناك 604000 حالة جديدة، وما يقدر بنحو 342000 حالة وفاة معظمهم في البلدان النامية، والنساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية هم الأكثر عرضة للإصابة بست مرات مقارنة بالنساء غير المصابات، كما تلعب سلالات مختلفة من فيروس نقص الحليمي البشري دور في التسبب في معظم حالات سرطان عنق الرحم. [1]
ومن الجدير بالذكر أنه يُمكن علاج هذا النوع من السرطان إذا تم تشخيصه مبكراً وعلاجه على الفور، ويوجد نوعان منه:
- سرطان الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous cell carcinoma): هو النوع الأكثر شيوعاً إذ نجده في 9 حالات من أصل 10 مصابين بسرطان عنق الرحم، ويكون في الخلايا الحرشفية المبطنة لعنق الرحم الخارجي الذي يُمكن للطبيب رؤيته خلال الفحص بالمنظار.
- سرطان الخلايا الغدية (بالإنجليزية: Adenocarcinoma): يتطور هذا النوع في خلايا الغدد المنتجة للمخاط في باطن عنق الرحم.
وعلى الرغم من أن معظم الحالات إما تكون في الخلايا الحرشفية أو الخلايا الغدية، لكن قد يتطور عند البعض نوع يحمل سمات كليهما، ويطلق عليه سرطان الخلايا الحرشفية الغدية أو السرطان المختلط. [2]
مراحل سرطان عنق الرحم
ينمو سرطان عنق الرحم ببطء؛ لذا يكون هناك وقت عادةً للعثور عليه وعلاجه قبل أن يصبح أكثر خطورة، ويُعد تحديد المرحلة السرطانية خطوة مهمة عند بداية التشخيص؛ لأنه يساعد الطبيب على تحديد الخطة العلاجية الأكثر فعالية.
وتهدف مرحلة السرطان إلى توضيح مدى انتشاره وخطورته فيما يعرف بالتدريج، إذ يستخدم نظام التدريج FIGO (الاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد) غالباً لسرطانات الأعضاء التناسلية الأنثوية، ويتكون سرطان عنق الرحم تبعاً له من المراحل التالية: [2]
- المرحلة الصفرية: بدأت الخلايا السرطانية في الظهور.
- المرحلة الأولى: بدأت تنمو الخلايا السرطانية من السطح إلى أنسجة أعمق من عنق الرحم، ولم ينتشر إلى الغدد اللمفاوية القريبة ولا إلى مواقع بعيدة.
- المرحلة الثانية: يبدأ السرطان في الانتقال خارج عنق الرحم والرحم، لكن لم ينتشر إلى جدران الحوض أو الجزء السفلي من المهبل، وقد يؤثر أو لا يؤثر على العقد اللمفاوية القريبة.
- المرحلة الثالثة: انتشر السرطان إلى الجزء السفلي من المهبل أو جدران الحوض، وقد يؤدي إلى انسداد الحالبين وهي الأنابيب التي تنقل البول من الكلى إلى المثانة، وقد يؤثر أو لا يؤثر على العقد اللمفاوية القريبة.
- المرحلة الرابعة: يصل السرطان هنا إلى المثانة أو المستقيم أي ينمو خارج الحوض، وقد يؤثر على العقد اللمفاوية القريبة، ومع تقدم الحالة ينتشر إلى أعضاء بعيدة؛ مثل: الكبد، والرئتان، والعظام.
أعراض سرطان عنق الرحم
قد لا توجد أعراض ملحوظة في المراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم، لكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر مع انتشار السرطان وتقدم الحالة: [3] [4]
- ألم عند ممارسة الجنس.
- نزيف مهبلي غير عادي؛ مثل: نزيف بعد العلاقة الجنسية، أو بين فترات الحيض، أو بعد انقطاع الطمث، أو بعد فحص الحوض طبياً.
- إفرازات مهبلية غير اعتيادية؛ مثل: إفرازات مهبلية مائية ذات رائحة كريهة، أو إفرازات مشوبة بالدم.
- الشعور بألم في الحوض.
- فقدان الوزن غير المبرر، أو فقدان الشهية.
- الشعور بإعياء.
