كيف أفرق بين ألم العضلات وألم القلب

كيف أفرق بين ألم العضلات وألم القلب في منطقة الصدر، قد يتبادر في أذهاننا جميعاً هذا السؤال خاصة الأشخاص الذين يتعرضون لآلام الصدر المتكررة التي تكون كفيلة بخلق الذعر في قلوبهم.

إذ نجد أن معظم الناس يتهيأ لهم أن هذا الألم ناتج عن مشكلة صحية في القلب، لكن حقيقاً قد يكون ناتجاً عن العضلة الصدرية وليس القلب، لذا دعنا نتعرف سوياً إلى الفرق بين ألم العضلات وألم القلب من خلال الأعراض، والأسباب المميزة لهما، وما هي علامات الخطر التي تستدعي زيارة طبية فورية.

كيف أفرق بين ألم العضلات وألم القلب

قد يكون أمراً محيراً أن تعلم سبب شعورك بهذا الألم في صدرك؛ نظراً لأن هناك تقارباً كبيراً بين ألم العضلات وألم القلب في تلك المنطقة، ويكون حل هذا اللغز بين أيدي الطبيب المتخصص بعد إجراء التحاليل والفحوصات التشخيصية المختلفة.

لكن هناك بعض العلامات التي قد تساعدك في التمييز بينهما قبل زيارة الطبيب كما يلي:   ^[1][2]

1. يأتي ألم القلب على هيئة نوبات متقطعة تختلف في حدتها من شخص لآخر.
2. قد يمتد ألم القلب إلى الجهة اليسرى من الجسم كاليد اليسرى والرقبة حتى قد يصل إلى الظهر.
3. لا يأتي ألم القلب من مكان محدد جداً، إذ غالباً الألم المصاحب للنوبة القلبية أو مشكلات القلب الصحية يكون خفيفاً ومنتشراً في الصدر.
4. يأتي ألم العضلات على هيئة نوبات مستمرة تقل حدتها تدريجياً مع مرور الوقت.
5. يتميز ألم العضلات عن ألم القلب بأن الشخص يتماثل للشفاء خلال فترة قليلة لا تتخطى الأسابيع غالباً.
6. قد يكون ألم القلب يشبه طعن السكين خاصة وقت التنفس العميق أو الكحة، بينما ألم العضلات الصدرية يكون لا يطاق عند التنفس والكحة والسعال، بل يمتد أحياناً إلى الجزء العلوي من الظهر.
7. يختلف علاج ألم العضلات عن علاج ألم القلب؛ إذ نجد أن تناول المسكنات يجعل الشخص يتحسن تدريجياً حتى يزول الألم.
8. يزداد ألم العضلات عندما يقوم الشخص بتحريك عضلات صدره، أو الضغط عليه خاصة الجزء العلوي من الظهر والعمود الفقري.  

أعراض ألم العضلات في منطقة الصدر 

توجد العديد من الأعراض التي تساعد الطبيب في تشخيص تشنجات عضلات الصدر على الرغم من التشابه بينها وبين الأمراض القلبية، وهذا يدعو للاطمئنان إلى حد ما؛ لأن ألم العضلات في منطقة الصدر لا يُشكل خطورة، ولا يؤثر على حياة المريض سلبياً.

وتشمل الأعراض الشائعة للتشنجات العضلية في صدرك كل مما يلي: ^[2][3]

• الشعور بألم يزداد مع حركة الصدر، أو العمود الفقري العلوي.
• ألم قد يزداد سوءاً عند التنفس العميق، أو السعال، أو العطس بقوة.
• قد يرافق ألم العضلات الشعور بألم في منطقة أعلى الظهر.
• الشعور بألم في منطقة محددة داخل جدار الصدر.
• قد تختلف حدة الألم تبعاً للسبب، إذ قد يكون ألماً حاداً مفاجئاً عند حدوث تمزق في عضلات الصدر، أو خفيفاً من إجهاد بدني مزمن.
• قد تختبر حركات لا إرادية ويصعب السيطرة عليها تسمى (التشنجات العضلية).
• قد يحدث تورم أو انتفاخ في المنطقة المصابة.
• ظهور كدمات في منطقة الصدر إذا كان السبب حدوث تمزق في العضلات مع الألم الشديد.
• تقل شدة الألم تدريجياً حتى تختفي في فترة وجيزة.

