الغدد الصماء..مايسترو العمليات الحيوية في الجسم

يحتوي جسم الإنسان على مجموعة من الغدد التي تفرز الهرمونات المختلفة وتنظم وتدير عمل الأعضاء والأجهزة في الجسم، تعد الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrine System) المشرف والمتحكم في عمليات الجسم الحيوية.

سيتم شرح مفهوم الغدد الصماء ووظائفها في هذا المقال، بالإضافة إلى استعراض بعض الأمراض المرتبطة بهذه الغدد.

ما هو جهاز الغدد الصماء؟

تُعرف الغدد الصماء بأنها مجموعة من الغدد الموجودة في الجسم، والتي تقوم بإنتاج الهرمونات التي تساعد الخلايا على التواصل بين بعضها البعض؛ وبالتالي تلعب الغدد الصماء دوراً حاسماً في عمل كل خلية وعضو في جسم الإنسان.

على الجانب الآخر، تُعرف الغدد بأنها أعضاء تقوم بإنتاج وإفراز الهرمونات، التي يتم إطلاقها مباشرةً في الدورة الدموية، وتعد الهرمونات مواداً كيميائية تؤثر على نشاط أجزاء محددة من الجسم، حيث تعمل كرسل بين خلايا وأعضاء الجسم وتتحكم في تنسيق جميع الأنشطة والعمليات الداخلية في الجسم.^[1]  
تتمثل وظيفة الهرمونات في التحكم بعملية النمو والتطور، وتنظيم المزاج، والتحكم في العمليات الأيضية ووظائف الأعضاء، وكذلك التنظيم الجنسي، يتم التحكم في إفراز الهرمونات عن طريق ضبط عملية إفرازها وكميتها، بعد إفرازها، يتم إرسال الهرمونات عبر مجرى الدم حتى يصلوا إلى الأجزاء المحددة في الجسم للقيام بوظائفها المختلفة.^[2]  

ما هي الغدد الصماء في الجسم؟

توجد غدد صماء متوزعة على مناطق محددة في جسم الإنسان، ولكل غدة وظيفة معينة تتمثل في إفراز هرمونات محددة تصل إلى الخلايا المستهدفة، بهدف مساعدة أعضاء الجسم في أداء وظائفها الأساسية والضرورية. يمكننا تسليط الضوء على عدد الغدد الصماء الموجودة في الجسم على النحو التالي:^[1]

1. الغدة تحت المهاد  (Hypothalamus): التي تصل جهاز الغدد الصماء بالجهاز العصبي فتقوم بإخبار الغدة النخامية ببدء إنتاج الهرمونات أو التوقف عن إنتاجها.
2. الغدة النخامية (Pituitary Gland): وهي الغدة الرئيسية في نظام الغدد الصماء، فتتلقى معلومات من الدماغ، وتخبر باقي غدد الجسم بالمهام التي يجب القيام بها وتكون مسؤولة عن الكثير من الهرمونات المهمة، مثل: هرمون النمو، وهرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) الذي يساعد الثدي على إفراز الحليب أثناء فترة الرضاعة، بالإضافة لهرمون اللوتيني (بالإنجليزية: Luteinizing Hormone) المتحكم في إدارة هرمون الاستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) عند النساء، وهرمون التستوستيرون عند الرجال (بالإنجليزية: Testosterone).
3. الغدة الصنوبرية (Pineal Gland): التي تصنع مادة الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin) المساعدة على تهيئة الجسم للنوم.
4. الغدة الدرقية (Thyroid Gland): تصنع هرمون الغدة الدرقية المنظم لعملية التمثيل الغذائي، ففي حال نقص إفرازه يحدث قصور الغدة الدرقية؛ مما يسبب تباطء في ضربات القلب، أو الإصابة بالإمساك، وحتى اكتساب الوزن، أما إفرازه الزائد يحدث فرط نشاط الدرق مسبباً تسارع في كل شيء، مثل: تسارع القلب، وحدوث الإسهال، وفقدان الوزن بسرعة.
5. الغدة جارات الدرق (Parathyroid): تتألف من أربع غدد صغيرة تقع خلف الغدة الدرقية ولها دور ضروري لصحة العظام إذ تتحكم في مستويات الكالسيوم والفسفور في الجسم.
6. الغدة الزعترية (Thymus): تصنع خلايا الدم البيضاء التي تدعى الخلايا الليمفاوية التائية ويتوقف عملها على تطوير جهاز المناعة لدى الطفل ومحاربة العدوى؛ لذلك تبدأ الغدة الزعترية بالانكماش بعد سن البلوغ.
7. الغدة الكظرية (Adrenals): تفرز هرمون الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline) المسؤول عن ردت فعل الجسم في حال القتال والخطر، بالإضافة لهرمون يدعى الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) ذو التأثير على التمثيل الغذائي والوظيفة الجنسية.
8. البنكرياس (Pancreas): يعتبر جزء من الجهاز الهضمي والغدد الصماء في نفس الوقت، فيركب الأنزيمات الهضمية المسؤولة عن تكسير الطعام، ويصنع هرمون الأنسولين والجلوكاجين (بالإنجليزية: Glucagon) لضبط مستوى سكر الدم وحصول الخلايا على امداداتها من السكر.
9. المبايض(Ovaries): وتكون في جسم المرأة وتصنع هرمون الاستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) المسؤولة عن تحفيز نمو الثدي عند البلوغ ودعم الحمل، بالإضافة لتنظيم الدورة الشهرية.
10. الخصيتين (Testicles): وتكون في جسم الرجل وتصنع هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) المسؤول عن نمو شعر الوجه والجسم عند البلوغ كما يساهم في صناعة الحيوانات المنوية.

