شرح الزلازل للأطفال وتقديم الدعم النفسي لهم

في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في مختلف الفئات العمرية أصبح من الصعب أن نخفي عن أطفالنا حقيقة حدوث الكوارث الطبيعية، يصادف التاسع عشر من أكتوبر/ الشهر العاشر من كل عام  يوم الزلازل العالمي (بالإنجليزية: International Shake Out Day)، حيث يمكن استغلال الفرصة في هذا اليوم لتسليط الضوء على أهمية شرح الزلازل للأطفال وتقديم الدعم النفسي لهم، تعرف على ذلك في هذا المقال.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً.

كيفية شرح الزلازل للأطفال

إن شرح كيفية حدوث الزلازل يحدث فرقاً في كيفية تأثر الأطفال بحدوث الزلزال، خصوصاً زلزال إسطنبول وسوريا الذي حدث مؤخراً وكذلك زلزال المغرب، فهو يقع على مقربة منهم، وفي مكانٍ يعرفونه، إن فهمهم للكارثة  يؤثر عليهم على المدى القصير والطويل، وعلى قدرتهم على التعافي، لكن من المهم أن تكون المعلومات المُقدمة مناسبة لطبيعة الفئة العمرية، إليك طريقة شرح الزلازل للأطفال: ^{[1] [2] [3]}

ما هو الزلزال للأطفال؟

يمكن تبسيط مفهوم الزلزال للأطفال عن طريق شرحه بمفردات سهلة وبسيطة، ويمكن تعريف الزلزال (بالإنجليزية: Earthquake) على أنه ظاهرة طبيعية تحدث عندما تنزلق قطعتان كبيرتان من القشرة الأرضية بشكل مفاجئ، مما يسبب الشعور بالهزة الأرضية. ^[2]

يمكن أن تستمر الزلازل من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، وتحدث الزلازل بشكل مفاجئ وغير متوقع في أي وقت من السنة، فهي ليست مرتبطة بموسم معين، والجدير بالذكر أن معظم الزلازل خفيفة، ولا يلاحظها أحد، لكن يمكن أن تكون الهزات الأرضية شديدة. ^[2]

توضيح ما الذي يسبب الزلازل للأطفال

إن فهم حقيقة الكوارث الطبيعية بطريقة علمية تُمكّن الأطفال من تقبّل الأحداث بشكل طبيعي عن سماعهم عنها أو مشاهدتها في التلفاز، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وتساعدهم على التعافي من آثار الزلازل النفسية، ويمكن تبسيط سبب حدوث الزلازل للأطفال عبر النقاط التالية: ^[2]

• تحدث معظم الزلازل بسبب تغيرات في القشرة الخارجية للأرض.
•  تتكون القشرة من حوالي عشر كتل صخرية تسمى الصفائح، وتتحرك تلك الصفائح باستمرار في أماكن مختلفة وبطرق مختلفة.
•  تسبب حركة الصفائح مع مرور الوقت ضغطاً كبيراً، مما يؤدي إلى حدوث الصدع، وهو يشبه الشق في القشرة الأرضية.
• بعد حدوث الصدع تطلق الصخور المتحركة طاقة على شكل موجات، وتنتشر الموجات في جميع الاتجاهات عبر القشرة الأرضية مسببةً حدوث الزلزال. 

استخدام أسلوب القصة

يمكن استخدام الأسلوب القصصي في سرد وتوضيح ظاهرة الزلازل للأطفال، وذلك من خلال شرح التسلسل الزمني للأحداث بطريقة سهلة وبسيطة. ويعتبر سرد القصص أداة قوية تستخدم لنقل المعرفة ومشاركة مخيلة الطفل مع الواقع، كما أن قراءة القصص بشكل علمي وممتع يساعد الأطفال على تقبل المعلومة بشكل أفضل من التلقين المباشر، إذ تساعد القصص على جعل الحقائق أكثر قابلية للإقناع والتذكر. ^[3]

التعامل مع خوف الأطفال من الزلزال

رغم صغر سن الأطفال، إلا أن لديهم من الذكاء العاطفي ما يجعلهم يشعرون بمصائب الآخرين، وبعد أن وقعت الهزة الأرضية في إسطنبول وسوريا، وبعد ذلك المغرب، لا بد من التعرف على طرق التعامل مع خوف الأطفال من الزلزال: ^[4]  

• التحدث إلى الأطفال عن الكوارث الحالية وعرض المعلومة عليهم ببساطة تساعدهم على توصيل الحقيقة بصورة واقعية.
• يمكن شرح أن بعض البنايات قد تتضرر من الهزة، وأن البعض الآخر قد لا يصاب بضرر.
• شرح كيفية عمل المهندسين والكهربائيين، وتوضيح دورهم في عمليات الإصلاح؛ لأن ذلك من شأنه أن يطمئنه.
• تكلم عن مشاعرك بطريقة متزنة.
• ذكّر أطفالك  بأنهم في أمان، ولا ينبغي أن يقلقوا.
• علّم طفلك معاني التضامن والمساعدة، وذلك من خلال مشاهدة الصور التي تخدم هذا المفهوم.
• استمر في الروتين المألوف للسماح للأطفال بمعرفة أن الحياة مستمرة.
• جهّز طفلك للمدرسة بطريقة مختلفة، فقد يقلق الأطفال عند ابتعادهم عن والديهم؛ لذا يمكنك إخبارهم  أنهم سيكونون بأمان. 
• لا تشاهد التقارير الإعلامية مع الأطفال؛ لتجنب شعورهم بالقلق والذعر.

