ما أهمية تعزيز الصحة النفسية على الفرد والمجتمع
أهمية تعزيز الصحة النفسية على الفرد والمجتمع
- تاريخ النشر: الخميس، 04 مايو 2023 آخر تحديث: السبت، 04 مايو 2024
تعد الصحة النفسية أولوية في عالمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى حيث يزداد عدد حالات المشكلات النفسية التي تتراوح ما بين مشكلات مثل التوتر إلى أمراض نفسية ضارة مما يؤثر في الفرد والمجتمع، لنتعرف فيما يلي على أهمية تعزيز الصحة النفسية على الفرد والمجتمع، وعلامات الإصابة بمشكلات الصحة النفسية.
ما هي الصحة النفسية؟
الصحة النفسية وفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية هي حالة الرفاهية العقلية التي تساعد الناس في التعامل مع ضغوط ومصاعب الحياة، وإدراك قوتهم الفردية، والعمل والتعلم، والمساهمة في مجتمعاتهم، وهي جزء لا يتجزأ من عافيتنا، وتدعم قدرتنا على تشكيل حياتنا وعالمنا.
تعد الصحة العقلية الجيدة أمراً ضرورياً في كل مرحلة من مراحل الحياة، وتساعدنا في التعامل مع التوتر، والتواصل مع الآخرين، واتخاذ خيارات إيجابية تتماشى مع قيمنا، كما ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصحتنا الجسدية.
الصحة النفسية السيئة تؤثر على أي شخص، ولا ترتبط بالذكاء أو المستوى المادي أو الوضع الاجتماعي فهي خارج نطاق اختيارنا، وإرادتنا، ويمكن التعرض لمشكلات الصحة العقلية في أي وقت لذلك يعد دعم الصحة العقلية المبكر والمستمر أمرًا ضروريًا.[1]
أهمية الصحة النفسية للفرد
تلعب الصحة النفسية الدور الأكبر في رفاهية الفرد، وقدرته على مواجهة تحديات الحياة، وكلما كانت صحته النفسية مستقرة كلما زادت نجاحاته، فيما يلي أهمية الصحة النفسية للفرد.
القدرة للتعامل مع الصعوبات
الصحة العقلية المستقرة تمكن الفرد من مواجهة مشكلات الحياة، وحلها بأساليب منطقية ومواجهتها للتغلب عليها، وليس الهروب منها بالمخدرات أو الأساليب العدائية مثل نوبات الغضب أو الانعزال.
تحسين الصورة الذاتية
الصحة النفسية ترتبط بشعور الشخص نحو ذاته، وتلعب دوراً في تعزيز ثقتك بنفسك، واحترامك لها، وتعد الثقة في النفس مؤشراً جيداً على صحتك النفسية، ويركز الشخص الذي يتمتع بثقة في النفس بمستويات أعلى من الطموح الذي يعمل على تحسين حياته.
علاقات صحية
الصحة العقلية الجيدة تساعد الشخص على تكوين علاقات اجتماعية صحية سليمة قائمة على التواصل الجيد، والاحترام، والتعاطف، على العكس من مشكلات الصحة العقلية التي تدفع الشخص المصاب بها إلى الانعزال أو أن يصبح شخصية عدائية، ويعرض من حوله إلى إساءة المعاملة.
تحسين جودة الحياة
تعزيز الصحة النفسية يؤدي إلى تحسين جودة الحياة حيث تصبح أكثر فعالية، ونشاطاً لتجربة الأشياء جديدة مثل الهوايات، وأنشطة التطوع، والسفر، وجميعها أشياء تسهم في تعزيز صحتك النفسية.[2]
أهمية الصحة النفسية للمجتمع
الصحة النفسية أو الصحة العقلية لها تأثير مباشر في المجتمع ولا تقتصر على الشخص المُصاب بمشكلات نفسية فقط حيث تكلف الدول الأموال الطائلة لعلاجها، وإصلاح أثارها السلبية على الاقتصاد، والمشكلات الاجتماعية التي تجعل بنية المُجتمع ككل ضعيفة، وغير مُنتجة.
وصمة العار التي دائماً ما ترتبط بالمرض النفسي تعمل على زيادة المشكلة حيث يخشى الفرد من طلب المساعدة بالتالي يزيد من تأثر المجتمع، وبيئته المحيطة باضطراباته النفسية لذلك تعد الصحة النفسية مسؤولية مجتمعية، وكلما زاد الوعي بأهميتها نجح المجتمع في التغلب على تأثيرها السلبي، والتقدم.