أسباب ألم العضلات 

توجد أسباب متنوعة ينتج عنها ألم العضلات في منطقة الصدر، ويكون لكل سبب الأعراض المميزة له التي يتوصل لها الطبيب، وأكثر أسباب ألم العضلات الصدرية شيوعاً ما يلي:  ^[2][3]

1. الإصابات الرياضية: من أكثر الأسباب شيوعاً إذ نجد أن الشد المفرط، أو إجهاد العضلات، أو القيام بحركات قوية متكررة يجعلك تشعر بألم في صدرك.
2. الإحماء غير الكافي قبل ممارسة الرياضة: قد تقع في خطأ عدم ممارسة تمارين الإحماء قبل الرياضة؛ مما يسبب تشنجات في عضلات الصدر مزعجة.
3. رفع أشياء ثقيلة بشكل مفاجئ: قد نقع جميعاً تحت وطأة هذا الموقف، إذ عند رفع أوزان ثقيلة وعضلات الصدر مسترخية؛ يسبب هذا حتماً الشعور بتشنجات وتقلصات عضلية في الصدر.
4. إصابات العضلات الصدرية: قد يحدث شد عضلي في منطقة الصدر مؤلماً إذا كان هناك التهابات في العضلات، أو كسور كما يحدث في حوادث السيارات، وإصابات العمل، وقد يترافق معها غالباً ظهور كدمات أو تورماً في المنطقة المصابة.
5. سلالات العضلات الوربية: تعد السبب الأكثر شيوعاً وراء الألم الصدري العضلي الهيكلي، فهي المجموعة العضلية الواقعة بين الضلوع وتشكل جدار الصدر.
6. أمراض الجهاز التنفسي: قد تتسبب بعض أمراض الرئة بالشعور بألم وسط القفص الصدري، أو كما يحدث عند التعافي من نزلات البرد أو التهابات الشعب الهوائية، إذ قد يكون لديك إجهاد عضلي من السعال المستمر الذي يكون أكثر إيلاماً عند التنفس أو السعال الشديد.
7. الأمراض الهضمية: تتسبب بعض أمراض الجهاز الهضمي وأبرزها مرض الجزر المعدي المريئي في الشعور بالحرقة وألم في منطقة الصدر، وتنتج غالباً بعد تناول الطعام بفترة وجيزة، بل تزداد سوءاً في حال النوم مباشرةً بعد الأكل.
8. نوبات الذعر: قد تشعر بألم شديد في صدرك مع مواقف القلق والخوف الشديد التي تسمى نوبات الهلع، وتكون مصحوبة غالباً بارتفاع معدل ضربات القلب، والتنفس السريع، والتعرق الشديد، والغثيان.

أعراض ألم القلب

قد تختلف أعراض ألم القلب عن ألم العضلات قليلاً تبعاً للسبب كما تختلف في شدتها، ومن الجدير بالذكر أن ألم الصدر غالباً يرتبط بالأمراض القلبية، خاصة عندما تصاحبه أحد الأعراض التالية:   ^{[4]   [5]}

1. ضيق شديد في التنفس.
2. الشعور بضغط، أو امتلاء، أو حرقة في الصدر.
3. قد يكون ألم القلب مصحوباً بتعرق بارد غزير.
4. الشعور بألم حارق ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم؛ مثل: الظهر، والفك، والذراع الأيسر، والكتف.
5. قد يستمر الألم أكثر من بضع دقائق، ويزداد سوءاً مع الجهد، ويزول ويعود مرة أخرى.
6. الشعور بالألم في أثناء أو بعد مجهود بدني، أو ضغط عاطفي، أو أحياناً في أثناء الراحة.
7. من الشائع أن يترافق ألم القلب في منطقة الصدر مع الشعور بالغثيان المفاجئ، أو القىء عند التعرض إلى النوبة القلبية.
8. الشعور بالدوار.
9. قد يشعر الشخص بإعياء وحمى مع ألم القلب الناتج عن التهاب عضلة القلب. 