- تورم الساقين.
- ألم العظام.
- قد يصل الأمر إلى الفشل الكلوي في مراحل السرطان الأخيرة.
من الجدير بالذكر أن وجود إحدى العلامات السابقة ذكرها لا تعني بالضرورة إصابتك بسرطان عنق الرحم، لكن في حالة ظهورها يجب الرجوع إلى الطبيب المختص فوراً للحصول على تشخيص دقيق للحالة.
أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم
ليس من الواضح حتى الآن ما هو سبب الإصابة بسرطان عنق الرحم، إذ نجد أن السرطان عموماً ينتج من انقسام الخلايا ونموها بشكل غير طبيعي حتى تصبح في النهاية ورم، وحتى الآن لم يستطع العلماء تحديد سبب التغيرات أو الطفرات في الحمض النووي للخلايا السليمة التي تجعلها تتحول بهذا الشكل. [3]
لكن من المؤكد وجود بعض العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، وتشمل: [4] [5]
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي ينتقل جنسياً واحداً من أهم العوامل التي تكون سبب الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً الأخرى (STD)؛ مثل: مرض السيلان، ومرض الزهري، ومرض نقص المناعة البشرية (الإيدز).
- وجود العديد من الشركاء الجنسيين، إذ تزداد فرصة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري كلما زاد عدد شركاء العملية الجنسية.
- ممارسة النشاط الجنسي مبكراً قبل سن 16 عاماً.
- ضعف الجهاز المناعي يجعلك أكثر عرضة للإصابة بجميع الفيروسات المسببة لسرطان عنق الرحم.
- عادة التدخين التي تزيد من مخاطر الإصابة بجميع أنواع السرطان.
- تناول حبوب منع الحمل الهرمونية بانتظام لمدة زمنية طويلة تصل إلى 5 سنوات أو أكثر.
- الوضع الاجتماعي والاقتصادي المحدود، إذ يبدو أن معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم أعلى في المناطق النائية والنامية.
- تناول بعض الأدوية الوقائية المضادة للإجهاض التي كانت متاحة في الخمسينيات من القرن الماضي، قد تزيد من خطر الإصابة بنوع معين من سرطان عنق الرحم يسمى سرطان الخلايا الصافية.
تشخيص سرطان عنق الرحم
يرفع التشخيص المبكر لسرطان عنق الرحم معدل نجاح الخطة العلاجية، ونظراً لأن هناك فئة كبيرة من السيدات قد لا تعاني أعراضاً ملحوظة؛ لذا يوصي الأطباء بضرورة إجراء فحص روتيني لعنق الرحم بمجرد بلوغ 21 عاماً حتى يتم اكتشاف أي خلل مبكراً. [3]
تشمل الاختبارات الرئيسية كل مما يلي: [4] [5]
- اختبار بابانيكولاو (بالإنجليزية: Pap test): أو كما يطلق عليه مسحة عنق الرحم، يُعد جزءاً ضرورياً من الفحص المنتظم لحوض المرأة، إذ يجمع الطبيب فيه خلايا من سطح عنق الرحم لفحصها مجهرياً للكشف عن أي وضع غير اعتيادي في خلايا عنق الرحم.
- اختبار الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري: يحدد هذا الاختبار ما إذا كان الفرد مصاباً بأي نوع من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري التي قد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم، بل يُمكن أن يكشف عن سلالات الفيروس عالية الخطورة في الحمض النووي للخلية قبل أن تتضح أي شذوذ في خلايا عنق الرحم.
إذ أظهرت الاختبارات السابقة وجود خلل مع معاناة المريضة أعراض سرطان عنق الرحم، يلجأ الطبيب إلى إجراء اختبارات إضافية يفحص فيها أنسجة عنق الرحم بدقة، وتشمل: [4] [5]
- التنظير المهبلي.
- الاستئصال الجراحي الكهربائي الحلقي (LEEP).
- الخزعة المخروطية.
- خزعة المثقبة.
- اختبارات الدم.
يقوم الطبيب عادة بإجراء الاختبارات التصويرية؛ مثل: التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية للحوض؛ لتحديد مرحلة سرطان عنق الرحم بعد تأكيد التشخيص. [5]
علاج سرطان عنق الرحم
توجد وسائل علاجية مختلفة يختار الطبيب منها بناء على: [4]
- الصحة العامة للمريضة.
