فوائد الطعام المجمد

يصادف السادس من آذار كل عام اليوم العالمي للطعام المجمد (National Frozen Food Day)، حيث نضع فكرة تجميد الطعام تحت العدسة لمعرفة فوائد الطعام المجمد وأضراره ودوره في الحفاظ على الأمن الغذائي وتجنب هدر الطعام.

الطعام المجمد 

يُوصف العصر الذي نعيشه بعصر السرعة، وفي ظل ازدحام الوقت والانشغال بأمور مختلفة خلال اليوم، سيكون من الصعب تضمين مهمة إعداد الطعام وطهيه ضمن المهام اليومية، وفي الوقت نفسه يجب أن نتجنب الوجبات السريعة المليئة بالدهون المتحولة والكوليسترول، لذلك لمعت فكرة الطعام المجمد أو ما يُطلق عليه الطبخ المجمد (بالإنجليزية: Freezer cooking).

وفي هذا السياق، تشير أخصائية تغذية الأسرة جولي هوارد (Julie Howard) إلى إمكانية الحصول على وجبات صحية متكاملة من خلال فكرة تجميد الطعام مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار طرق التخزين السليمة، والمضار المترتبة على تجميد الأطعمة والأغذية بشكل غير مناسب.^[1]

فوائد تجميد الطعام

إن حفظ الطعام عن طريق تجميده واحدة من الطرق الهامة التي تعمل على وقف هدر الطعام والحفاظ عليه، وتأتي الفوائد الأخرى لتجميد الطعام كما يلي:^[2]

طبيعي وخالٍ من المواد الحافظة

لا تحتاج الأطعمة المجمدة إلى إضافة مواد حافظة؛ لأن التجميد هو شكل طبيعي من أشكال حفظ الطعام وحمايته من التلف، وبذلك لن يكلفك الأمر إلا فك التجميد للحصول على وجبة سريعة مفيدة عالية بالقيم الغذائية وفي نفس الوقت تخلو من المواد الحافظة.

توفير الوقت

يستغرق تحضير الطعام وإعداده وقتاً طويلاً، ونحن نحتاج إلى استغلال الوقت بشكل متزايد في الوقت الحاضر، إن وجود مجموعة من الوجبات الصحية المطبوخة مسبقاً في الفريزر الخاص بك يوفر عليك الكثير من الوقت، دون التضحية بجودة الطعام الذي تتناوله.

فترة انتهاء صلاحية أبعد

تبدأ الأطعمة والفواكه والخضروات الطازجة في التحلل بمجرد قطفها أو تحضيرها، إذ يعمل مؤقت انتهاء صلاحيتها بمجرد شرائها، إن فكرة تجميد الطعام تمنحك صلاحية قد تصل لمدة 3 أشهر أو 6 أشهر أو حتى 12 شهراً إذا تم تجميدها بشكل صحيح، مما يتيح لك المزيد من الوقت للاستمتاع بها.

هدر أقل للمال والجهد

تشير التقديرات إلى أن حوالي 30-40٪ من الطعام الذي نشتريه من محلات السوبر ماركت لا يؤكل أبداً وينتهي به المطاف في سلة القمامة، مما يدل أن معدل هدر الطعام في ازدياد، كما أنه يستنزف ميزانيتك بشكل كبير، وهنا يأتي دور الطعام المجمد في الحد من هذا الهدر، حيث يعمل تجميد الطعام على تعطيل نشاط الإنزيم الذي يتسبب في تعفن الطعام، مما يحفظ الطعام لفترة أطول، ويمكنك تقسيمه إلى حصص، حيث تستخدم الطعام بقدر حاجتك دون أن يفسد منه شيء، وبذلك تحصل على وجبتك بجهد أقل ووقت أقصر دون إسراف أو تبذير.

سلامة الغذاء

يقلل التجميد من عدد البكتيريا التي يحتمل أن تكون ضارة والتي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي، وذلك عن طريق منع الكائنات الحية الدقيقة من النمو، إذ إن التجميد يعلق النشاط الميكروبي والفطري في الطعام.

لا حدود موسمية

ترتبط بعض أنواع الفواكه والخضروات بحلول مواسم معينة، أما مع مبدأ تجميد الطعام لا حدود موسمية، وذلك يعني أنه يمكننا الآن تناول الأطعمة خارج مواسمها المعتادة والحصول على الأطعمة التي نحبها في أي وقت مهما كان الموسم، وذلك بفضل فكرة تجميد الطعام الآمن.

الالتزام بالنظام الغذائي

 إن تجميد الطعام ضمن حصص محددة يُمكّنك من التحكم في حجم الحصص التي تتناولها، بالتالي تعرف مدخول السعرات الحرارية وما تحتويه من بروتين وكربوهيدرات وما إلى ذلك ، الأمر الذي يساعدك في المضي قدماً نحو الحفاظ على وزنك والتمتع بحياة صحية.