أسباب ألم القلب

لا يوجد أكثر من مسببات ألم القلب المختلفة التي تجعلك تمر بألم في منطقة الصدر لا مثيل له، بالإضافة إلى عدة عوامل قد تكون المحفز الأمثل لزيادة هذا الألم، وأبرز أسباب ألم القلب: ^[4][5]

• النوبة القلبية: حالة تنجم من انسداد تدفق الدم إلى القلب بشكل مفاجئ، وتسبب ألم خفيف أو شعور غير مريح في وسط الصدر الذي قد يمتد إلى الذراعين، والرقبة، والظهر، وقد يتسبب الأمر في حدوث تلف دائم بعضلة القلب عندما تستمر الأعراض أكثر من 15 دقيقة دون طلب المساعدة فوراً.
• الذبحة الصدرية: حالة تقل فيها كمية الدم المتدفق نحو القلب، تتسبب في الشعور بألم في منطقة الصدر مع ضيق التنفس والتعرق البارد، خاصة أثناء بذل مجهود بدني.
• تسلخ الأبهر: حالة قلبية مهددة للحياة تتعلق بالشريان الرئيسي الممتد من القلب (الشريان الأورطى).
• التهاب التامور: قد يشعر الشخص بألم حاد يزداد سوءاً عند التنفس أو الاستلقاء مع التهاب الغشاء المغلف حول القلب.
• تضخم عضلة القلب: واحد من الأسباب يقع تحت وطأة العوامل الوراثية، إذ إن سماكة القلب هنا تمنع تدفق الدم من القلب بالشكل الصحيح؛ مما يجعل عضلة القلب تبذل مجهوداً كبيراً لضخ الدم، فيشعر الشخص أحياناً بألم في منطقة الصدر بالإضافة إلى ضيق التنفس، والدوخة، والدوار. 
• تسلخ الشريان التاجي: تُعد من الحالات النادرة والخطيرة التي يشعر فيها الشخص بألم شديد مفاجئ في منطقة الصدر، بل يشعر البعض بأنه تمزيق مؤلم في الصدر أو الرقبة أو الظهر.
• العوامل المحفزة: أثبتت الدراسات أن الشعور بألم الصدر رفيق لكل من يمارس عادة التدخين، أو يعاني السمنة المفرطة، فهما من أكثر العوامل الشائعة المسببة للأمراض القلبية المختلفة.

علامات الخطر في ألم الصدر

يكون من الأفضل دائماً أن تتواصل مع طبيبك عند الشعور بألم في منطقة الصدر خاصةً إذا كنت تُعاني بالفعل واحداً من الأمراض القلبية المزمنة، أو تناول العقاقير المسكنة والمضادة للالتهابات لا يخفف شعورك بالألم، ومن أبرز علامات الخطر التي تتطلب رعاية طبية فورية: ^[5][6]

• الشعور المفاجئ بالضغط أو السحق أو الضيق تحت عظمة الصدر.
• تسارع ضربات القلب مع التنفس السريع.
• انتشار ألم الصدر إلى الذراع الأيسر، والظهر، ومنطقة الفك.
• انخفاض شديد في ضغط الدم، أو معدل ضربات القلب بصورة مفاجئة.
• الشعور بالغثيان، أو الدوخة التي تصل إلى الارتباك.
• الإصابة بالحمى والقشعريرة المصاحبة لألم الصدر.

قد يكون الفرق بين ألم العضلات وألم القلب يقع تحت طائلة خبرة الطبيب المختص مع الإجراءات التشخيصية المختلفة؛ لأن كما رأينا تتشابه أعراض الحالتين معاً وتختلف شدتها من شخص لأخر، وفي جميع الأحوال بمجرد أن تشعر بألم في الصدر يجب أن تحصل على الرعاية الطبية المناسبة.