ما مدى خطورة الفلورايد في معجون الأسنان؟
- تاريخ النشر: الإثنين، 01 مارس 2021
كمية الفلوريد التي تعتبر خطيرة
الفلورايد وحده لا يحمي الأسنان
الفلورايد هو مادة سامة. لكنها في الوقت نفسه تحمي من تسوس الأسنان، هذا ما يقوله الأطباء. فكيف يمكن الموازنة بين مخاطر سمية هذه المادة وفوائدها في حماية أسنانها؟ وهل نحن حقًا بحاجة إلى مادة الفلورايد؟
حتى إذا كانت مادة الفلورايد ضرورية للأسنان، كيف يمكننا الحد من الآثار الضارة المحتملة لهذه المادة.
الفلور والفلورايد مواد سامة
الفلور هو غاز شديد التفاعل وسام للغاية. حتى الكميات الصغيرة جدًا يمكن أن تكون سامة، يحتوي معجون الأسنان والماء المفلور على الفلورايد وليس الفلور. الفلورايد أيضًا مادة سامة مثل الفلور. لكنها أقل سمية.
في الصين والهند، يعاني ملايين الأشخاص من مشاكل في العظام لأنهم يشربون مياه تحتوي كميات كبيرة من الفلورايد (حوالي 1 - 4 ملغ من الفلوريد في كل لتر من الماء).
بسبب هذه الكميات الكبيرة من الفلورايد، يصاب السكان بحالة تسمى "تسمم العظام بالفلور". حيث تصبح العظام ذات كثافة عالية، مما يجعلها شديدة الصلابة لدرجة أنها تفقد مرونتها الطبيعية، وبالتالي تصبح أكثر هشاشة. وفي الحالات الشديدة، تتصلب المفاصل والعمود الفقري أيضًا.
بسبب سميتها، تستخدم مادة الفلورايد كسم للفئران ومكون أساسي في مبيدات الآفات الحشرية.
لكن طالما أن الفلورايد بهذه السمية، لماذا يضاف إلى معاجين الأسنان؟
في طب الأسنان، يعتبر الفلورايد أهم عنصر من عناصر الوقاية من تسوس الأسنان. لذلك، تعتبر هذه المادة جزء أساسي في أغلب معاجين الأسنان.
لا تقلق من ذلك، فكمية الفلورايد الموجودة في معاجين الأسنان قليلة للغاية، ولا يمكن أن تسبب أي سمية.
الفلورايد يصلح مينا الأسنان
يساعد الفلورايد على بناء فوسفات الكالسيوم في مينا الأسنان ثم يترسب مع هذه المواد مما يساهم في إغلاق أي تجاويف في المينا. كما أنه يبطئ خسارة المعادن في المينا. لذلك، يجب استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد مرتين يوميًا على الأقل، هذا النهج أثبت فعاليته في أكثر من 300 دراسة سريرية دولية.
في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، يتم إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب، كما يتوفر في الأسواق أنواع من ملح الطعام والمياه المعدنية التي تحتوي على الفلورايد المضاف لها من أجل الوقاية من تسوس الأسنان.
كمية الفلوريد التي تعتبر خطيرة
يمكن أن يسبب الفلورايد آثارًا غير مرغوب فيها إذا دخل بكميات كبيرة إلى الجسم، قد تشمل هذه الآثار ظهور بقع بيضاء على الأسنان أو تلونها باللون البني، أو حروق كيميائية في الأغشية المخاطية وغثيان وألم في البطن.
لكن حدوث هذه الآثار يتطلب جرعات عالية لدرجة أنك ستحتاج إلى استهلاك الكثير من معجون الأسنان. على سبيل المثال، يحتاج الشخص البالغ إلى تناول 20 – 40 علبة من معجون الأسنان حتى تصبح كمية الفلورايد في جسمه قاتلة، وهذا غير ممكن عمليًا.
إذا تناول الطفل علبة كاملة من معجون الأسنان، فإن سيعاني من زيادة الفلورايد، لكن الكمية لن تكون قاتلة، وسوف تؤدي إلى الغثيان والتقيؤ.