تأثير الصحة النفسية على المجتمع يتخذ عدة أشكال حيث يتأثر الفرد، ثم عائلته، وعمله بالتالي يتأثر المجتمع ككل، فيما يلي نتعرف إلى تأثير الصحة النفسية على المجتمع:
الصحة النفسية والصحة العامة
الصحة العامة تهدف إلى تعزيز أسلوب الحياة الصحي، واكتشاف الأمراض مبكراً، والوقاية منها لتعزيز الصحة العامة لأفراد المجتمع، وتعد الصحة النفسية جزءاً لا يتجزأ من الصحة العامة حيث تساعد في تواصل الناس بالآخرين، واتخاذ القرارات، والتعامل مع التوتر، وإذا كان الشخص مصاباً باضطرابات عقلية قد يؤخر طلبة للعلاجات الأخرى مما يزيد من الأمراض في المجتمع.
الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية
تؤثر الصحة النفسية على العلاقات بين الناس مع الأبناء، والآباء، والأصدقاء، والأزواج، والعائلة، وزملاء العمل، وتؤدي مشكلات الصحة العقلية في كثير من الأحيان إلى العزلة خاصة لدى الأطفال والمراهقين مما يعيق نموهم بطريقة صحية، ويؤثر على علاقاتهم مع غيرهم في المجتمع مما يؤدي إلى المزيد من العزلة، وتفكك الروابط الأسرية.
الصحة النفسية وزيادة المخدرات
توجد علاقة بين مشكلات الصحة العقلية وتعاطي المخدرات، ويمكن أن يؤدي كل منهما إلى الآخر، والأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية قد يستخدمون الأدوية الأفيونية دون استشارة الطبيب، ويعد تأثير المخدرات هو الأخطر والأكثر تدميراً في المجتمعات، وقد يبدأ الأمر لدى المُصاب بمشكلات الصحة العقلية بالتدخين ثم يتجه إلى المواد المُخدرة.
الصحة النفسية والعمل
مشكلات الصحة النفسية تؤدي إلى صراعات عديدة في العمل حيث تقل إنتاجية الفرد نتيجة الاكتئاب أو القلق، كما تؤثر في سلوكياته داخل العمل التي قد تتسم بالانعزال الشديد أو العدائية، كما تؤدي مشكلات الصحة النفسية إلى زيادة التغيب على العمل، وعدم إكمال المهام مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى فصل الشخص عن العمل.
الصحة النفسية ومعدلات الجريمة
ضعف الصحة النفسية وانتشار مشكلاتها في المجتمع يؤدي إلى زيادة الجريمة، كما يؤدي إلى سوء المعاملة مثل العنف المنزلي أو إساءة معاملة الأطفال حيث تؤدي المشكلات النفسية إلى زيادة التعرض لإدمان المخدرات، والكحول مما يزيد من الجرائم في المجتمع.[3]
علامات مشكلات الصحة النفسية
مشكلات الصحة النفسية قد تهاجم الشخص بالتدريج دون أن ينتبه للأعراض المبكرة، فيما يلي نتعرف على أهم تلك الأعراض:
- الإفراط في الأكل أو الأكل بكميات قليلة للغاية.
- انخفاض في مستويات الطاقة.
- زيادة العزلة، وتجنب الاجتماع مع الأشخاص.
- الشعور باليأس المستمر والتفكير السلبي.
- إدمان المخدرات.
- الغضب، والقلق غير المبرر.
- تقلبات مزاجية حادة.
- شجار مستمر وسلوك عدائي مع العائلة والأصدقاء.
- رؤية وسماع أشياء لا وجود لها.
- صعوبة في أداء المهام اليومية مثل العمل أو الدراسة. [2]
الصحة النفسية هي جزء هام من سلامة وصحة المجتمعات، ويؤدي تحسينها إلى تأثير إيجابي في المجتمع، وتقدمه، كما تعمل الصحة النفسية المستقرة.
- ↑ "[1] Jeremy Sutton. Scientifically reviewed by Melissa Madeson. The Benefits of Mental Health According to Science. Retrieved on the 3rd of May, 2023." ،
- أ ب "[2] Elizabeth Plumptre. Medically reviewed by Akeem Marsh. The Importance of Mental Health. Retrieved on the 3rd of May, 2023." ،
- ↑ "[3] yourmentalhealthpal.com. How Does Mental Health Impact Society? Retrieved on the 3rd of May, 2023." ،