الفشل القلبي
- تاريخ النشر: الأحد، 17 أبريل 2022 آخر تحديث: الأحد، 29 سبتمبر 2024
يعد القلب من أكثر أجهزة الجسم أهمية وحساسية، إذ إنه يقوم بوظائف مرتبطة بحياة الإنسان، كما يمكن أن يصاب القلب بالعديد من الحالات المرضية التي من أبرزها الفشل القلبي، فما هو الفشل القلبي، وما هي أعراضه؟ ولماذا يحدث؟ وكيف تتم معالجته؟
ما هو الفشل القلبي
الفشل القلبي (بالإنجليزية: Heart Failure) أو ما يعرف بقصور القلب الاحتقاني الذي يحدث عندما لا يضخ الدم كمية كافية من الدم لتلبية احتياجات جسم الإنسان. في هذا المقال سنتحدث عن الفشل القلبي.
عندما لا يضخ الدم ما يكفي إلى أنسجة وخلايا الجسم فإنّ ذلك يؤدي إلى تلف الأعضاء، وتجمع للسوائل في الرئتين، كما يعد الفشل القلبي من الحالات المرضية شائعة الحدوث التي تصيب ما يقارب 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يتم تشخيص 870 ألف مصاب كل عام، كما يعد الفشل القلبي السبب الأول لدخول الأشخاص البالغين من العمر 65 عاماً فما فوق إلى المستشفى. [1]
ما هي أعراض الفشل القلبي
من الممكن أن يصيب الفشل القلبي الجانب الأيسر أو الأيمن من القلب أو كليهما، كما أنّ الفشل القلبي قد تكون حالة مؤقتة أي تستمر لفترات قصيرة، أو طويلة الأمد تستمر لفترات طويلة، كما ينبغي الإشارة إلى أنّ أعراض قصور القلب الحاد تظهر أعراضه بشكل مفاجئ كما أنها تختفي بشكل سريع، حيث تحدث هذه الحالة في الغالب بعد نوبة قلبية، أو عندما يكون هناك مشكلة في الصمامات القلبية التي تتحكم بمرور الدم خلال القلب، بجميع الأحوال تتضمن أعراض الفشل القلبي الآتي: [2]
- التعب والإرهاق.
- الزيادة المفاجئة في الوزن.
- ضيق في التنفس.
- جحوظ عروق العين.
- فقدان في الشهية.
- السعال المستمر.
- اضطراب في نبضات القلب.
- انتفاخ البطن.
- خفقان القلب.
- ضيق في التنفس بشكل خاص أثناء الاستلقاء.
- تورم الكاحل، أو الساق أو البطن.
أسباب الفشل القلبي
في الغالب يمكن أن تؤدي أي حالة مرضية تُلحق الضرر بالقلب بحدوث الفشل القلبي، إذ تتضمن أسباب الفشل القلبي الآتي: [3]
- النوبة القلبية: سبب النوبة القلبية هو تلف عضلة القلب، كما يمكن أن تنتج عن انسداد مفاجئ في الشرايين التاجية مما يؤدي إلى تندب، وتقليل فعالية ضخ القلب للدم، بالإضافة إلى ذلك قد ينتج الضرر عن تدفق الدم نتيجة انسداد ثابت في الشرايين.
- أمراض الشريان التاجي: تمد الشرايين التاجية عضلة القلب بالدم، إذ إنه عندما يتم انسدادها أو تضيقها يقل مستوى تدفق الدم، مما يجعل القلب لا يتلقى الإمداد الدموي الذي يحتاجه.
- اعتلال عضلة القلب غير الإقفاري: يتعلق اعتلال عضلة القلب غير الإقفاري بضعف عضلة القلب الناتج عن أي شيء آخر غير انسداد الشرايين التاجية، كما يمكن أن تؤدي العوامل الوراثية، واستخدام بعض أنواع الأدوية، والعدوى إلى الإصابة باعتلال عضلة القلب غير الإقفاري.
- الحالات المرضية: تزيد الكثير من الحالات المرضية من الضغط على القلب بما فيها ارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني، وأمراض الكلى، والاضطرابات القلبية الموجودة عند ولادة الطفل، وتوقف التنفس أثناء النوم.
كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالفشل القلبي، حيث تتضمن هذه العوامل الآتي: [3]
- فقر الدم.
- تدخين السجائر.
- اضطرابات الغدة الدرقية التي تتضمن إما فرط نشاط الغدة أو قصور في الغدة الدرقية.
- السمنة.
- التهاب عضلة القلب وهي حالة التهابية تحدث نتيجة الإصابة بفيروس يؤدي إلى فشل القلب في الجانب الأيسر.
- عدم انتظام ضربات القلب الذي قد يكون تباطؤ أو تسارع في ضربات القلب، مما يؤدي إلى بطء تدفق الدم إلى القلب، وبالتالي الإصابة بالفشل القلبي.
- مرض ترسب الأصبغة الدموية، الذي يحدث نتيجة تراكم الحديد في الأنسجة.
- الرجفان الأذيني.
- الداء النشواني، الذي يحدث نتيجة تراكم الرواسب البروتينية في عضو أو أكثر من أعضاء أجهزة الجسم.
