العالم يحتفل بيوم الابنة: لماذا يعتبر إنجاب البنات نعمة؟

يحتفل العالم بيوم الابنة أو يوم السعادة بإنجاب البنات هذا العام 2024 يوم الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر، ويعد فرصة لتسليط الضوء على مكانة الابنة في المجتمع، والدور الذي تلعبه، والتضحيات التي تقوم بها خاصة في المجتمعات التي ما زالت تمارس التمييز ضدها.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً.

تاريخ يوم الابنة

يعود تاريخ اليوم الوطني للابنة (بالإنجليزية: National Daughter Day) إلى الهند، حيث يُعرف أيضًا باسم يوم السعادة بإنجاب البنات. تم الاحتفال به لأول مرة في عام 2007 في مجتمع كان يُمنح فيه الرجال امتيازات أكثر من النساء لعدة قرون، حيث كان دور المرأة غالبًا ما يُهمّش. ولا يقتصر هذا الأمر على الهند فقط، بل إن بعض الثقافات حول العالم تنظر إلى المرأة كعبء وليس كنعمة. ومن هنا جاء يوم الابنة لتغيير هذه النظرة السلبية، ولتشجيع الأسر على الاحتفاء ببناتهن، والتأكيد على أهمية تقدير دورهن في العائلة والمجتمع.

أول من أطلق اليوم الوطني للابنة كانت شركة آركيس، وهي شركة هندية مقرها نيودلهي متخصصة في صناعة بطاقات التهنئة. تم تخصيص هذا اليوم كحافز لتعزيز التغيير الثقافي تجاه الفتيات، ليصبح احتفالًا عالميًا، وليس في الهند فقط.^[1] [2]

 

أهمية الاحتفال بيوم الابنة

وفقاً لصحيفة هندوستان تايمز، يزداد الاحتفال بـيوم الابنة الوطني في الهند مقارنةً ببعض الدول الأخرى. في العديد من المناطق البعيدة عن المدن الكبرى في الهند، لا تزال الفتيات يعانين من الاضطهاد والتمييز، وعندما تلد المرأة فتاة، قد تتعرض للمضايقات. وبينما تُعد البنات في الدول النامية عبئًا في بعض الأحيان، تحتفل بعض الدول الأخرى بهن وتقدرهن.

التمييز بين الابن والابنة له جذور تاريخية في مختلف أنحاء العالم. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، كان يُنظر إلى النساء في القرن الثامن عشر على أنهن لا يتمتعن بالاستقلالية الاقتصادية أو السياسية أو المدنية. ومع ذلك، أعادت حركة "MeToo" المعاصرة تسليط الضوء على حقوق المرأة والتمييز الذي تتعرض له في مختلف المجالات.

اليوم، لا يزال التمييز ضد الفتيات قائمًا في بعض المناطق والدول، لا سيما فيما يتعلق بالمواريث، حيث قد تُحرم الفتاة من حقها في الإرث. إضافة إلى ذلك، قد تضطر العديد من الفتيات للعمل في المنزل، وتحمل أعباء العائلة، ما يدفع بعض المجتمعات إلى حرمانهن من التعليم لإبقائهن في خدمة الأسرة، بينما يحصل الأولاد على فرصهم الكاملة في التعلم.^[1] [2]

أفكار للاحتفال بيوم الابنة الوطني

يعد يوم الابنة الوطني يوماً مميزاً لإظهار مشاعر الحب والتقدير للابنة، ويمكن أن يقوم الأب والأم والأخوات أيضاً بالاحتفال بهذا اليوم عن طريق ما يلي:

• تقديم كارت أو رسالة معايدة للابنة.
• مشاركة صور مع الابنة مصحوبة بعبارات إيجابية عبر حسابات الآباء والأمهات في مواقع التواصل الاجتماعي.
• الذهاب في نزهة خارج المنزل للاحتفال بالابنة.
• يمكن خبز الكعك ودعوتها لمشاركتك في تزيين الكعكات احتفالاً باليوم.
• يمكنك منحها بعض الأموال الإضافية لتتسوق ما ترغب به.
• التجمع في عشاء عائلي مميز داخل أو خارج المنزل.
• يمكن للأم أن تصطحب ابنتها إلى صالونات التجميل أو التسوق احتفالاً بعلاقة الأم مع ابنتها.

كيف يسهم يوم الابنة في بناء المجتمع؟ 

يسهم يوم السعادة بإنجاب البنات في تغيير المفاهيم الاجتماعية بشكل كبير، وذلك من خلال ما يلي: ^[3]  

• تعزيز المساواة بين الجنسين: يهدف يوم السعادة بإنجاب البنات إلى تعزيز فكرة أن البنات والأبناء متساوون في القيمة والأهمية داخل الأسرة والمجتمع.

• إعادة تقدير دور الفتيات: يسلط الضوء على أهمية الاعتراف بمكانة البنات في الأسرة ودورهن في بناء القيم والتقاليد، مما يغير المفهوم المجتمعي الذي يهمش دورهن.

• تشجيع معاملة الفتيات بالمساواة: يسهم اليوم في تعليم الأطفال كيفية معاملة الفتيات بالاحترام والمساواة مع الأولاد، مما يعزز قيم العدالة الاجتماعية.

• تغيير الصورة النمطية: يساعد في تغيير النظرة التقليدية التي تعتبر البنات عبئًا بدلاً من نعمة، ويشجع على الاحتفاء بدورهن الحيوي في العائلة.

• تعزيز روابط الأسرة: يظهر أن البنات يجلبن الحب والدفء للأسرة، مما يعزز الروابط الأسرية، ويدعم قيم التماسك والتقدير داخل العائلة.

بذلك، يظهر أن يوم السعادة بإنجاب البنات يلعب دورًا بارزًا في تغيير موازين المجتمع من خلال تعزيز تقدير الفتيات وإبراز أهميتهن في الأسرة والمجتمع، فهو يشجع على إعادة النظر في القيم التقليدية التي كانت تميز بين الجنسين، ويساهم في بناء ثقافة تقدر البنات بقدر ما تقدر الأبناء.