تأثير صيام شهر رمضان على الصحة الجسدية والعقلية

الصوم خلال شهر رمضان هو أحد الأركان الأساسية الخمسة في الإسلام حيث يبدأ الصيام من شروق الشمس إلى غروبها لمدة 30 يوم، وتؤثر عملية الصيام ليس فقط على الجانب الروحي للشخص لكن أيضاً لها تأثير مباشر على الصحة الجسدية والعقلية، لنتعرف فيما يلي على التغيرات التي تحدث للجسم أثناء الصيام، وكيف تؤثر على صحة الجهاز الهضمي، وصحتك العقلية.

ماذا يحدث للجسم خلال ساعات الصيام؟

صيام رمضان له العديد من التأثيرات على الجسم وكيفية عمله خلال ساعات النهار، لنتعرف فيما يلي على آثار صيام رمضان من السحور إلى الإفطار:

من الصيام إلى 4 ساعات

يستخدم جسمك الطاقة من وجبتك الأخيرة لنمو الخلايا والأنسجة وأيضًا لتوفير الطاقة لنشاطك الحالي، كما ينتج البنكرياس الأنسولين الذي يسمح للجسم باستخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة.

من 4 إلى 16 ساعة

يتم استخدام جميع العناصر الغذائية الإضافية من وجبتك الأخيرة للحصول على الطاقة، بمجرد نفاد الطاقة يتحول الجسم إلى الدهون المخزنة للحصول على الطاقة.

يطلق الجسم الدهون ويحرقها للحصول على الطاقة، وتطلق هذه العملية مواد كيميائية تعرف باسم أجسام الكيتون للطاقة.

يبدأ الالتهام الذاتي خلال هذه المرحلة مما يعني أنه يتم تنظيف المواد الخلوية الميتة أو التالفة في خلاياك التي يمكن أن تسبب الشيخوخة أو المرض أو حتى السرطان.

من 16 إلى 24 ساعة

بعد 16 ساعة من صيام رمضان يبدأ الجليكوجين في الكبد والعضلات وكذلك الجلوكوز في الخلايا في الانخفاض بسرعة لذلك يحتاج الجسم إلى التحول إلى الدهون المخزنة للحصول على الطاقة. ^[1][2]  

تغيرات يتعرض لها الجسم خلال شهر رمضان

على مدار 30 يوماً من صيام شهر رمضان يتعرض الجسم إلى عدة مراحل من التغيرات إلى أن يصل إلى المرحلة النهائية بحلول نهاية الشهر، وتضم تلك المراحل ما يلي:

المرحلة الأولى (أيام 1-2)

في أول يوم يصوم فيه الجسم ينخفض مستوى السكر في الدم ويقل ضغط الدم، ويتم سحب الجليكوجين من العضلات مما يسبب بعض الضعف، ويمكن أن يسبب أيضًا الغثيان، والصداع، والدوخة، ويعاني الشخص من الجوع الشديد.

المرحلة الثانية (أيام 3-7)

بحلول اليوم الثالث يبدأ الجسد في التعود على الصوم، ويحصل الجهاز الهضمي على الراحة التي يحتاجها لذلك تتجه طاقات الجسم نحو تطهير الجسم من السموم والشفاء مما يؤدي إلى زيادة نشاط الجهاز المناعي.

يتم تحويل الدهون في الجسم إلى جلوكوز للحصول على الطاقة في هذه المرحلة، وتبدأ الدهون بالخروج من الجسم وتترك الجلد مع البثور لبضعة أيام التي تعد جزءاً من عملية التطهير.

المرحلة الثالثة (أيام 8-15)

بعد أسبوع من الصيام قد تتهيج الجروح، والجروح القديمة وتسبب الألم لأن النسيج الندبي القديم ربما لم يكن لديه فرصة للشفاء في الماضي لكن خلال الصيام يتم تحسين عملية شفاء الجسم بحيث تحاول الإصابات القديمة الشفاء، كما يمكن أن تتأثر عضلات الساقين على نحو خاص لأن السموم تتراكم بوجهٍ عام في الساقين.

المرحلة الرابعة (الأيام 16-30)

يكون الجسم مهيئًا جيدًا للصيام ويعرف كيفية تطهير السموم في فترات قصيرة مما يؤدي إلى تقليل وقت التوقف عن العمل وزيادة الطاقة في الجسم، بحلول الأسبوع الثالث تكون عملية الشفاء قد اكتملت، وبعد اليوم العشرين يتأثر العقل على نحو إيجابي ويحدث تحسناً ملحوظاً في الذاكرة والتركيز.^[1][2]

تأثير صيام رمضان على الجهاز الهضمي

يعتبر الصيام في رمضان فرصة شفاء للجسم خاصة الجهاز الهضمي حيث يتعرض للعديد من المشكلات الصحية على مدار العام بسبب تناول أطعمة غير صحية، وعدم انتظام أوقات تناول الطعام مما يربك جهازنا الهضمي، ويؤدي إلى سوء الهضم بالتالي العديد من المشكلات الصحية التي يمكن تجنبها.

عندما نأكل أقل لا يُعاني الجسم من الضغط على الجهاز الهضمي لذلك يعد صيام رمضان ضروري لشفاء الجهاز الهضمي، كما يمنح الصيام أجسامنا الراحة التي يحتاج إليها لأن الإنزيمات المسؤولة عن تكسير الطعام وهضمه تكون حرة في أداء وظائف الشفاء في الجسم بدلاً هضم الطعام.

صيام رمضان يجعل الجسم يدخل في وضع الشفاء بالتالي يسعى للحفاظ على طاقته.

فوائد الصيام الأخرى للجسم

• يزيد صيام رمضان من خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء، وعدد الصفائح الدموية.
• يقلل من نسبة الكوليسترول في الدم والدهون الثلاثية.
• يقلل من وزن الجسم، ومحيط الخصر، ومؤشر كتلة الجسم، ودهون الجسم، وجلوكوز الدم وضغط الدم الانقباضي والانبساطي.
• يقلل من مستويات القلق.
• يقلل صيام رمضان من التهابات الجسم.^[1][3]  

تأثير صيام رمضان على الصحة العقلية

خلال صيام رمضان يحارب الجسم المواد السامة التي تتدفق عبر الدم مما يؤدي إلى توفير الطاقة التي يستهلكها في هضم الطعام ليستخدمها الدماغ الذي تصل إليه دماء نظيفة تساعدك على الشعور بأن الأفكار باتت أوضح، وتحسن الذاكرة، وتحسين التركيز.

الصوم في رمضان يحتاج إلى قوة ذهنية، وقدرة على مقاومة الجوع عدة ساعات في النهار بذلك يعد رمضان مثل تمرين عقلي وروحي قوي يعزز من شعورك بالرضا والاعتزاز بالنفس، ويجعلك تكتشف قدرات تحمل أكبر للجسم مما ينعكس على صحتك العقلية. 

يتعرض الجسم في رمضان إلى التجديد حيث يقضي على الخلايا المريضة، كما يحدث إعادة توزيع للعناصر الغذائية في الجسم بما فيها الفيتامينات والمعادن التي ترتبط بالحالة النفسية.^[4]   

صيام رمضان له العديد من التأثيرات الإيجابية على الصحة لكن يجب عدم الإفراط في تناول الطعام على الإفطار، واختيار الأطعمة الصحية الغنية بالألياف، والبروتينات، والكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسكريات، والأطعمة المصنعة.