علاج الفشل القلبي
يحتاج الفشل القلبي إلى علاج يستمر طيلة حياة الشخص، لكن مع استمرار العلاج قد تتحسن الأعراض ليصبح القلب أكثر قوة في بعض الأحيان، كما يتضمن علاج الفشل القلبي عدة خيارات علاجية وهي: [4]
العلاجات الدوائية
يبدأ الطبيب علاج الفشل القلبي بمزيج من العلاجات الدوائية أي أكثر من دواء واحد ذلك بالاعتماد على الأعراض، حيث تتضمن العلاجات الدوائية الآتي: [4]
- أدوية مدرات البول: من الممكن أن يصف الطبيب الأدوية المدرة للبول التي تمنع السوائل من التجمع في الجسم، ومن أمثلة هذه الأدوية أدوية فوروسيميد التي تقلل من السوائل داخل الرئتين ليتمكن المصاب من التنفس بشكل سهل، كما ينبغي الإشارة إلى أنّ الأدوية المدرة للبول قد تؤدي إلى فقدان البوتاسيوم والمغنيسيوم لذا فإنّ الطبيب يصف مكملات غذائية تعوض المصاب عن نقص هذه الفيتامينات.
- مثبطات وحاصرات الإنزيم المحول للأنجيوستين: تعمل هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية بهدف خفض مستويات ضغط الدم، وتحسين تدفق الدم، بالإضافة إلى تقليل الضغط على القلب، ومن أمثلة هذه الأدوية أدوية إينالابريل (الاسم التجاري: إيبانيد)، وأدوية كانديسارتان (الاسم التجاري: أتكاند).
- أدوية حاصرات مستقبلات بيتا: تعمل أدوية حاصرات مستقبلات بيتا على إبطاء ضربات القلب، وخفض معدل ضغط الدم، كما أنّ هذه الأدوية قد تحد من علامات فشل القلب وأعراضه، بالإضافة إلى مساعدتها في تحسين وظائف القلب والعيش لفترة أطول.
- أدوية الديجوكسين: أو ما يعرف بأدوية الديجتاليس التي تزيد من قوة تقلصات عضلة القلب، كما أنها تبطئ من سرعة نبضات القلب، علاوة على ذلك تقلل أدوية الديجوكسين من فشل القلب الانقباضي.
- أدوية مضادات الألدوستيرون: التي تتضمن على أدوية السبيرونولاكتون (الاسم التجاري: الداكتون) التي تعد من الأدوية المدرة للبول لكنها تحافظ على البوتاسيوم داخل الجسم، كما أن لها خصائص إضافية قد تساعد الأشخاص المصابين بفشل القلب الحاد على العيش لفترة أطول.
- أدوية التقلص العضلي: في الغالب تعطى هذه الأدوية من خلال الوريد للأشخاص المصابين بأنواع معينة من الفشل القلبي، إذ تساعد أدوية التقلص العضلي الإيجابية القلب على ضخ الدم بفعالية أكبر لتحافظ على مستوى ضغط الدم، مع ذلك من المهم الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية قد تؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان لذا من المهم عدم استخدامها دون استشارة الطبيب.
العمليات الجراحية
من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى العمليات الجراحية أو الإجراءات الأخرى بهدف زراعة الأجهزة القلبية التي تعالج المشاكل الكامنة في القلب، إذ تتضمن العمليات الجراحية الآتي: [4]
- جراحة مجازة الشريان التاجي: عندما يكون فشل القلب ناتجاً عن انسداد الشرايين بشكل كبير، فإنّ الطبيب يوصي بإجراء جراحة مجازة الشريان التاجي التي يتم فيها أخذ وعاء دموي سليم إما من الساق، أو من الذراع، أو من الصدر ليتم توصيله بين أسفل الشرايين المسدودة في القلب وأعلاه.
- جراحة إصلاح أو استبدال الصمامات: عندما يكون الفشل القلبي ناتجاً عن خلل في صمام معين من صمامات القلب، فإنّ الطبيب يوصي بإصلاح الصمام أو استبداله، إذ يتم ذلك من خلال إعادة توصيل سدائل الصمام أو عن طريق إزالة الأنسجة الزائدة في الصمام بحيث تنغلق الوريقات بطريقة محكمة.
- الأجهزة المقوّمة للقلب: يمكن أن يلجأ الطبيب إلى الأجهزة المقوّمة للقلب التي تزرع للوقاية من مضاعفات الفشل القلبي، إذ إنّ هذه الأجهزة ليست علاجاً بحد ذاته لفشل القلب، كما يتشابه الجهاز المقوم للقلب مع جهاز تنظيم ضربات القلب، إذ تتم زراعته تحت الجلد في منطقة الصدر باستخدام أسلاك تمر عبر الأوردة وصولاً إلى القلب.
اتباع نمط حياة صحي
يوصي الطبيب بالإضافة إلى العلاجات السابقة باتباع نمط حياة صحي من خلال القيام ببعض التدابير التي تتضمن الآتي: [4]
- الابتعاد عن تدخين السجائر.
- المحافظة على وزن صحي.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- الابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية.
- التخفيف من التوتر والضغوطات النفسية.
- الحصول على فترات كافية من النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
ختاماً لا يخفى على أحد مدى خطورة الأمراض التي تتعلق بالقلب لذا لا بد من استشارة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي، ذلك بهدف إجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها، كما ينبغي الإشارة إلى ضرورة الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب لتجنب حدوث مضاعفات.
- ↑ "مقال قصور القلب (قصور القلب الاحتقاني)" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
- ↑ "مقال ما هو قصور القلب؟" ، المنشور على موقعhealthline.com
- أ ب "مقال ماذا تعرف عن قصور القلب الاحتقاني (CHF)" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com