- سن المريضة.
- تفضيلات المريضة الشخصية.
- موقع الخلايا السرطانية تحديداً.
- حجم السرطان ومدى انتشاره.
العلاج الجراحي
تُعالج المراحل الأولى من سرطان عنق الرحم بالجراحة غالباً، ويعتمد الإجراء الجراحي المناسب لكِ على حجم السرطان ومراحله، وما إذا كنتِ ترغبين في الحمل مستقبلاً أم لا، إذ تشمل الاختيارات الجراحية ما يلي: [4] [5] [6]
- جراحة استئصال السرطان فقط: قد تكون الوسيلة الأفضل في حالة الورم صغير الحجم، إذ يُمكن إزالة السرطان بالكامل باستخدام خزعة مخروطية؛ مما يتيح لكِ التفكير في الحمل في المستقبل.
- جراحة استئصال عنق الرحم: يتم فيها إجراء قطع عنق الرحم جذرياً أي تتم إزالة عنق الرحم وبعض الأنسجة المحيطة، ويبقى الرحم بعد هذا الإجراء سليماً؛ لذا هناك فرصة في الحمل إذا رغبتِ في ذلك.
- جراحة استئصال عنق الرحم والرحم: قد يصل الأمر إلى إزالة عنق الرحم، والرحم، وجزء من المهبل، والعقد الليمفاوية القريبة الذي غالباً يعالج سرطان عنق الرحم بفاعلية ويمنع تكرار ظهوره، لكن هنا إزالة الرحم تجعل الحمل مستحيلاً.
- استئصال الرحم طفيف التوغل: يتم هذا الإجراء بواسطة شقوق صغيرة في البطن بدلاً من شق واحد كبير، ويُعد خيار لعلاج المراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم لكن ليس بفاعلية استئصال الرحم التقليدي وفقاً لبعض الدراسات.
العلاج الإشعاعي
يستخدم حزماً عالية من الطاقة؛ مثل: الأشعة السينية، أو البروتونات لقتل الخلايا السرطانية، وغالباً يُستخدم مع العلاج الكيميائي في حالات سرطان عنق الرحم المتقدمة، أو بعد الجراحة إذا كان هناك خطر متزايد من عودة السرطان. [4] [5]
ويُمكن إعطاؤه للمرضى في الصور التالية:
- خارجياً: بواسطة توجيه حزمة إشعاعية إلى المنطقة المصابة من آلة كبيرة خارجية، وقد يستغرق الأمر بضع دقائق بمعدل 5 أيام في الأسبوع لمدة 5 -6 أسابيع.
- داخلياً: عن طريق وضع جهاز في صورة كبسولة تحتوي على مواد مشعة داخل المهبل بالقرب من عنق الرحم لبضع دقائق فقط، ويطلق عليها أيضاً بالمعالجة الكثبية.
- كلاهما: قد يقوم الطبيب في بعض الحالات باستخدام مزيج من الطريقة الداخلية والخارجية؛ لتوجيه الإشعاعات للخلايا السرطانية. [6]
العلاج الكيميائي
عبارة عن عقاقير دوائية قوية تستخدم المواد الكيميائية لقتل الخلايا السرطانية، يُمكن المريضة أن تتناولها في صورة أقراص، أو تُعطى عن طريق الوريد، وأحياناً يتم استخدام كليهما.
وغالباً لا يتم استخدامه بمفرده بل يُمزج مع العلاج الإشعاعي في الحالات المتقدمة؛ لأن العلاج الكيميائي قد يعزز تأثيرات الإشعاع، أو يستهدف الخلايا السرطانية التي لا تستطيع الجراحة إزالتها، كما يتم استخدامه في المراحل المبكرة إذا كان السرطان كبيراً في الحجم. [4] [5]
وأبرز الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي، تشمل: [6]
- الإسهال.
- الشعور بالغثيان.
- الإعياء.
- العقم.
- تساقط الشعر.
- انقطاع الطمث المبكر.