الفلورايد وحده لا يحمي الأسنان
بحسب الإحصاءات، الأشخاص الذين يستخدمون معجون أسنان يحتوي على الفلورايد يكونون أقل عرضة للإصابة بتسوس الأسنان. لكن التنظيف المنتظم بفرشاة الأسنان - بغض النظر عن نوع معجون الأسنان - يلعب أيضًا دورًا حاسمًا. لأن فرشاة الأسنان تساهم في إزالة طبقة البلاك، وهي طبقة من البكتيريا تتغذى على بقايا الطعام العالقة على الأسنان. هذه البكتيريا تقوم بتحويل السكر إلى حمض يؤثر على طبقة المينا الواقية للأسنان.
اقرأ أيضا: أضرار السكر وكيف تقلل من استهلاك السكر
يوصي الخبراء بالفلورايد لمنع تسوس الأسنان
نظرًا لأن مخاطر الفلورايد وآثاره الجانبية قليلة جدًا مقارنةً مع فوائده في حماية أسناننا، فإن معظم المؤسسات الصحية وجمعيات طب الأسنان ترخص المعاجين التي تحتوي على كميات ضئيلة من الفلورايد، وتدعوا الجميع إلى استخدام هذه المعاجين. كما توصى بإضافة كميات مدروسة إلى مياه الشرب العامة للحد من تسوس الأسنان.
الفلورايد مناسب للأطفال
وفقًا لتوصيات أطباء الأسنان، يجب تنظيف أسنان الأطفال بمجرد ظهورها مرتين يوميًا باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد. ويجب أن يتم استخدام فرشاة ناعمة للتنظيف.
خلال العامين الأول الثاني من عمر الطفل، تكون كمية معجون الأسنان المستخدمة في كل مرة بحجم حبة الأرز، هذه الكمية تحتوي على 1000 جزء في المليون من الفلورايد.
حين يتجاوز الطفل سن العامين، يجب استخدام كمية بحجم حبة البازلاء. سيترسب الفلورايد في مينا الأسنان ويجعله أكثر قوة. مما يساهم في حماية الأسنان من الأحماض التي تضر بالمينا وبالتالي يمنع تسوس الأسنان.
الفلوريد هو العنصر الفعال الرئيسي لمنع تسوس الأسنان، وقد ثبت أن التنظيف بالفرشاة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد يمكن أن يمنع حوالي 40 - 50 بالمائة من حالات النخر والتسوس.
اقرأ أيضا: تنظيف الاسنان.. الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان ولاختيار الفرشاة
فلورة الماء
فلورة المياه تعني إضافة مادة الفلورايد إلى مياه الشرب العامة، الهدف من الفلورة هي الحد من مشكلة تسوس الأسنان، تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكثر دولة في العالم تقوم بفلورة المياه، حيث يشرب 75% من الشعب الأمريكي المياه المفلورة.
جمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA) أجازت فلورة المياه كإجراء فعال من أجل الوقاية من تسوس الأسنان، وقد تبين أن ذلك ساهم في الحد من مشكلة التسوس بنسبة 25% عند كل من البالغين والأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، دعمت منظمة الصحة العالمية فكرة فلورة مياه الشرب، وتعتبر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة الأمريكية فلورة المياه من أفضل الإنجازات الصحية في القرن العشرين.
فلورة المياه لا تسبب أي مخاطر لأن كمية الفلورايد التي تضاف للماء ضئيلة جدًا، وقد دعمتها عشرات الدراسات العلمية وتجربة عملية لأكثر من 210 ملايين مواطن أمريكي يستخدمون المياه المفلورة كل يوم منذ سنوات.
التسمم بالفلورايد بسبب شرب المياه المفلورة هو أمر لا يمكن أن يحدث إطلاقًا، لأن هذه المياه تحتوي على 1 ملغ من الفلورايد في كل 1 ليتر، ولكي تحدث السمية، يجب أن يشرب الفرد 5 ليترات من الماء لكل كيلوغرام من وزنه. أي أن الفرد الذي يبلغ وزنه 70 كغ عليه شرب 350 ليتر من الماء المفلورة كي يحدث التسمم بالفلورايد.
- "الفلورايد" ، خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة
- "الأسئلة الشائعة حول الفلورة" ، جمعية طب الأسنان الأمريكية
- "ما هو الفلورايد ، وهل هو آمن؟" ، موقع هيلث لاين
- "ما مدى خطورة الفلورايد في معجون الأسنان؟" ، مجلة ديرشبيغل الألمانية