ما هو مرض MS
- تاريخ النشر: الأربعاء، 09 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 30 مايو 2023
يحتاج كل منا إلى صحة متكاملة ليمارس حياته بنشاط، لكن قد تعجزه بعض الآلام التي لا يعرف ماهيتها ولا كيف نشأت؟ وكيف السبيل لعلاجها؟ ويتساءل هل سينتهي به المطاف عاجزاً عن الحركة، أم هي هجمة مرض ويتعافى بعدها؟؛ لذا يمكنك التعرف على مرض التصلب المتعدد، وما هي الأعراض التي تلمس جرس الإنذار لديك لتنتبه، وغيرهما الكثير.
مرض MS
مرض التصلب المتعدد أو ما يسمى بمرض التصلب اللويحي أو كما يطلق عليه مرض الإم إس (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis) مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي؛ إذ يهاجم الجهاز المناعي طبقة الميالين المحيطة بالأعصاب، فيعيق الاتصال بين خلايا الدماغ والجسد؛ مما قد يسبب للأعصاب تلفاً دائماً وتدهوراً ملحوظاً غير قابل للشفاء.
تختلف الأعراض الظاهرة من مريض لآخر وفقاً لمعدل تلف الأعصاب أو مكان الإصابة؛ لذا قد تجد البعض عاجزين عن الحركة من غير مساعدة أو التكلم، والبعض الآخر لا تظهر عليهم أعراضاً خطيرة، بل يمارسون الحياة بشكلٍ طبيعي.
ليس هناك علاجاً واضحاً يقضي على هذا المرض قضاءً نهائياً، لكن قد تهدئ العلاجات المتاحة من شدة الأعراض، والتخلص من النوبات سريعاً.[1]
الأعراض الشائعة لمرض MS
كما ذكرنا بالأعلى أن الأعراض تختلف من شخصٍ لآخر بناءً على مقدار تلف الألياف العصبية ومكان الإصابة بالإضافة إلى اختلاف الأعراض من عامٍ إلى آخر أو من شهرٍ لشهرٍ تالٍ وهكذا.[2]
من أهم هذه الأعراض:
- الإرهاق: قد يؤثر هذا التعب الناتج عن مرض التصلب المتعدد على ممارسة المهام اليومية ليجعلها أصعب من ذي قبل.
- صعوبة المشي: من الأعراض الظاهرة في مرض التصلب المتعدد؛ نتيجة لتنميل أو خَدر الأطراف السفلية كليهما أو في جانب واحد فقط، بالإضافة إلى صعوبة التوازن، وضعف أو تشنج العضلات، أو مشكلات الرؤية؛ مما قد ينتج عنه إصابات في حال السقوط أثناء السير.
- الرُعاش.
- مشكلات الرؤية: غالباً ما تكون من أولى العلامات الظاهرة لدى هذا المرض وقد تكون الإصابة في عين واحدة أو في كلتا العينين، ومن الممكن أن تكون الإصابة خفيفة تُعالج وقد تُصبح الحالة سيئة للغاية مع مرور الوقت.
- إزدواج الرؤية أو الرؤية الضبابية.
- التهاب العصب البصري.
- حركة العين اللاإرادية ( حركات متتالية سريعة لا إرادية في كرة العين).
- العمى.
- التلعثم والكلام غير الواضح.
- عدم التحكم في المثانة.
- مشكلات بالذاكرة والتركيز.
- صعوبة المضغ والبلع.
- مشكلات النوم.
في حالة ظهور بعض من هذه الأعراض يجب عليك التوجه لاستشارة الطبيب.
أسباب مرض MS
مرض التصلب المتعدد يندرج أسفل أمراض المناعة الذاتية؛ إذ يهاجم الجهاز المناعي الجسم، ويسبب أضراراً وتلفاً للمادة الدهنية المغلفة للألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي فتُبطئ مرور الإشارات العصبية من الدماغ للأعضاء المختلفة أو قد تمنعها نهائياً وفقاً لدرجة الإصابة.
مازال العلماء حائرين في اكتشاف أسباب مرض MS الرئيسي لهذا المرض، لكن يوجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة به.[3]
عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض MS
يوجد العديد من العوامل الهامة التي تساعد في ارتفاع معدل إصابة الأشخاص بهذا المرض منها:[1]
- العمر: رغم أن المرض يمكنه الظهور في أي مرحلة عمرية إلا أنه يظهر بشكل كبير ما بين (20-40) عاماً.
- الجينات المحددة والعوامل الوراثية: على الرغم من أن هذا المرض ليس وراثياً إلا أنه توجد بعض الجينات المحددة التي تحفز من ظهور المرض، وكذلك وجود بعض الإصابات في التاريخ العائلي للمريض ترفع من معدل احتمالية الإصابة.