العلاج الموجه
تركز هذا النوع من العلاجات الموجهة على نقاط ضعف محددة داخل الخلايا السرطانية؛ مما قد يؤدي إلى موتها، وعادةً يتم الجمع بينها وبين عقاقير العلاج الكيميائي خاصة في الحالات المتقدمة. [4] [5]
العلاج المناعي
يُطلق عليه أيضاً العلاج البيولوجي، وهو عبارة عن عقاقير دوائية تساعد الجهاز المناعي على محاربة الخلايا السرطانية، يمكن استخدام (Pembrolizumab) أو (tisotumab vedotin-tftv) للمساعدة في منع البروتينات الموجود على الخلايا السرطانية؛ لتقليص الأورام أو إبطاء نموها.
يلجأ الأطباء إليه غالباً إذا كان العلاج الكيميائي لا يعمل، أو في حالة انتشار السرطان، ويعطى عن طريق الوريد كل 3 أسابيع. [5] [6]
الوقاية من سرطان عنق الرحم
قد يكون مفتاح الوقاية من سرطان عنق الرحم هو اكتشاف تغيرات الخلايا مبكراً قبل أن تصبح خلايا سرطانية، بالإضافة إلى أن هناك إرشادات ونصائح أجمع عليها خبراء الطب في قدرتها على تدعيم حمايتك من سرطان عنق الرحم، وتشمل كل مما يلي: [6] [7]
- إجراء اختبار مسحة عنق الرحم بانتظام كل 3 سنوات عند بلوغ 21 عاماً؛ لأنها تستطيع أن تكشف عن التغيرات الخلوية في عنق الرحم التي قد تتحول إلى سرطان إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.
- الخضوع إلى اختبار الكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري بانتظام؛ لأنه واحد من أهم عوامل الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- الحصول على تطعيم الوقاية من عدوى فيروس نقص الحليمي البشري (HPV)؛ لتقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، والمهبل، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء جارداسيل (بالإنجليزية: Gardasil) للذكور والإناث من سن التاسعة إلى 26 عاماً؛ لأنه يقي من سلالتين من فيروس الورم الحليمي البشري التي تسبب 70٪ من سرطانات عنق الرحم.
- اتخاذ التدابير الوقائية من الأمراض المنقولة جنسياً؛ مثل: استخدام الواقي الذكري في كل مرة تمارس فيها الجنس، والحد من عدد الشركاء الجنسيين.
- الابتعاد عن التدخين، إذ يزداد تعرض السيدات المدخنات المصابات بفيروس نقص الحليمي البشري لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- تأخير ممارسة العملية الجنسية لأول مرة بحيث لا تتم في عمر أقل من 18 عاماً.
- الحصول على التغذية الصحيحة تساعد في الحفاظ على صحة الجسم عموماً، وصحة الرحم خاصة.
- ممارسة نشاط بدني خفيف للحفاظ على طاقتك، وصحة أعضائك الداخلية.
- الحد من تناول الكحوليات.
تظل وسيلة الحماية الأمثل لجميع السيدات من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطانات الأعضاء التناسلية الأنثوية الأخرى الحفاظ على الفحص الدوري بانتظام؛ حتى تكشف مبكراً عن وجود أي خلل، ومنع تطوره لحالة أكثر سوءاً، فماذا أفضل من العلاج سوى الوقاية!
- أ ب "مقال سرطان عنق الرحم" ، المنشور على موقع www.who.int
- أ ب "مقال مراحل سرطان عنق الرحم" ، المنشور على موقع www.cancer.org
- أ ب ت "مقال سرطان عنق الرحم" ، المنشور على موقع www.webmd.com
- أ ب ت ث ج ح خ د ذ "مقال سرطان عنق الرحم" ، المنشور على موقع www.mayoclinic.org
- أ ب ت ث ج ح خ د ذ "مقال ما تحتاج أن تعرفه عن سرطان عنق الرحم" ، المنشور على موقع www.medicalnewstoday.com
- أ ب ت ث ج "مقال علاج سرطان عنق الرحم" ، المنشور على موقع www.cancerresearchuk.org
- ↑ "مقال ما الذي يمكنني فعله لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم؟" ، المنشور على موقع www.cdc.gov