ما أسباب مرض التصلب اللويحي
- تاريخ النشر: الأربعاء، 02 مارس 2022 آخر تحديث: الإثنين، 19 ديسمبر 2022
يعتبر التصلب اللويحي من الأمراض غير الشائعة، ولم يستطع الأطباء حتى الآن فهم هذه الحالة بشكل كامل، فما هي أسباب الإصابة بالمرض، وإلى أي مدى استطاع الخبراء التعامل معه، سنتعرف في هذا المقال على الكثير من التفاصيل حول العصب اللويحي.
التصلب اللويحي
التصلب اللويحي (بالإنجليزية: multiple sclerosis)، يعتبر هذا المرض من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا العصبية وأنسجة الميالين المحيطة بالجهاز العصبي المركزي؛ وقد يتسبب ذلك بخلل في اتصال الدماغ والحبل الشوكي مع باقي أعضاء الجسم؛ وبالتالي عدم قدرة المريض التحكم في أطرافه؛ وقد يعاني من بعض الآلام، والأعراض الأخرى.[1][2]
أسباب تصلب اللويحي
تحدث الإصابة بالمرض عندما يهاجم الجهاز المناعي الغلاف الواقي (الميالين) الذي يغطي الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى خلل في التواصل بين الدماغ وباقي الجسم، لم يستطع الأطباء تحديد العوامل الرئيسية المسببة لمرض التصلب اللويحي بشكل قاطع، إلا أنهم استطاعوا تحديد بعض الأسباب التي يتشارك فيها المصابون بهذا المرض، وفيما يلي أهم العوامل المسببة لهذا المرض:[3][4]
المناعة الذاتية
يعتقد الأطباء أن العصب اللويحي هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يحدد الجهاز المناعي الميالين على أنها أحد الفيروسات أو البكتيريا الضارة للجسم، ويبدأ الجهاز المناعي بمهاجمة هذه الأنسجة مما يؤدي إلى الإصابة بالتهابات في الخلايا العصبية، وفي بعض الحالات المتقدمة قد تصاب هذه الأنسجة بندبات وضرر عصبي دائم.[3]
أظهرت الدراسات أن بعض الأنواع المحددة للجهاز المناعي هي المتسبب في هذا الخطأ، وهي الخلايا البائية والخلايا التائية، وفيما يلي كيفية عمل والتسبب بالتصلب اللويحي لكلٍ منهما:[3]
- الخلايا البائية (بالإنجليزية: B- cells): يعمل نوع من الخلايا التائية المساعدة على تنشيط الخلايا البائية المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة وبروتينات أخرى، وفي حال الإصابة بالمرض تنتقل هذه الخلايا المضادة والبروتينات إلى الجهاز العصبي، مما يساهم في تلف الجهاز العصبي المركزي.
- الخلايا التائية (بالإنجليزية: T- cells): يتم تنشيط الخلايا التائية في حالة التصلب اللويحي بواسطة بروتين المايلين الأساسي، حيث تنتقل الخلايا التائية المنشطة عبر الأوعية الدموية وتدخل الجهاز العصبي المركزي، وتطلق مجموعة من الجزيئات المتخصصة التي تتسبب في التهاب الأنسجة وتلفها، ويعتقد الأطباء أن تواجد نوع من أنواع الخلايا التائية والتي تسمى الخلايا التائية التنظيمية (بالإنجليزية: Regulatory T cells)، وتعمل هذه الخلايا على إبطاء العامل الالتهابي في الوضع الطبيعي، أما في حالة الإصابة بمرض العصب اللويحي فإن هذه الخلايا تصبح غير نشطة إلى حد كبير، مما يؤدي باستمرار إلى التهاب الأنسجة وتلفها.
الوراثة
تشير نتائج الدراسات التي أجريت على 200 شخص مصابين بتصلب لويحي على أنها ليست حالة أمراض وراثية، لكن تشير بعض الدراسات الأخرى أن نسبة إصابة شخص ما بالمرض تزداد من 1-3 من كل ألف نسمة إلى أن تصل إلى 3% في حال وجود أحد الأقارب من الدرجة الأولى، مثل الأب أو الأخ مصاب بنفس المرض.