- الجنس: برغم أن الإصابة قد تحدث في كلٍ من الرجال والنساء إلا أنها تزداد في النساء بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات عن الرجال.
- الفيروسات: الإصابة ببعض الفيروسات تسبب العديد من الالتهابات والتي قد تصيب الأعصاب فتزيد من ظهور المرض مثل فيروس إبشتاين _ بار -المسبب لداء كثرة الوحيدات العدوائية- حيث يوجد علاقة وطيدة بين الإصابة بهذا الفيروس وظهور مرض التصلب المتعدد.
- التدخين.
- فيتامين د: يؤثر نقص فيتامين د وعدم التعرض لقدر كافٍ من أشعة الشمس على زيادة ارتفاع معدل الإصابة بمرض التصلب المتعدد.
- العِرق: يظهر بصورة كبيرة في الجنس الأبيض -الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء- خاصةً في الجزء الشمالي من أوروبا.
مضاعفات مرض MS
قد تتطور درجة الإصابة بهذا المرض لتصل إلى هذه المراحل المختلفة، منها:[1]
- الشلل خاصةً في الأرجل.
- تشنج وتيبس العضلات.
- نوبات الصرع.
- الاكتئاب.
- مشكلات في المثانة أو الأمعاء وكذلك بعض المشكلات الجنسية.
- تغيرات ذهنية مثل النسيان وفقدان التركيز.
كيفية تشخيص مرض MS
لا توجد فحوصات خاصة محددة يمكنها الكشف عن هذا المرض؛ لذا يعتمد الطبيب على نفي الإصابة ببعض الأمراض الأخرى التي قد تسبب ذات الأعراض والعلامات.
من الممكن أن يبدأ الطبيب مرحلة التشخيص بمعرفة التاريخ الطبي بالإضافة إلى الفحص الجسدي، إضافةً إلى ذلك قد تساعد بعض الفحوصات في معرفة حقيقة المرض والتي قد يطلبها الطبيب للتأكد من سلامة تشخيصه وهي كالتالي:[1]
فحوصات الدم
في هذه المرحلة يبدأ الطبيب باستبعاد مجموعة من الأمراض التي تسبب الالتهابات والأعراض المشابهة لمرض التصلب المتعدد من خلال فحص الدم.[1]
البزل القطني
يتم من خلال سحب عينة صغيرة من السائل النخاعي للقناة الشوكية وتحليلها في المختبر، والتي يمكنها أن توضح بعض الخلل أو المشكلات في الأجسام المضادة المرتبطة بالتصلب المتعدد، إضافةً إلى استبعاد بعض الأمراض المعدية التي تسبب أعراضاً مشابهة.[1]
التصوير بالرنين المغناطيسي
قد يطلب الطبيب منك هذا الفحص لتصوير أماكن الدماغ والحبل الشوكي للتأكد من سلامة أو إصابة هذه المناطق أو لملاحظة بعض المشكلات في السائل الشوكي، وقد يحقن المريض بمادة متباينة في الوريد لإظهار الآفات ومعرفة هل المرض في حالته النشطة أم لا؟[1]
فحص الاستجابة المستثارة
يُقاس فيه معدل الاستجابة الكهربائية التي تمر في الألياف العصبية نتيجة لاستثارتها ببعض المنبهات المتنوعة، ويحدث من خلال استخدام بعض المنبهات البصرية أو النبضات الكهربائية الموجهة للذراعين أو القدمين.
برغم أنه من الفحوصات اللازمة للكشف عن التصلب المتعدد لكنها لا تكفي وحدها، بل تحتاج إلى فحوصات إضافية لتأكيد تشخيص المرض.
يحتاج مرض التصلب المتعدد للتعرف عليه دليلاً واضحاً لإزالة طبقة الميالين عن الألياف العصبية في أوقات متفرقة وفي أكثر من منطقة في الدماغ أو الحبل الشوكي وكذلك الأعصاب البصرية؛ إذ إن إزالة الميالين تؤثر على الأعصاب فتمنعها من إرسال الإشارات بصورة جيدة لكافة الأعضاء.
للتأكد من تشخيص هذا المرض يجب استبعاد العديد من الحالات التي لديها أعراضاً مشابهة مثل مرض الذئبة ومرض لايم.[1]
علاج نوبات مرض MS
لا يوجد علاج كافٍ لمرض التصلب، ويتمركز العلاج حول السيطرة على النوبات والتحكم في هجمات المرض، ومع ذلك قد تكون الأعراض بسيطة في بعض الحالات فلا تحتاج إلى علاجات خاصة.
