ما هي فوائد هرمون الميلاتونين

يشتهر هرمون الميلاتونين بأهميته للنوم الجيد ويُطلق عليه اسم هرمون النوم لذلك تحظى مكملات الميلاتونين بشعبية كبيرة في الآونة الأخيرة لكن وظائف هرمون الميلاتونين لا تقتصر فقط على النوم، لنتعرف في هذا المقال على ما هي فوائد هرمون الميلاتونين العامة للجسم.

ما هو هرمون الميلاتونين  

الميلاتونين هو هرمون طبيعي تنتجه الغدة الصنوبرية وهي غدة صغيرة في دماغك تعد جزءاً من نظام الغدد الصماء في الجسم، ويعمل الميلاتونين على توازن إيقاعات الساعة البيولوجية وهي  الإيقاعات اليومية من تغيرات جسدية، وعقلية، وسلوكية تتبع دورة مدتها 24 ساعة، وأهم هذه الإيقاعات اليومية هي دورة النوم والاستيقاظ حيث تفرز الغدة الصنوبرية أعلى مستويات الميلاتونين أثناء الليل وكميات قليلة خلال النهار لذلك يُطلق عليه هرمون النوم.^[1]  

فوائد هرمون الميلاتونين للنوم

يُشار إلى الميلاتونين باسم "هرمون النوم" ووظيفته الأشهر هي مساعدتك على النوم الجيد حيث تطلق الغدة الصنوبرية أعلى مستويات الميلاتونين عندما يكون هناك ظلام ويقلل من إنتاج الميلاتونين عندما تتعرض للضوء لذلك يصبح لديك مستويات منخفضة من الميلاتونين في الدم خلال ساعات النهار ومستويات مرتفعة من الميلاتونين أثناء الليل، كلما طال الليل والظلام زادت إفراز الغدة الصنوبرية للميلاتونين.

بالرغم من أن الميلاتونين ليس ضروريًا للنوم فإنك تنام بشكل أفضل عندما يكون لديك أعلى مستويات من الميلاتونين في جسمك لكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تساهم في قدرة جسمك على النوم ونوعية النوم الذي تحصل عليه.

أظهرت الأبحاث أن الميلاتونين قد يكون الفوائد التالية للنوم:

• النوم السريع: الأشخاص الذين تناولوا الميلاتونين ينامون بين 22 و 34 دقيقة أسرع من الأشخاص الذين تناولوا حبوب الدواء الوهمي في إحدى التجارب.
• تحسين كفاءة النوم: تشير كفاءة النوم إلى الوقت الذي تقضيه في النوم مقارنة بالوقت الذي كنت فيه في السرير حيث أظهرت بعض الدراسات أن تناول الميلاتونين قد يجعل كفاءة نومك أفضل.
• نوم الأطفال: قد يساعد الميلاتونين الأطفال الذين يعانون من مشاكل النوم، مثل تلك الشائعة في اضطراب طيف التوحد، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
• إعادة ضبط دورة النوم والاستيقاظ: عندما تشعر بالرغبة في النوم والاستيقاظ فهذا نتيجة تحكم إيقاعك اليومي، وأظهرت بعض الدراسات أن الميلاتونين قد يساعد في تنظيم هذه الدورة.^[1][2]  

فوائد هرمون الميلاتونين للقلب

تظهر العديد من الدراسات أن الميلاتونين له خصائص واقية من أمراض القلب بما في ذلك مضادات الأكسدة والآثار المضادة للالتهابات، وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن الميلاتونين قد يساعد في خفض مستويات ضغط الدم، وتحسين معدا الكوليسترول.

مميزات الميلاتونين المضادة للأكسدة هي أحد الطرق التي يمكن من خلالها أن يمنع ويعالج أضرار الأمراض المزمنة والمتعلقة بالعمر من أمراض القلب والأوعية الدموية إلى السرطان والأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر.^[3]  

فوائد هرمون الميلاتونين للعين 

أشارت العديد من الدراسات الصغيرة إلى أن الميلاتونين قد يساعد في علاج بعض أمراض العيون التي يسببها الالتهاب والشيخوخة.

