سرطان العين أعراضه وعلاجه
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 19 أبريل 2022 آخر تحديث: الإثنين، 05 ديسمبر 2022
يعد مرض سرطان العين من الأمراض المنتشرة حالياً، التي يقتضي الحال أن نتعرف إلى المعلومات الأساسية عنه، التي من أهمها الأعراض، والأسباب، بالإضافة إلى العلاج، وطرق التشخيص، والمضاعفات الناتجة عنه.
أصبح تفشي مرض السرطان بجميع أنواعه بين الأشخاص مرعباً، فإذا نظر كل فرد منا في دائرة أقاربه أو أصدقائه سيجد حتماً مريضاً بالسرطان، ومن هذه الأنواع سرطان العين (بالإنجليزية: Eye cancer)، الذي سنتطرق إلى معرفة تفاصيله الشاملة في السطور القادمة.
ما هو سرطان العين
يتطور سرطان العين نتيجة حدوث تغيرات في الحمض النووي للجينات لأسباب غير معروفة؛ التي تؤدي بدورها إما إلى تحفيز الجينات المسرطنة (بالإنجليزية: Oncogenes) المسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية وانتشارها، أو تعطيل عمل الجينات الكابحة للورم (بالإنجليزية: Tumor Suppressor genes)، التي تساعد على القضاء على خلايا السرطان، والحد من نموها؛ وفي كلتا الحالتين يسبب ذلك نمو الخلايا بصورة غير طبيعية متحولةً إلى ورم. [1]
يجدر الإشارة إلى أن الإصابة بسرطان العين يمكن أن تصيب أي جزء من أجزاء العين، التي تنقسم إلى ما يلي: [1]
- مقلة العين (بالإنجليزية: Eyeball) التي تتكون من 3 طبقات:
- قرنية العين (بالإنجليزية: Sclera).
- العنبية (بالإنجليزية: Uvea).
- الشبكية (بالإنجليزية: Retina).
- العظام والأنسجة المحيطة بمقلة العين.
- الجفون والغدد الدمعية.
أعراض سرطان العين
مع الأسف أن أعراض سرطان العين ليست بالأعراض التي تُلاحَظ بسهولة في بداية المرض، إنما يمكن اكتشافها عند إجراء الفحص الدوري للعين، أو مع تقدم الحالة المرضية، كذلك فإن الأعراض تختلف حسب الأنواع المختلفة من سرطان العين، لكن توجد مجموعة من الأعراض المشتركة للعين المصابة؛ مثل: [1] [2] [3]
- تغير مكان مقلة العين.
- انتفاخ العين.
- حركة العين بطريقة غير طبيعية.
- ظهور بقعة داكنة بقزحية العين (حدقة العين).
- تشوش الرؤية.
- عوائم العين (بالإنجليزية: Floaters) أو ما تُعرف باسم الذبابة الطائرة.
- تكون كتلة في جفن العين قابلة للزيادة في الحجم.
- فقدان الرؤية فجأة.
أنواع سرطان العين
تنقسم أنواع سرطان العين حسب الأكثر والأقل شيوعاً، وأيضاً وفقاً للفئة العمرية المستهدفة كما يلي: [1][4]
الورم الميلانيني العنبي
يعد الورم الميلانيني العنبي (بالإنجليزية: Uveal melanoma) من أورام العين الأكثر شيوعاً في البالغين؛ فيمثل 85% من مجمل الإصابات بأورام العين، ويبدأ هذا الورم من خلايا القزحية المسؤولة عن لون العين، لتتحول فيما بعد إلى خلايا مسرطنة.
سرطان الغدد الليمفاوية بالعين
وجد الأطباء أن هذا النوع هو ثاني أكثر الأنواع شيوعاً في البالغين بعد الورم الميلانيني العنبي، يتكون هذا السرطان في العقد الليمفاوية بالعين، التي تعد جزءاً من الجهاز المناعي للجسم، لكن يصعب تشخيص هذا النوع لاختلاف الأعراض من شخص لآخر.