يعتقد العلماء أن مرض MS حالةٌ تقترن بعدد من الجينات المختلفة، وقد يختلف نوع المرض على حسب اختلاف مزيج الجينات المصابة؛ مما يزيد من خطر الإصابة في بعض حالات التزاوج من العائلة نفسها على المدى الطويل؛ إذ يأتي مزيج الجينات المأخوذ من الأجيال الأولى ويجتمع في الأجيال اللاحقة.[3]
العوامل البيئة
ربط الأطباء والمتخصصون العوامل البيئية مع سبب الإصابة بالمرض، وقد لوحظ أن عدداً من المصابين يتشاركون في عوامل بيئية معينة، وفيما يلي بعض هذه العوامل:[3]
نقص فيتامين د
وجد الأطباء نمطاً من الحالات المتزايدة في البلدان التي تقع في آخر خط الاستواء، مما يشير إلى أن نقص فيتامين د يؤدي دوراً مهماً في حالة تصلب اللويحي، إذ يعمل هذا الفيتامين على تنظيم عمل الجهاز المناعي، وتكمن فائدة أشعة الشمس في زيادة قدرة الجسم على امتصاص الفيتامين بشكل فعال، وأظهرت نتائج الدراسة في عام 2018، أن الحصول على الكميات الكافية والصحيحة من فيتامين د يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بهذا المرض، خاصةً في سن الطفولة والمراهقة، لكن هذه النتائج قد تحتاج إلى مزيد من الدراسات.[3]
تلوث الهواء
ارتبط تلوث الهواء في بعض الدراسات غير المؤكدة بعدد من الحالات من العصب اللويحي، إذ يعمل الدخان المتصاعد من المصانع، وعوادم السيارات، وغيرها بزيادة عوامل الالتهاب والإجهاد التأكسدي في جسم الإنسان؛ مما يؤدي إلى الإصابة بعدد من الأمراض، ومنها التصلب اللويحي.[3][4]
المذيبات العضوية
تشمل تلك المذيبات العضوية كالبنزين، ورباعي كلورو إيثيلين، وهي مواد كيميائية تستخدم في صنع العديد من المواد المختلفة، حيث إنها تتواجد في منتجات الدهان والمواد اللاصقة وغيرها من المواد المستخدمة، يعتقد الأطباء أن هذه المواد الكيميائية تعزز من عوامل الالتهاب، وقد تحمل خطر التفاعل مع مسببات المرض، حيث أظهرت نتائج إحدى الدراسات عام 2018 شملت أشخاص مصابين بالمرض وآخرين غير مصابين، وكانت النتيجة أن التعرض للمذيبات العضوية يزيد من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي.[3][4]
العدوى البكتيرية أو الفيروسية
يعتقد بعض الأطباء أن تواجد أنواعٌ معينة من البكتيريا والفيروسات التي تحتوي على تركيبات مشابهة لتركيبة خلايا الدماغ والحبل الشوكي، قد تؤثر على طبيعة عمل الجهاز المناعي بطرق مختلفة، مثل أن تعمل على تحفيز الجهاز المناعي مما يؤدي إلى عدوى حادة تستمر مدى الحياة، أو أن تعبر الحاجز الدموي الدماغي ومن ثم الولوج إلى الجهاز العصبي المركزي مما يسبب خللاً وظيفياً وتدهور الميالين، وفيما يلي بعض أنواع هذه الفيروسات والبكتريا:[3][4]
- فيروس الهربس البشري الذي يطلق عليه اختصاراً 6 (HHV-6)، ويؤدي هذا الفيروس إلى حالات مثل الطفح الوردي (بالإنجليزية: Rosella).
- حمى الحماق النطاقي (بالإنجليزية: Varicella zoster virus or VZV)، الذي يسبب جدري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox).
- الفيروس المضخم للخلايا (بالإنجليزية: Cytomegallo virus or CMV).