تعزيز صحة العين

الميلاتونين غني بمضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد في منع تلف الخلايا والحفاظ على صحة عينيك حيث تشير الأبحاث إلى أن الميلاتونين يمكن أن يكون مفيدًا في علاج حالات؛ مثل: الجلوكوما، والتهاب القزحية: 

• التهاب القزحية: مرض يصيب العين يسبب احمرارًا، وتورمًا، وألمًا مفاجئًا في العين.
• الجلوكوما: مجموعة من اضطرابات العين التي تحدث عادة بسبب الضغط داخل العين، إذا لم يتم علاجها يمكن أن تؤدي إلى تلف العصب البصري الذي يرسل إشارات من عينك إلى دماغك.^[3][4]  

التنكس البقعي المرتبط بالعمر 

قد يقلل الميلاتونين من خطر الإصابة بأمراض العين بما في ذلك الضمور البقعي المرتبط بالعمر، بالإضافة إلى كونه مضادًا قويًا للأكسدة  قد يساعد الميلاتونين في التحكم في تصبغ العين، وتنظيم كمية الضوء التي تصل إلى المستقبلات الضوئية مما يحمي العينين من التلف.^[3][4]

فوائد هرمون الميلاتونين للسرطان

أشارت العديد من الأبحاث في السنوات الماضية إلى ترابط بين الميلاتونين والسرطان حيث أظهرت الدلائل دوره في منع نمو الخلايا السرطانية، وتعزيز فعالية علاجات السرطان، ومنع تطور السرطان.

هرمون الميلاتونين لسرطان الثدي

تشير العديد من الدراسات إلى أن مستويات الميلاتونين المنخفضة قد تترافق مع خطر الإصابة بسرطان الثدي حيث تميل النساء المصابات بسرطان الثدي إلى الحصول على مستويات أقل من الميلاتونين مقارنة بالنساء غير المصابات بالمرض، كما وجدت التجارب المعملية أن المستويات المنخفضة من الميلاتونين تحفز نمو أنواع معينة من خلايا سرطان الثدي، بينما تؤدي إضافة الميلاتونين إلى هذه الخلايا إلى إبطاء نموها.

تشير الدلائل الأولية أيضًا إلى أن الميلاتونين قد يقوي آثار بعض أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة في علاج سرطان الثدي.^[5]  

هرمون الميلاتونين لسرطان البروستات

تشير الدراسات إلى أن الرجال المصابين بسرطان البروستات لديهم مستويات أقل من الميلاتونين مقارنة بالرجال غير المصابين بهذا المرض، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل أن يتمكن الأطباء من تقديم توصيات في هذا المجال، يجب على الرجال المصابين بسرطان البروستات التحدث إلى الطبيب قبل تناول الدواء.^[5]

فوائد الميلاتونين للتوحد

أظهرت الدراسات أن العديد من المصابين بالتوحد لا ينتجون كمية كافية من الميلاتونين وغالبًا ما يعانون من مشاكل في النوم، وهناك مجموعة قوية جدًا من الأبحاث التي تُظهر أن الميلاتونين يمكن أن يساعد الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد على النوم لفترة أطول، والحصول على نوم بجودة أعلى، والنوم بسهولة أكبر مع فوائد إضافية للسلوكيات أثناء النهار.

هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد أفضل الجرعات والتوقيت لاستخدام الميلاتونين في الأشخاص المصابين بالتوحد.^[2][3]

فوائد أخرى لهرمون الميلاتونين

تساعد مكملات الميلاتونين في علاج الاضطرابات والأمراض التالية:

• علاج اضطراب الرحلات الجوية الطويلة بتناول مكملات الميلاتونين.
• متلازمة القولون العصبي حيث تشير الأبحاث الأولية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي والذين يتناولون الميلاتونين يقللون من بعض الأعراض مثل آلام البطن.
• تشير الدراسات الأولية إلى أن مكملات الميلاتونين تساعد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض في تحسن نضج البويضات ومعدلات الحمل.
• الميلاتونين يقي من أمراض الدماغ المرتبطة بالعمر مثل الزهايمر.
• لقد ثبت أن الميلاتونين فعال ضد فيروسات معينة وهذا هو السبب في أنه معروف بين بعض الباحثين بامتلاكه خصائص مضادة للفيروسات لكن هذا لا يعني أن الميلاتونين يقتل الفيروسات لكنه نجح في الحد من عواقب العدوى بالفيروسات.^[5]

الميلاتونين هو هرمون طبيعي تنتجه الغدة الصنوبرية بالدماغ بشكل أساسي، ويلعب دورًا في إدارة دورة النوم والاستيقاظ وإيقاع الساعة البيولوجية، ويمكن تناوله في شكل حبوب لكن يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة وتجنب أضرار حبوب الميلاتونين.