الورم الأرومي الشبكي
يشيع الورم الأرومي الشبكي (بالإنجليزية: Retinoblastoma) في الأطفال عادةً قبل عمر 5 سنوات، لكن بداية تكونه في الشبكية بينما يكون الطفل جنيناً، ومع نمو الطفل تتطور خلايا الشبكية بصورة غير طبيعية حتى يتكون الورم. أحياناً يمكن ملاحظة علامة تدل على هذا الورم، وهي وجود فرق بين حدقتي العين؛ حيث إن العين المصابة يظهر انعكاس أبيض على حدقتها.
الورم الميلانيني بالملتحمة
يصيب الورم الميلانيني بالملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctival melanoma) طبقة الملتحمة داخل الجفن، وهو من الأنواع النادرة الحدوث الذي يسبب ظهور بقع داكنة داخل العين، لكن مع الأسف إذا لم يُكتشَف ويُعالَج سريعاً؛ فإنه ينتقل إلى باقي أجزاء الجسم عن طريق الجهاز اللمفاوي.
سرطان الغدد الدمعية
يعد أيضاً هذا النوع من الأنواع النادرة من السرطان، الذي يصيب الغدد الدمعية التي توجد تحت الجفن الأيمن لكل عين، ويستهدف عادةً الفئة العمرية من العقد الثالث.
سرطان جفن العين
يحدث سرطان جفن العين على الجفن السفلي نفسه أو بداخله، ويشيع حدوث نوع معين منه بسبب التعرض المستمر والطويل للشمس، ألا وهو سرطان الخلايا القاعدية (بالإنجليزية: Basal cell carcinoma). الجدير بالذكر أن علاجه ليس بالشيء الصعب، إنما يحدث بسهولة ويعطي نتيجة فعالة في حالة الاكتشاف المبكر له.
سرطان العين الثانوي
مع وجود أنواع كثيرة تتسبب في حدوث سرطان العين، إلا أن النوع الأكثر انتشاراً بينهم هو سرطان العين الثانوي، الذي ينشأ من مكان آخر بالجسم، ثم ينتقل بعد ذلك إلى العين؛ فوُجد أن حوالي 90% من الحالات يكون مصدرها الأولي الجلد، بالإضافة إلى أماكن أخرى؛ مثل الكليتين، أو القولون، أو الغدة الدرقية. كذلك لاحظ الأطباء أن سرطان العين يترتب غالباً على إصابة النساء بسرطان الثدي، والرجال بسرطان الرئة.
عوامل الخطورة
ليس هناك أسباب محددة ومؤكدة لسرطان العين سوى التغيرات الجينية التي سبق ذكرها، لكن توجد بعض عوامل الخطورة التي تزيد من خطر الإصابة؛ مثل: [1] [3] [5]
- لون العين: فالأشخاص الذين لديهم لون عيون فاتحة كالأزرق والأخضر أكثر عرضةً للإصابة.
- السن: فكبار السن معرضون للإصابة عن غيرهم.
- العِرق: تكون الاحتمالية الأكبر للإصابة لدى أصحاب البشرة البيضاء.
- النمش: الإصابة بأي نوع من أنواع النمش سواء كان على الجلد، أو بالعين.
- بعض العوامل الوراثية: التي منها: متلازمة وحمة خلل التنسج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus syndrome).
- الوراثة: التاريخ المرضي السابق لإصابة أحد أفراد الأسرة بسرطان العين.
- التعرض المكثف للأشعة فوق البنفسجية الناتجة من الشمس، أو أجهزة تسمير البشرة.
المضاعفات
قد يتعرض مرضى أورام العين للإصابة بعدة مضاعفات؛ مثل: [5]
- انتقال الورم إلى أماكن أخرى بالجسم وتفشيه فيها؛ مثل الكبد، والعظام، والرئتين.
- زيادة الضغط الداخلي للعين المعروف باسم مشكلة الزَرق (بالإنجليزية: Glaucoma).