مضار الطعام المجمد 

إن تجميد الأطعمة والفواكه والخضروات يخضع لعدة شروط ومعايير يجب مراعاتها، إن عدم الالتزام بها يؤدي لمضار صحية عديدة، وتشمل ما يلي:^[3]

• نمو الخميرة وتعرّض الطعام للعفن، إذ يبدأ خطر نمو الخميرة بمجرد سحب المواد المجمدة من الثلاجة، لذلك يجب التخطيط مسبقاً وإذابة الطعام في البراد أو الميكروويف أو الماء البارد.
• التعرّض للبكتيريا، إذ يعد الميكروويف من أكثر الأماكن أماناً لإذابة الأطعمة المجمدة،لكن يجب أن تحافظ عليه نظيفاً بعد كل استخدام لئلا تجنب نمو أنواع مختلفة من البكتيريا وتجنب الأمراض التي يمكن أن تسببها.
• الإصابة بمرض الليستريات البكتيرية المنقولة بالغذاء، وعادةً ما يصاب الناس بمرض الليستريات بعد تناول طعام ملوث عند تخزينه بطرق غير صحيحة.
• التسمم الغذائي، وذلك قد يحدث عند إذابة الأطعمة بشكل غير صحيح أو إذابتها بدرجة حرارة  الغرفة.
• يفقد الخضروات لونها وطعمها، إذ تحتوي الخضار على مركبات كيميائية والتي تتحكم في اللون ومحتوى المغذيات والنكهة الخاصة، لذلك يُنصح بسلق الخضار قبل تجميدها، لأن ذلك يعمل على إيقاف أو إبطاء عمل الإنزيم الذي يمكن أن يسبب فقدان النكهة واللون والملمس، ونختلف مدة السلق باختلاف نوع الخضار وحجمه.
• تأكسد الطعام وتغير طعمه، وذلك عند عدم إحكام إغلاق كيس الطعام الذي تحفظ فيه الطعام المجمد.
• تقل فاعلية مضادات الأكسدة التي تتميز بها الخضروات والفواكه، إذ يمكن أن يؤدي تكسر الخلايا الذي يحدث أثناء التجميد إلى إطلاق مركبات مضادات الأكسدة وتحللها بسبب تفاعلات الأكسدة الكيميائية والإنزيمية، وبالتالي ، يمكن أن تقدم نشاطاً أقل لمضادات الأكسدة مقارنة بالمنتج الطازج المقابل.^[4]

كيفية التعامل مع الطعام المجمد

للاستفادة من فكرة تخزين الطعام عن طريق تجميده، يجب اتباع بعض من الطرق والمعايير التي تراعي سلامة الغذاء عند استخدامه، وهي كالتالي:^[1]  

• دع حرارة الطعام تنخفض قبل تبريده وتخزينه، فمن المهم أن تدع الطعام يبرد بشكل جيد في حرارة الغرفة قبل وضعه في البراد أو الثلاجة، الأمر الذي يجنبك ارتفاع درجة الحرارة داخل البراد.
• قم بتبريد الأطعمة وتحضيرها بشكل جيد قبل التجميد، تأكد من تبريد طعامك لدرجة حرارة البراد قبل تجميدها، وقم بتغطية الطعام في الثلاجة بشكل غير محكم تماماً، للسماح لأي حرارة متبقية بالخروج.
• استخدام الأكياس المخصصة للتخزين في الثلاجة، فهي أكثر سمكاً وتحافظ على الطعام طازجاً لفترة أطول، لكن تأكد من إزالة أكبر قدر ممكن من الهواء من الكيس، وحاول تجميد الطعام في شكل رقيق ومسطح لأن ذلك يساعد في عملية التخزين والذوبان.
• قم بعنونة الكيس، وذلك باستخدام قلم مقاوم للماء، لتسمية جميع الأطعمة التي تقوم بتجميدها، والتأكد من تضمين اسم الطعام وتاريخ التعبئة وحجم الحصة بالإضافة إلى الكمية والمكونات الخاصة.
• الإذابة بشكل صحيح، تجنب إذابة طعامك في درجة حرارة الغرفة، لأن ترك الأطعمة في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة يسمح للبكتيريا بالتشكل، وتنتج هذه البكتيريا سموماً مقاومة للحرارة يمكن أن تسبب الأمراض التي تنقلها الأغذية، لذلك يجب أن تخطط مسبقاً حتى تتمكن من إذابة الجليد بشكل صحيح، ويمكنك إذابة الجليد في الميكروويف، لكن إذابة الثلج في البراد هو الخيار الأكثر صحة.

ختاماً، في عصرنا الحالي الذي اعتدنا فيه على السرعة في كل شيء، توفر لنا فكرة الطعام المجمد الوقت والجهد، مما يوفر حلاً أمثلاً في حياتنا العملية طالما يتم  تحت مظلة الإجراءات المناسبة لضمان سلامة الأغذية، وهو الأمر الذي يُسلط عليه الضوء اليوم العالمي للطعام المجمد والذي نحتفل فيه في السادس من مارس كل عام.