فوائد الكولاجين للصحة والبشرة والشعر أنواعه ومصادره

الكولاجين الطبيعي (بالإنجليزية: Collagen) هو البروتين الأكثر وفرة في جسمك، ويقوم هذا البروتين الأساسي بالعديد من الأدوار الهامة، بما في ذلك توفير بنية صحية للبشرة والشعر، بل للجسم كله.

في السنوات الأخيرة، اكتسبت مكملات الكولاجين شعبية كبيرة، وأصبحت من المكونات الرئيسية في الشامبو ومستحضرات البشرة؛ نتعرف في مقالنا هذا على فوائد الكولاجين للصحة العامة، بالإضافة إلى أهميته للشعر والبشرة، كما سنلقي الضوء على مصادره وأضراره.

ما هو الكولاجين

هو البروتين الهيكلي الرئيسي في الأنسجة الضامة للإنسان، توجد الغالبية العظمى من الكولاجين الطبيعي في بشرتنا في الأدمة،  وهي الطبقة الثانية من الجلد والتي تقع تحت البشرة، تصنع خلايا الجلد في الأدمة الكولاجين الذي يربط بقية الأدمة معاً؛ مما يمنح بشرتنا بنيتها الأساسية.

أما بالنسبة لبنية الكولاجين نفسه، فهو يشبه نوعاً ما الأحماض الأمينية الفردية التي ترتبط لتشكل سلاسل طويلة، والتي تتجمع معاً لتشكل خيوطاً أكثر سمكاً، ثم تلتف هذه الخيوط حول بعضها البعض لتشكيل حلزونات ثلاثية، وأخيراً، تربط هذه اللوالب من طرف إلى طرف وتتراكم فوق بعضها البعض لتشكيل مجموعات تسمى الألياف.^[1][3]  

فوائد الكولاجين للجسم

الكولاجين يسهل عملية الهضم 

مكملات الكولاجين تتحلل بالماء؛ مما يعني تكسير الكولاجين، بما في ذلك الكولاجين البحري الذي يتم امتصاصه بسهولة؛ وهي عملية تسهل على جسمك الهضم، مما يجعل من السهل نسبياً استخدامها في الأطعمة اليومية.^[1][3]

الكولاجين يعزز من صحة الأمعاء

في حالات التهاب الجهاز الهضمي، مثل مرض القولون العصبي هناك نظرية "شفاء الأمعاء" حول الكولاجين، حيث وجدت بعض الأبحاث أن مستويات الكولاجين تكون منخفضة لدى المرضى الذين يعانون من هذه الحالات المرضية، وترجع هذه العلاقة إلى أن بروتين الكولاجين هو جزء من النسيج الضام، والذي يتكون منه نسيج القولون والجهاز الهضمي؛ ومن خلال رفع مستويات الكولاجين في الجسم، يُصبح هناك بيئة داعمة للجهاز الهضمي ليكتمل الشفاء.^[1][3]

الكولاجين يعزز صحة القلب

أكدت دراسة صغيرة مفتوحة التسمية وغير خاضعة للرقابة، والتي تم نشرها في مجلة (Atherosclerosis and Thrombosis) في مايو 2017، أكدت تلك الدراسة أن 32 مشاركاً تناولوا الكولاجين ثلاثي الببتيد مرتين في اليوم، وبعد ستة أشهر من بداية العلاج، تحسنت علامات تصلب الشرايين لديهم، بما في ذلك قياسات نسبة الكوليسترول في الدم وتيبس الشرايين.^[1][3]  

فوائد الكولاجين للبشرة

الكولاجين للشيخوخة والتجاعيد

تساعد المكملات الغذائية في تعويض ما فُقد بشكل طبيعي من خلال الشيخوخة، إن الكولاجين هو "الصمغ" الذي يربط بشرة جسمك معاً، وتظهر الأبحاث أنه يشكل حوالي ثلث البروتين في الجسم، حيث تقل كمية الكولاجين بدءً من الثلاثينيات والأربعينيات في العمر، لذلك وبتناول مكملات الكولاجين أو تطبيق منتجاته على البشرة؛ فقد تعمل ببتيدات الكولاجين المضافة إلى نظامك الغذائي أو الدوائي على استبدال ما يبدأ جسمك في التقصير بإنتاجه مع تقدمك في السن.^[1][3]