- ضعف البصر، أو فقدانه تماماً.
كيفية تشخيص سرطان العين
يعتمد الطبيب في تشخيصه المبدئي على الأعراض التي تظهر على المريض، وفحص العين؛ لتحديد نوع السرطان، ثم بعد ذلك يوصي بعمل عدة فحوص تأكيدية؛ مثل: [1] [2] [4] [5]
- التصوير بأشعة الموجات فوق الصوتية.
- تنظير العين (بالإنجليزية: Ophthalmoscopy).
- تصوير الأوعية الدموية للعين بالفلوريسين (بالإنجليزية: Fluorescein angiography).
- عمل خزعة (بالإنجليزية: Biopsy).
علاج سرطان العين
يحدد الطبيب الطريقة الأمثل للعلاج بناءً على فحصه للخلايا السرطانية، وتحديد مدى استجابتها للعلاج، وكذلك حجم الورم، ثم بعد ذلك يقرر من بين طرق العلاج الآتية: [1] [2] [4]
الجراحة
ليس التدخل الجراحي دائماً الاختيار الأول المطلق في العلاج؛ إذ إنه يتوقف على حجم الورم ومكانه، فإذا كان الورم صغيراً وينمو ببطء ولا يسبب أي آثار جانبية للمريض، فلا يحتاج إلى الجراحة، لكن إذا حدث عكس ذلك فإن الطبيب ينصح بإجراء الجراحة؛ لاستئصال الأنسجة المصابة التي قد تؤثر على العين كلها. مع الأسف فإن إحدى العواقب الوخيمة لهذا التدخل الجراحي هو فقدان البصر.
العلاج الإشعاعي
يلجأ الكثير من الأطباء إلى اختيار العلاج بالإشعاع؛ لأنه ليس فيه مخاطرة بفقدان البصر، لكن يعتمد فقط على توجيه أشعة سينية عالية الطاقة على الخلايا السرطانية. كذلك توجد تقنية أخرى تعتمد على الإشعاع تسمى المعالجة الكثيبة (بالإنجليزية: Brachytherapy)، التي تتضمن وضع قرص يحتوي على مادة مشعة داخل العين. بالتأكيد أنه ليس هناك طريقة تخلو من العيوب، أما عن عيوب العلاج الإشعاعي فتشمل ما يلي:
- تدمير خلايا العين السليمة.
- جفاف العين.
- تساقط الرموش.
- الرؤية الضبابية.
العلاج بالليزر
يستخدم الأطباء علاج الليزر في الأورام صغيرة الحجم خاصةً الورم الميلانيني؛ لأن خلايا هذا الورم لديها القدرة على امتصاص الطاقة بداخل أشعة الليزر، ويرجع السبب في اقتصار العلاج بالليزر على الأورام الصغيرة إلى الآثار التي يمكن أن تنتج عنه؛ مثل:
- النزيف.
- انفصال الشبكية.
- انسداد الأوعية الدموية بالعين.
- تكرر الإصابة بالسرطان.
العلاج الكيميائي
لا يضطر الطبيب إلى اختيار العلاج الكيميائي، إلا في الحالات المتقدمة والحرجة التي ينتشر فيها الورم إلى باقي أجزاء الجسم.
ختاماً ندرك أن سرطان العين ليس له أسباب ملموسةً يمكن تجنبها، لكن على الأقل يمكن الوقاية بتجنب التعرض المستمر للشمس قدر المستطاع، خاصةً للأشخاص المعرضين للإصابة.
- أ ب ت ث ج ح خ "مقال ما الذي يجب معرفته عن سرطان العين؟" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
- أ ب ت "مقال سرطان العين" ، المنشور على موقع nhs.uk
- أ ب "مقال علامات وأعراض سرطان العين" ، المنشور على موقع verywellhealth.com
- أ ب ت "مقال دليل لسرطان العين" ، المنشور على موقع webmd.com
- أ ب ت "مقال الورم الميلانيني بالعين" ، المنشور على موقع mayoclinic.org