- الفيروسات القهقرية البشرية الذاتية (بالإنجليزية: Human endogenous retroviruses or HERVs).
- حدد الأطباء أيضاً البروتينات التي تماثل بروتين المايلين الأساسي من حيث التركيب، والذي يكون في الأساس هدفاً للجهاز المناعي المختل في حالة الإصابة بمرض MS، وقد تتسبب بعض الأمراض الفيروسية بإنتاج هذه البروتينات، مثل فيروس كورونا البشري (بالإنجليزية: Human coronavirus 229E).
- بكتيريا الكلاميديا الرئوية (بالإنجليزية: Chlamydia pneumonia bacteria).
- فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: EBV)، والذي يرتبط بشكل مباشر مع إنتاج كريات الدم البيضاء المعدية.
عوامل الخطر
- التدخين: يتناسب التدخين طردياً مع نسب الإصابة بمرض MS، حيث تتضاعف نسبة الإصابة في وسط المدخنين مقارنة بغير المدخنين.
- الجنس: نسبة إصابة الإناث ثلاثة أضعاف عدد إصابة الرجال.
- السمنة المفرطة: يعتقد الأطباء أن الإصابة بالسمنة المفرطة في مراحل النمو حتى سن المراهقة، من أسباب الإصابة بالمرض.[1]
أعراض التصلب اللويحي
قد تختلف أعراض التصلب اللويحي على حسب تطور عامل الالتهاب الذي يصيب الأنسجة، وفيما يلي بعض هذه الأعراض:[1][2]
- الإعياء.
- الرؤية المزدوجة.
- الخدر ووخز في الأطراف.
- التشنجات العضلية.
- مشاكل في الحركة.
- ألم يتزامن مع حدة تطور المرض.
- صعوبة الكلام.
- الاكتئاب والقلق.
- ضعف في القدرات العقلية.
- الضعف الجنسي.
- مشاكل في المثانة.
- صعوبة في البلع.
- مشاكل في الأمعاء
- الشعور بالغثيان.
- الشعور بالدوخة.
علاج التصلب اللويحي
لم يجد العلماء علاجاً لمرض العصب اللويحي، لكنهم استطاعوا إيجاد بعض الأدوية التي قد تساعد في تأخر ظهور الأعراض، أو قد تمكن المريض من أداء نشاطه اليومي بشكل أفضل، وفيما يلي بعض هذه العلاجات:[4]
الأدوية المعدلة للمرض عن طريق الحقن الذاتي
تشمل تلك الأدوية المعدلة للمرض عن طريق الحقن الذاتي، مثل جلاتيرامر أسيتات (الاسم التجاري: كوباكسون)، وعقاقير بيتا إنترفيرون ومن أمثلتها في الأسواق الأسماء التجارية التالية:[4]
- بيتاسيرون.
- إكستافيا.
- بليغريدي.
- ريبيف.
- أفونكس.
العلاج بالأقراص الفموية
- ثنائي ميثيل فومارات (الاسم التجاري: تيكفيديرا).
- فينجوليمود (الاسم التجاري: جيلينيا).
- تيريفلونوميد (الاسم التجاري: أوباجيو).
- كلادريبين (الاسم التجاري: مافينكلاد).
- ديروكسيميل فومارات (الاسم التجاري: فوماريتي).
- سيبونيمود (الاسم التجاري: مايزينت).[4]
العلاج بالحقن الوريدي
- اليمتوزوماب (الاسم التجاري: لمترادا).
- ناتاليزوماب (الاسم التجاري: تيسابري).
- ميتوكسانترون (الاسم التجاري: نوفانترون).
- أوكريليزوماب (الاسم التجاري: أوكريفوس).[4]
يعد مرض تصلب اللويحي من أمراض المناعة الذاتية، حيث يوجد العديد من العوامل والأسباب التي قد تؤدي إلى هذا المرض، إلا أن الأطباء لم يجدوا إلى يومنا هذا علاجاً لمرض MS، لكن يوجد بعض الأدوية التي قد تساعد في تخفيف الأعراض، والحد من زيادة خطر المرض، والتقليل من هجمات المرض.