يعزز الكولاجين مرونة الجلد

صحة الجلد هي أكثر الفوائد المنتظرة من الكولاجين والتي تم دراستها جيداً، حيث نجد -في مراجعة أجريت في يناير 2019 في مجلة Drugs in Dermatology- تحليلاً لإحدى عشرة دراسة عشوائية خاضعة للتحكم الوهمي، أجريت تلك الدراسات لأكثر من 800 مريض تناولوا ما يصل إلى 10 جرامات يومياً من الكولاجين بهدف تحسين صحة الجلد؛ ولقد ثبت أن المكملات تعمل على تحسين مرونة الجلد، وتساعده على الاحتفاظ بالرطوبة بشكل أفضل، وزيادة كثافة ألياف الكولاجين داخل الجلد.^[1][3]

يعزز نضارة وجمال البشرة

يمكن استخدام الكولاجين للوجه بالكثير من الأشكال والطرق، فيمكن تناوله في المكملات الغذائية، أو الحصول عليه من كريم الكولاجين ومنتجات الكولاجين الأخرى؛ ومن فوائد الكولاجين للوجه، تحسين عمل الدورة الدموية في البشرة، ومنحها بشرة متوهجة، فهو يرطب البشرة الجافة ويحميها من التلف، كما يحميها من التأكسد بسبب أشعة الشمس الضارة ومن التقشر في الأجواء الباردة، بالإضافة إلى أنه يعزز من حيوية البشرة ونضارتها.^[1][3]

فوائد الكولاجين للشعر

يؤخر ظهور الشعر الأبيض

قد يساعد الكولاجين أيضاً في تقليل عدد الشعر الأبيض الذي يظهر على رأسك، فهو مليء بخصائص مضادة للأكسدة؛ والتي يمكن أن تساعد في تحييد الجذور الحرة التي تُسببها الأشعة فوق البنفسجية والتلوث.^[4]

يحارب التلف

يمكن أن يضعف الشعر ويتلف لأسباب عديدة، بما في ذلك التغيرات الهرمونية؛ ولمحاربة الجذور الحرة وتعزيز صحة الشعر، يحتاج جسمك إلى مضادات الأكسدة والكولاجين، فهي أفضل طريقة لضمان شعر ناعم ولامع وقوي.^[4]

يقوي الشعر ويعزز صحته

يُقوي الكولاجين الشعر عن طريق بناء البروتينات، كما أنه يساعد في جعل الجذور متينة وقوية، فهو يحتوي على أحماض أمينية يستخدمها الجسم لتقوية الشعر، كما يعزز الكولاجين من صحة فروة الرأس وبصيلات وجذور الشعر؛ مما يمنحك شعراً قوياً، بالإضافة إلى أنه يقلل من ترقق الشعر في المراحل العمرية المتقدمة، ويمنع تساقط الشعر.^[4]

يحفز نمو الشعر

الكولاجين الطبيعي ليس مكوناً من مكونات الشعر، لكن المكون الرئيسي للشعر، حوالي 95٪ منه، هو بروتين الكيراتين، لكي يصنع الجسم الكيراتين، فإن الأحماض الأمينية (أو اللبنات الأساسية للبروتين) ضرورية، وهنا يأتي دور الكولاجين، حيث إن الحمض الأميني الأساسي الأكثر فائدة يسمى البرولين، فهو مكون مادي من الكيراتين ويؤثر على نمو الشعر الجديد؛ لذلك يمكن أن تساعد ببتيدات الكولاجين التي تحتوي على البرولين في تكوين البروتين الذي يحفز نمو الشعر.^[4]

يجدد بصيلات الشعر

وجدت العديد من الدراسات أنه خلال مرحلة نمو الشعر (المعروفة باسم أناجين) تزداد كثافة الكولاجين المحيط ببصيلة الشعر، ومع دخول بصيلات الشعر إلى مرحلة التراجع، فإنها تفرز طبقتين من الكولاجين حولها؛ ونظرًا لأن أجسامنا تفرز المزيد من الكولاجين، فإن الطبقات تتجدد؛ وهذا يدعم بصيلات الشعر لدينا من خلال مساعدتها في إعادة دخول مرحلة التنامي والحفاظ على دورة نمو الشعر؛ ومن هنا فإن استهلاك الكولاجين السائل يسمح للجسم بالحصول على عدد أكبر من الأحماض الأمينية المتاحة؛ والتي يمكن أن تساعد في تقوية حماية بصيلات الشعر من الأكسدة، وهذا بدوره سيحسن إنتاجية بصيلات الشعر.^[4]