أمراض الغدد الصماء

يحدث في بعض الأحيان عدم انتظام في وظيفة الغدد في الجسم البشري؛ مما يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية واضطرابات تعوق أداء وظائف الجسم، يمكن أن تنشأ الأمراض والاضطرابات التالية بسبب اضطرابات جهاز الغدد الصماء:^[1]

1. ضخامة الأطراف: تحدث هذه الحالة الصحية عندما تصنع الغدة النخامية هرمون النمو بكميات فائضة؛ مما يسبب زيادة في نمو العظام في منطقة اليد، والقدم، والوجه، وتبدأ المشكلة الصحية في معظم الأحيان عند بلوغ منتصف العمر.
2. قصور الغدة الكظرية: نتيجة إفراز الغدة الكظرية لكمية غير كافية من الهرمونات المعينة، مثل: هرمون الكورتيزون المسؤول عن التحكم بالتعب والإجهاد.
3. متلازمة كوشينغ (Cushing"s Disease): نتيجة إفراز الجسم للكثير من هرمون الكورتيزون، وتتمثل عوارضها بزيادة الوزن، وظهور علامات التمدد على البشرة، والحصول على آثار الكدمات بسهولة؛ لتضعف بعدها العضلات والعظام وقد تظهر حدبة الظهر.
4. فرط نشاط الغدة الدرقية: يحدث عند إفراز الغدة الدرقية للمزيد من الهرمونات؛ مما يجعل نظام الجسم يعمل بسرعة ويسبب الشعور بالتوتر، وفقدان الوزن، وصعوبة النوم، وتسارع القلب.
5. قصور الغدة الدرقية: ينتج عن نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية؛ مما يسبب تباطء نظام الجسم والشعور بالتعب وزيادة الوزن وآلام في المفاصل والعضلات وبطء ضربات القلب.
6. قصور الغدة النخامية: عندما لا تفرز الغدة النخامية الهرمونات بصورة كافية تسبب اضطراب بعمل الغدة الكظرية والغدة الدرقية.
7. أورام الغدد الصماء المتعددة: وهي مجموعة من الاضطرابات التي تصيب جهاز الغدد الصماء؛ فينتج ورم في غدتين صماء على الأقل أو في أعضاء معينة من الجسم.
8. متلازمة المبيض متعدد الكيسات: ينتج عن عدم توازن الهرمونات التناسلية إعاقة تكوين المبيض للبويضة، وأحياناً عدم إطلاق البويضة خلال الإباضة؛ الأمر الذي قد يسبب غياب الدورة الشهرية؛ وظهور حب الشباب؛ ونمو الشعر في منطقة الوجه والذقن عند المرأة.
9. البلوغ المبكر: تظهر حالة البلوغ المبكر هذه الحالة عندما يحدث خطأ بعمل الهرمونات المسؤولة عن التكاثر فحينها قد تبلغ الإناث في سن الثامنة والذكور في سن التاسعة.

الغدد الصماء في الجسم هي جزء هام من الجهاز الغدّي، والذي يلعب دوراً أساسياً في إنتاج وإفراز الهرمونات في الجسم، وتتواجد تلك الغدد  في أماكن مختلفة في الجسم، وتؤثر بشكل مباشر على العديد من وظائف الجسم والتوازن الهرموني.