العقم عند النساء.. أسبابه وعلاجه وتأثيره على الحياة الزوجية
أسباب العقم عند النساء وأعراضه وطرق التشخيص والعلاج بمحرضات الإباضة والميتفورمين والعلاج الجراحي والإخصاب المساعد.
- تاريخ النشر: الإثنين، 31 أغسطس 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023
تعبر الخصوبة عن قدرة الزوجين الإنجابية بعد القيام بالممارسة الجنسية لفترة من الزمن، وتتطلب من الزوجين أن يكونا بصحة سليمة، كذلك أن تكون الوظيفة الجنسية لديهما جيدة.
تحدث في الجسم البشري عمليات فيزيولوجية معقدة ومنظمة لإنتاج الحيوانات المنوية في الذكر والبويضات في الأنثى والذين يشكلان العنصرين الهامين في عملية الإلقاح، وإن أي شذوذ أو اضطراب في تكوينهما أو في عملية الإلقاح ذاتها يؤدي في النهاية لضعف الخصوبة أو فقدانها (العقم).
العقم عند النساء هو محور حديثنا في مقالنا التالي، حيث نتناول التعريف به وبأسباب حدوثه، مع توضيح أعراضه وطرق التشخيص والعلاج.
تعريف العقم
العقم (بالإنجليزية: Infertility) هو عدم القدرة على الحمل عند زوجين في سن النشاط التناسلي، رغم القيام بالممارسة الجنسية السليمة بشكل منتظم ومتواصل بدون استخدام أي نوع من وسائل منع الحمل (حبوب منع الحمل، الواقيات الذكرية أوالأنثوية، اللولب....) لمدة سنة كاملة.
قد يكون ضعف الخصوبة بسبب العقم عند الأنثى أو عند الذكر وفي ثلث الحالات يكون عند الإثنين معاً.[1]
أسباب العقم عند النساء
من الممكن أن يكون تشخيص العقم عند النساء صعباً، كما أنه في كثير من الأحيان يبقى مجهول السبب، وتشمل الأسباب المعروفة للعقم عند النساء كلاً من:[1][2]
- خلل في عملية الإباضة: أكثر الأسباب الواردة هي (تحرر البيضة الناضجة من المبيض في منتصف الدورة الطمثية)، والذي قد يحدث في سياق متلازمة المبيض متعدد الكيسات، أو مشاكل الغدة الدرقية (فرط نشاط أو قصور)، أو قصور المبيض المبكر (توقف المبيضين عن العمل قبل سن ال 40سنة).
- الندبات والالتصاقات التالية للعمل الجراحي على الحوض: يمكن للجراحات على الحوض أن تؤذي البوقين (البوق هو القناة التي تصل بين المبيض والرحم) والذي يسبب مشاكل في عبور البيضة بعد إلقاحها في البوق إلى الرحم.
- مشاكل في طبيعة الإفرازات المخاطية في عنق الرحم: عند الإباضة تصبح طبيعة الإفرازات المخاطية في عنق الرحم أكثر ليونة وأقل لزوجة؛ مما يسمح للنطاف القادمة من السائل المنوي بعبور المهبل من خلالها بسهولة لحدوث الإلقاح، لكن في بعض الحالات المرضية تصبح هذه المفرزات لزجة وأكثر ثخانة؛ مما يسبب فشل عبور النطاف إلى البوق حيث يحدث الإلقاح؛ وبالتالي العقم.
- أورام ليفية غير سرطانية في الرحم: حيث تمنع هذه الأورام تعشيش (التصاق) البيضة الملقحة في الرحم؛ مما يسبب عدم القدرة على الإنجاب.
- الانتباذ البطاني الرحمي: وهي حالة يحدث فيها نمو للطبقة المبطنة للرحم في أعضاء أخرى خارج الرحم كالبوقين والمبيضين؛ مما يسبب أذيتهما وحدوث العقم.
- الداء الحوضي الالتهابي (PID): هو التهاب جرثومي يصيب السبيل التناسلي الأنثوي العلوي (والرحم، والبوق، والمبيض)، غالباً ما يكون سببه مرض منتقل بالجنس؛ يؤدي هذا المرض إلى أذية البوقين؛ مما يسبب استحالة عبور البضة الملقحة إلى الرحم للتعشيش مسبباً العقم.