الدعم النفسي للأطفال بعد الزلزال

بعد وقوع الزلزال يمكن أن تؤثر الطريقة التي تختارها للاستجابة بصورة كبيرة على تصور طفلك للحدث في إطار تحقيق الصحة النفسية بعد الزلزال، يمكن أن يتمثل الدعم النفسي للأطفال بعد الزلزال كما يلي: ^[1]

اللعب العلاجي

إن تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم من خلال الكلمات أو الفن أو ما يسمى اللعب العلاجي يمكن أن يكون مفيداً في قدرتهم على معالجة ما حدث لهم، ويساعدهم على التعبير بطريقة جيدة؛ مما يساهم في تخطي الصدمات بالإضافة إلى المساهمة في التعافي من اضطراب القلق لدى الأطفال. ^[1]

كن صريحاً مع أطفالك

إن التعبير عن مشاعرك بمشاركة أطفالك المخاوف التي عايشتها أثناء الزلزال هو أيضاً وسيلة للمساعدة في التحقق من صحة مشاعرهم. ^[1]

دعهم يكونون جزءاً من التعافي

إن السماح للأطفال بالمساعدة بعد وقوع زلزال كبير يمكن أن يساعدهم على اكتساب فهم ما يحدث، فإن المساهمة في مساعدة الغير وبناء المجتمع تساعدهم على التجاوز والمضي قدماً. ^[1]

التحلي بالصبر

تحلى بالصبر إذا استغرق أطفالك بعض الوقت للعودة إلى طبيعتهم، إذ يتأثر كل طفل بشكل مختلف، ويمكن أن يأتي التعبير أو ردة الفعل على شكل سلوكيات تراجعية مثل: التبول في الفراش، وزيادة القلق، وهي علامات شائعة تدل على أن الأطفال الصغار يعانون من ضغوط عاطفية، حينها يجب الحصول على مساعدة من قبل مقدمي الرعاية لمساعدة أطفالك على التجاوز. ^[1]

حماية الأطفال أثناء الزلازل

إن الاستعداد والتأهب هو المفتاح في احتواء الأطفال أثناء الزلازل، كما أن ما تفعله أثناء الزلزال مهماً أيضاً؛ لأن أطفالك يراقبونك، وسوف يتفاعلون بناءً على سلوكك. ^[1]

يمكنك أن تتحدث بنبرة هادئة، وأن تطمئنهم باستمرار بأنهم بخير، وأن ترشدهم إلى طريقة الاحتماء بهدوء وإبعادهم عن الكابلات الكهربائية والأشياء القابلة للاشتعال، ذلك من شأنه أن يساعد طفلك على تجاوز الزلزال، ونظراً لأهمية الاستعداد الصحيح، وفي إطار تحقيق الأمن الشخصي أثناء الزلازل إليك ما يجب أن تفعله قبل وقوع الزلزال لحماية الأطفال، خصوصاً إذا كنت في منطقة زلزالية نشطة: ^[1]

• يجب التأكد من أن غرفهم مؤمنة: إذ يجب أن تكون غرف الأطفال خالية من أي مخاطر للسقوط مثل اللوحات الفنية الجدارية أو أي شيء قابل للسقوط.
• تعرّف على خطة الكوارث الخاصة بمدرسة طفلك: تأكد من الشخص الذي يعتني بطفلك أن لديه خطة طوارئ؛ لأنه في حالة حدوث زلزال قد لا تتمكن من الوصول إلى طفلك على الفور.
• تحضير معدات الطوارئ: يجب أن يكون لدى كل فرد من أفراد الأسرة معدات إمدادات الطوارئ في متناول اليد، وتتضمن عادةً الأطعمة والوجبات الخفيفة الملائمة للأطفال، والحفاضات، والحليب الصناعي، وأدوية الأطفال، وأدوات الراحة.

ختاماً، يعد شرح الزلازل للأطفال وتقديم الدعم النفسي لهم خطوة أساسية لمساعدتهم على فهم ما يحدث وتجاوز مخاوفهم، وذلك من خلال التحدث معهم بوضوح وإشراكهم في أنشطة تعزز الشعور بالأمان، والجدير بالذكر أيضاً أن دعم الأطفال بعد الزلازل ليس مجرد واجب، بل استثمار في بناء جيل قوي قادر على مواجهة الأزمات بثقة ومرونة.