يحسن صحة فروة رأس

تماماً مثل وجود الكولاجين الذي يحسن صحة البشرة، فإن هذا البروتين مفيد لفروة الرأس أيضاً؛ فروة الرأس الرقيقة التي لا تحتوي على كمية كافية من الكولاجين هي أقل قوة وأقل قدرة على تثبيت بصيلات الشعر في مكانها، وبما أن فروة الرأس الصحية هي أساس نمو الشعر والشعر الصحي؛ فإن الكولاجين عامل رئيسي عندما يتعلق الأمر بصحة فروة الرأس.^[4]

فوائد الكولاجين للمفاصل

قد تجعل آلام المفاصل من ممارسة الرياضة أمراً صعباً؛ مما قد يؤدي إلى إبعادك عن السير نحو أهدافك، لكن قد يساعد تناول مكمل الكولاجين في العودة إلى المسار الصحيح، وهناك بعض الأدلة على أن الكولاجين يدعم الأنسجة الضامة وله تأثير إيجابي في تحسين آلام المفاصل بعد التمرين.^[1][3]  
على سبيل المثال، فقد وجدت دراسة نُشرت في يناير 2017 في مجلة علم وظائف الأعضاء والتغذية والتمثيل الغذائي التطبيقي، أن الرياضيين الذين يعانون من آلام في الركبة والذين تناولوا 5 جرامات من ببتيدات الكولاجين يومياً لمدة 12 أسبوعاً، يعانون من آلام أقل في المفاصل أثناء التمرين، مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي؛ لذلك فإننا نستطيع القول أن الكولاجين يدعم إصلاح الغضاريف، وقد يكون له أيضاً تأثير مضاد للالتهابات أيضاً.^[1][3]

أنواع الكولاجين

هناك 3 أنواع رئيسية من الكولاجين:^[2]

النوع الأول للكولاجين

هو أكثر أنواع الكولاجين السائدة في الجسم، وهذا هو نوع الكولاجين الذي تفكر فيه إذا كنت مهتماً بالحفاظ على مستويات الكولاجين في بشرتك، أو شعرك، أو أظافرك، ويمكن الحصول عليه من مكملات الكولاجين السائل، أو الكولاجين البحري أو الكوجين البقري المتوفر في الأبقار والأطعمة البحرية.^[2]

النوع الثاني للكولاجين

على الرغم من أنه أقل انتشاراً إلى حد ما في الجسم من النوع الأول، فإن الكولاجين من النوع الثاني مهم للغاية أيضاً، حيث إنه هو العنصر الرئيسي للغضروف والأمر الحيوي للغاية لنظام الهيكل العظمي؛ وبالتالي لا بد أن تعلم أن كولاجين الغضروف لدينا يتكون من كولاجين النوع الثاني.^[2]

النوع الثالث للكولاجين

تم العثور على الكولاجين من النوع الثالث أيضاً في خط البروتينات الحيوية من منتجات الكولاجين، ونلفت الانتباه أن النوع الثالث، موجود في نخاع العظام، وهو أيضاً الكولاجين البحري الذي يتواجد في الأسماك، والكولاجين البقري المستمد من الأبقار.^[2]

مصادر الكولاجين

يُفضل دائماً أن تلجأ لتناول العناصر والفيتامينات الهامة لجسمك من مصادرها الغذائية الطبيعية، وذلك قبل أن تفكر في استبدال نقص تلك العناصر بتناول مكملات الكولاجين؛ فإن هذا يجنبك الكثير من الآثار الجانبية التي قد تتعرض لها، وتشمل مصادر الكولاجين الطبيعية ما يلي:^[2]

• السمك.
• الأبقار.
• الدجاج.
• بياض البيض.
• الحمضيات.
• التوت.
• الخضروات الحمراء والصفراء.
• الثوم.
• الشاي أبيض.
• الخضار الورقية.
• الكاجو.
• الطماطم.
• الفلفل.
• الفاصوليا.
• الأفوكادو.
• الصويا.

أضرار الكولاجين

حتى الآن، هناك معلومات موثوقة محدودة متاحة على سلامة وفعالية مكملات الكولاجين السائل، والآثار الجانبية المحتملة لمكملات الجيلاتين تشمل الطعم الكريه في الفم، وحرقة المعدة، أيضاً قد يكون لديك رد فعل تحسسي من المكملات الغذائية التي تحتوي على الكولاجين.^[1]

نستنتج من هذا أن الكولاجين أحد أهم العناصر التي يحتاجها الجسم للصحة العامة وللعناية بالجمال والشعر، لكن يجب استشارة الطبيب فيما يخص تناول مكملات الكولاجين.