أما بالنسبة لعلاج هجمات مرض MS فيمكن من خلال التالي:[1]
كورتيكوستيرويد
كورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids)، يُعد العلاج الشائع لمرض التصلب المتعدد لتقليل التهابات الأعصاب الناتجة عن النوبات ومن أمثلته:[2]
- بريدنيزون عن طريق الفم.
- الميثيل بريدنيزولون عن طريق الوريد.
أما بالنسبة للآثار الجانبية للعلاج فهي:
- الأرق.
- ارتفاع معدل ضغط الدم.
- ارتفاع سكر الدم.
- تقلبات المزاج.
- احتباس السوائل.
تبادل البلازما
تُفصل البلازما عن خلايا الدم، ثم بعد ذلك تُخلط خلايا الدم بالألبومين (بروتين) وتُعاد مرة أخرى داخل الجسم.
تُستخدم هذه الطريقة في الحالات الجديدة والشديدة والتي لم تتأثر بالستيرويدات.[1]
بعض العلاجات التي تقلل من خطورة المرض
أدوية بيتا الإنترفيرون
أدوية بيتا الإنترفيرون (بالإنجليزية: Interferon beta medications)؛ يعتبر هذا العلاج من الأدوية الموصوفة لعلاج التصلب المتعدد، إذ إنها تُحقن تحت الجلد أو للحقن العضلي، ويمكنها تقليل الانتكاسات الشديدة والمتكررة.
تظهر بعض الآثار الجانبية لأدوية بيتا ؛ كظهور أعراض تشبه مرض الإنفلونزا بالإضافة إلى رد فعل تحسسي موضع الحقن.
ضروري جداً قياس معدل إنزيمات الكبد لإمكانية حدوث تلف في الكبد نتيجة استخدام الإنترفيرون.[3]
أسيتات الغلاتيرامر
أسيتات الغلاتيرامر (بالإنجليزية: Glatiramer acetate)؛ قد يساعد هذا العلاج في وقف هجمات الجهاز المناعي للمادة الدهنية المغلفة للأعصاب، ويمكن للمصاب حقنه تحت الجلد وقد يجد بعض الآثار الجانبية مثل التحسس موضع الحقن.[1]
علاجات أخرى
بالإضافة إلى ما سبق يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي تهيئة المريض وتدريبه على الحركة من خلال تعليمه بعض التمارين الرياضية البسيطة التي تساعده على تقوية العضلات من أجل الحركة، كذلك يمكن استخدام أدوية باسطة للعضلات لعلاج تشنجات وتيبس العضلات، أيضاً يمكن تناول بعض الأدوية لعلاج الاكتئاب تحت إشراف الطبيب.[3]
العلاجات المنزلية وأسلوب الحياة الصحي
يمكنك تجربة بعض الخطوات التالية لتمنحك الراحة وتخفف من الأعراض:[1]
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: يمكنك الانتباه إلى عادات نومك للتأكد من حصولك على القدر الكافي لك، وهذا من خلال بعض الأدوية التي تساعدك في تخفيف اضطرابات النوم في بداية الأمر.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية: تساعدك ممارسة التمارين الرياضية على تخفيف الضغط النفسي بالإضافة إلى تقوية البنية العضلية وتفادي الشد العضلي فتمنحك بعضاً من الراحة ومن ضمنها السباحة وركوب الدراجات.
- تخفيف الضغط النفسي: من خلال ممارسة اليوجا.
- نظام غذائي صحي: تناول طعاماً متنوعاً وغنياً بفيتامين د يساعدك على تخفيف الأعراض.
أن تعيش حياتك بمرض مزمن من الأمور الصعبة على النفس؛ لذا عليك التأقلم ومحاولة التغيير من نمط الحياة واتباع بعض النصائح البسيطة التي قد تغير من نفسيتك ومنها:[1]
- الحفاظ على الأنشطة اليومية بشكل دائم وبسيط.
- لا تحرم نفسك من التواصل مع العائلة أو الأصدقاء.
- لا تتردد أبداً في طلب الدعم من المتخصصين النفسيين أو الأسرة في حال احتياجك لذلك.
- لا تتوقف عن ممارسة هواياتك المفضلة واشغل نفسك بما تحب.
مرض التصلب المتعدد من الأمراض الصعبة على النفس لأنه يرتبط بالحركة والعقل والتواصل، فلا تتردد أبداً في استشارة طبيبك إذا لاحظت بعض الأعراض المقلقة، لعلك تكتشف الأمر مبكراً.
- ↑ "مقال التصلب المتعدد" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- ↑ "مقال فهم التصلب المتعدد" ، المنشور على موقع healthline.com
- ↑ "مقال الأسباب المحتملة لمرض التصلب العصبي المتعدد" ، المنشور على موقع webmd.com