الفرق بين الحب والتعلق المرضي
- تاريخ النشر: السبت، 18 أبريل 2020 آخر تحديث: السبت، 09 نوفمبر 2024
المشاعر إما تقود الأشخاص إلى طريق السعادة أو العكس، فبين الحب وتحوله إلى مشكلة مرضيّة تفاصيل صغيرة؛ قد لا تثير الانتباه إليها لحظة حدوثها، لكن تكرارها يحوّل الأمر إلى مرض.
ما هو الحب الطبيعي؟
اقترح عالم النفس "روبرت ستيرنبرغ" نظرية تقترح أن هناك ثلاثة مكونات للحب: الألفة والشغف والالتزام. والتركيبات المختلفة من هذه المكونات ينتج عنها أنواع مختلفة من الحب؛ فعلى سبيل المثال: يؤدي الجمع بين الألفة والالتزام إلى حب الصداقة، بينما يؤدي الجمع بين العاطفة والألفة إلى الحب الرومانسي.
شاهدي أيضاً: أمراض نفسية نادرة
أنماط الحب:
في كتابه "ألوان الحب "، قارن عالم النفس "جون لي" أنماط الحب بعجلة الألوان، مثلما توجد ثلاثة ألوان أساسية، اقترح لي أن هناك ثلاثة أنماط أساسية للحب، هذه الأنماط الثلاثة للحب هي:
- إيروس: ينبع مصطلح إيروس من الكلمة اليونانية التي تعني "عاطفي" أو "شهواني"؛ اقترح لي أن هذا النوع من الحب يشمل كلاً من العاطفة الجسدية والنفسية الشعورية.
- لودوس: يأتي لودوس من الكلمة اليونانية التي تعني "لعبة"؛ يُنظر إلى هذا الشكل من الحب على أنه مرح وممتع ولكن ليس بالضرورة أن يكون جاداً. أولئك الذين يظهرون هذا الشكل من الحب ليسوا مستعدين للالتزام ويخشون الكثير من الحميمية.
- ستورج: ينبع ستورج من المصطلح اليوناني الذي يعني "المودة الطبيعية"؛ وغالباً ما يتم تمثيل هذا الشكل من الحب من خلال الحب العائلي بين الآباء والأبناء والأشقاء وأفراد الأسرة. يمكن أن يتطور هذا النوع من الحب أيضاً بعيداً عن الصداقة حيث يطور الأشخاص الذين يتشاركون الاهتمامات والالتزامات تدريجياً المودة تجاه بعضهم البعض [1].
كيف يتحول الحب إلى تعلق مرضي؟
يحدث ذلك عندما يكون الشخص عالقاً في دوامة البحث عن الرومانسية، وربما تكون الرومانسية نقطة تمهد لتطور أنواع أخرى من الحب، والعاشق المرضي لا يدرك وهو وسط هذه السعادة أنه في طريقه إلى التعلق وسيصبح عاجزاً بمرحلة ما عن اكتشاف ذلك والخروج منه بسرعة وسلام.
ما هو التعلق المرضي؟
حدد باحثون متلازمة نفسية تسمى "الحب المرضي" الذي يعرف بأنه: توفير رعاية واهتمام متكرر وغير منضبط للشريك في علاقة عاطفية، وهي حالة مرتبطة بمشاعر فقدان الحرية لم تلق سوى القليل من الاهتمام، على الرغم من انتشارها والمعاناة الذاتية العميقة التي يمكن أن تثيرها.
وبمقارنة الأفراد الذين يعانون الحب المرضي مع أولئك الذين ليس لديهم هذه المتلازمة؛ تبين أن مبرر تسمية هذا الحب بالمرضي هو أنه يخلق التعاسة والإزعاج في العلاقات الرومانسية، ويؤدي هذا السلوك إلى إهمال جميع الاهتمامات السابقة التي قد تكون لدى الشخص [2].
صفات الأشخاص الذين يعانون الحب (التعلق) المرضي:
أصحاب التعلق المرضي أشخاص عاديون وقد يكونون حاملين للكثير من الإيجابيات، لكن تميز حالتهم بعض الأمور التي تصبّ في خانة المرض، ومنها:
- لديهم العديد من خصائص الشخصية المتضاربة المتناقضة، ويكونون عادة أكثر اندفاعاً.