- بعض العقاقير والأدوية: مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (عقار الإيبوبروفين، عقارالأسبيرين) وذلك عند الاستخدام المديد لها قد تجعل من الحمل أكثر صعوبة، والعلاج الكيماوي المستخدم في علاج السرطان، والأدوية العصبية ومضادات الذهان المستخدمة في علاج الصرع والفصام، قد تسبب العقم وغياب الدور الشهرية، و عقار السبيرونولاكتون وهو نوع من المدرات (تزيد طرح الماء في البول) المستخدمة في علاج الوذمات، والمفترض تراجع العقم في غضون شهرين من التوقف عن استخدامها.
أعراض العقم عند النساء
قد تختلف الدلالات التي تشير إلى نقص القدرة الإنجابية للمرأة من حالة إلى أخرى بحسب الأسباب والحالة الصحية العامة للمرأة ولكن يمكن جمعها كالتالي:[1][3]
- عدم القدرة على الإنجاب، وقد تكون العرض الوحيد أحياناً.
- قد تعاني الأنثى من غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.
- قد يحدث اكتئاب لدى المريضة.
تشخيص العقم
يعتمد في تشخيص العقم عند النساء على استجواب المريضة استجواباً دقيقاً مفصلاً، حيث يسأل الطبيب المريضة عن انتظام الدورة الشهرية لديها، والمدة التي قضتها وهي تحاول الحمل، والعلاقة الجنسية مع الشريك أو الزوج، وقصة تناول حبوب مانعة للحمل والمدة التي انقضت منذ توقفها عن استعمالها، ثم يتابع الاستقصاءات ويطلب الفحوص المخبرية والشعاعية (الإيكو، والاختبارات الدموية، واختبارات تحري الجراثيم) حسب التوجه الذي تكون لديه.[3]
علاج العقم
يعتمد العلاج على سبب العقم، ويقسم لعلاج دوائي وعلاج جراحي وإخصاب مساعد:[2][3]
العلاج الدوائي
- عقار الكلوميفين أوعقار التاموكسيفين وهو بديل للكلوميفين : وهو محرض إباضة (يحرض خروج البيضة من المبيض) عند النساء اللواتي يعانين من عدم انتظام الإباضة أو انعدامها.
- الميتفورمين: وهو مفيد بشكل خاص في علاج عدم انتظام الإباضة الناجم عن متلازمة المبيض عديد الكيسات.
- الحاثات التناسلية: تستخدم لتحريض الإباضة عندما تكون المشكلة خارج المبيض.
- الهرمون المطلق للحاثات التناسلية (GnRH) ومشابهات هرمون الدوبامين.[2][3]
العلاج الجراحي
- عمليات اصلاح البوق وذلك عند وجود تندبات أو التصاقات مشوهة للبوق تؤدي إلى إعاقته عن العمل، ويعتمد نجاح هذا الإجراء على امتداد الأذية في البوق.
- العمليات التنظيرية لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي، والأورام الليفية في الرحم، واستئصال الكيسات في سياق المبيض عديد الكيسات بالتنظير، وكلها عمليات تتم من خلال إجراء شق صفير وإدخال منظار وشفرات وأدوات أخرى للبطن؛ مما يسمح بإجراء العمليات دون اللجوء للشق الجراحي الواسع.[2][3]
الإخصاب المساعد
- حقن النطاف ضمن الرحم: غالباً ما يتم اللجوء لهذه التقنية عندما تكون المشكلة هي زيادة لزوجة مخاط عنق الرحم؛ مما يؤدي إعاقة حركة النطاف والعقم. يتم بإدخال النطاف إلى جوف الرحم وحقنها ضمنه بواسطة إبرة رفيعة.
- الإلقاح في الزجاج (طفل الأنبوب): وهي إلقاح البيوض القادمة من السيدة خارج جسمها، حيث يتم حضنها مع النطاف في أنابيب مخبرية ليتم الإلقاح ثم إعادتها إلى رحم الأنثى ليحدث التعشيش ونمو الجنين.
- البيوض والنطاف من متبرعين: وتستخدم في حال وجود عقم معند على العلاجات السابقة، حيث يتم أخذ البيوض من معطي (إذا كانت المشكلة في الأنثى) والنطاف من الذكر (إذا كان سبب العقم) وإلقاحها ثم حقنها في الرحم لتتم التعشيش.[2][3]
يعتبر العقم مشكلة طبية متعددة الأسباب والعلاجات وقد تبقى في كثير من الحالات صعبة التشخيص والعلاج، إلا أنه ومع تقدم الطب في الأعوام الأخيرة أصبحت علاجات العقم واعدة أكثر وذا فعالية أكبر.