- لديهم أسلوب حب "هوس"، مما يعني أنهم يحبون بدافع تبعية الشخص الآخر لهم وملكيتهم له.
- تعاني العلاقات التي يكونون طرفاً فيها من القلق الشديد والمتناقض.
- يعانون عدم الرضا عن علاقاتهم الرومانسية، لكنهم يستمرون في الحفاظ عليها على الرغم من معرفتهم بأن هذه العلاقات كانت ضارة لهم، ويرتبط عدم رضاهم بكونهم أقل تحكماً وتوجيهاً ذاتياً.
- لديهم من جهة أخرى مستويات أكبر من الحب الخيري الأناني، وسجلوا في الاختبارات النفسية أعلى مستوى على مقياس السمو الذاتي.
اقتراحات للتعامل مع حالة التعلق المرضي:
إذا كنت شخصاً لديك نوع من التعلق المرضي في علاقة تعيشها، يمكنك مساعدة نفسك ببعض الخطوات وإليك بعض الاقتراحات:
-
أنت شخص متفوق بالقدرة على الحب، اعتبر ذلك موهبة وعطيّة وحاول النظر إلى نفسك من الجانب الإيجابي.
- عند حدوث هذا التدفق بمشاعرك والتعبير عنه بشكل مفرط؛ اعرف أنه تعبير عن قلقك وبإمكانك هنا التعمق في القلق وفهم مصادره والتحدث مع شريكك حول هذا الأمر.
- اشرح لشريكك أن رغبتك في فهم هذا الأمر والتعامل معه لن تؤدي إلى قدر أقل من الحب، ولكنها فرصة لاستكشاف مخاوفك؛ فقد تكون خائفاً من الهجر وهو أبرز ما تخشاه.
- تعلم كيفية التأمل حتى تتمكن من تقليل قلقك والبدء في فهم أشياء أخرى يمكن أن تلفت انتباهك، واطلب المساعدة المحترفة إذا لزم الأمر(أي أن تقصد طبيب نفسي أو معالج نفسي أو مستشار علاقات متخصص).
- تفهّم أن غضبك وقلقك يرافقان شعورك بالحب، لأنك لا تتلقى استقبالاً وردّاً مُرضياً لك من قبل الشريك، وقد تكون أنت ذاتك أحد أسباب هذا النقص في الاستقبال؛ لأنك تغمر شريكك بالمودة وتجعله خائفاً من عجزه على مبادلتك بالمثل، لذا.. حاول كسر هذه الحلقة باكتشاف هذا الخلل من قبلكما أنت وشريكك معاً.
- قد لا يمكنك بالفعل ضبط نفسك والتحكم بعقلك أو أفكارك (لأن الفكرة تسبق العاطفة في التأثير على السلوك)؛ لكن عند شعورك بالقلق والخوف استمع إلى الروايات التي يولدها عقلك وأخبر نفسك بأن هذه الروايات ليست حقيقية حتى لو استغرق هذا منك بعض الوقت.
- ابحث عن الأمان الذي تحتاجه في العلاقة التي لديك أثناء تقدمك الروحي وتأملك المستمر، ويمكنك دعوة شريكك للانضمام إليك في ذلك.
- اليأس قد يكون نوعاً من العلاج أيضاً، وفي كثير من الأحيان يستتبع هذا الحزن والوحدة، لكن في النهاية.. إصرارك سيجعلك تتغلب عليه [3].
شاهدي أيضاً: مرض الذهان: تشخيصه بدقة وعلاجه
في النهاية.. تبقى النصيحة الأهم بعد كل ذلك هي الاعتدال، اعتدل في محبتك وفي التعبير عن مشاعرك وفي خوفك وقلقك واندفاعك، لأن الزيادة أشبه بالنقصان وتحمل مؤشرات غير إيجابية، وانتبه إلى محبتك لذاتك وقدرتك على معرفة ما تريده، لا تربط سبب سعادتك في الحياة بوجود علاقة حب فقط، ما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليقات.
المراجع:
[1]. مقال: النظريات النفسية للحب. على موقع verywellmind.com
[2]. الحب المرضي: الاندفاع والشخصية والعلاقة الرومانسية. منشور على موقع f1000.com
[3]. هل أنت من المحبين المرضيين؟. منشور على موقع www.huffpost.com