الحرقة المعدية و بعض العادات الغذائية التي تخفف منها
هل سبق لك، وأن أحسست بإحساس حارق في معدتك؟ هل شعرت يوما بطعم حامض لاذع في فمك عند الاستلقاء بعد أن تناولت غداءك؟ هل تسألت يوما؟ كيف بالإمكان التخفيف من هذه الحالة؟
عزيزي القارئ دعني آخذك في رحلة شيقة لنتعرف سويا على بعض الأطعمة والعادات التي تؤثر على حرقة المعدة إيجابا وسلبا، وذلك بعد أن نتطرق بأسلوب بسيط على أعراض وأسباب الحرقة المعدية.
ما هي حرقة المعدة؟
حرقة المعدة، أو ما يعرف أيضًا بالحموضة، هي حالة شائعة على مستوى العالم يعاني منها الكثير من الأشخاص. تتميز بإحساس حارق في الصدر، وغالبًا ما يصاحبها طعم حامض أو مر في الفم. لهذه الحالة درجات من الشدة يمكن أن تتراوح من الخفيفة إلى الشديدة، وتبعا لهذه الدرجات تتأثر حياة الفرد اليومية.
الأعراض:
تشمل أعراض حرقة المعدة:
1. ألم حارق في الصدر: يحدث عادةً بعد تناول الطعام، وقد يزداد سوءًا عند الاستلقاء أو الانحناء نحو الأمام.
2. طعم حامض أو مر في الفم: نتيجة لارتجاع حمض المعدة إلى المريء، ومنه باتجاه الفم.
3. مشاكل في البلع أو ألم أثناء البلع.
4. غثيان: قد يصاحب الحرقة شعور بالغثيان.
5. أعراض مضاعفات في الفم أو الحلق أو الرئتين، مثل السعال المزمن أو بحة الصوت.
تستمر الأعراض من بضع دقائق إلى عدة ساعات، وقد تتفاقم بعد تناول وجبة ثقيلة أو دهنية.
الأسباب:
تحدث حرقة المعدة بشكل رئيسي نتيجة ارتجاع حمض المعدة إلى المريء. يحدث هذا عندما تضعف العضلة العاصرة المريئية السفلية، وهي صمام يقع عند نقطة اتصال المريء بالمعدة، ويمنع هذا الصمام ارتجاع محتويات المعدة نحو الأعلى.
عوامل تزيد من حرقة المعدة:
1. الأطعمة والمشروبات:
– الأطعمة الحمضية، مثل الحمضيات والطماطم
– المشروبات الكحولية
– الشوكولاتة
– القهوة ومصادر الكافيين الأخرى
– الأطعمة عالية الدهون
– النعناع
– الأطعمة الحارة
2. عوامل نمط الحياة:
مثل التدخين بشكليه الإيجابي والسلبي، زيادة الوزن، تناول الطعام بسرعة أو بكميات كبيرة، والاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة، كما أن الحمل يزيد من الحرقة.
3. حالات طبية: مثل فتق الحجاب الحاجز، ويعد سبب بارزاً وشائع في المجتمع.
4. بعض الأدوية: مثل المهدئات، وبعض أدوية الربو، وبعض أدوية ارتفاع الضغط، بالإضافة إلى مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية ومضادات الاكتئاب.
كيف يمكنك التحكم والتخفيف من حرقة المعدة؟
يمكن التحكم في حرقة المعدة من خلال تغييرات نمط الحياة والعلاجات المنزلية. تشمل الخيارات:
1. تغيير النظام الغذائي:
تجنب الأطعمة والمشروبات التي تزيد من الحرقة، طبعا الأمر ليس بالتخلص نهائيا من هذه الأطعمة؛ لأن قسم منها أساسي في الغذاء اليومي، وإنما التخفيف منها يساعد كثيرا في علاج الحرقة.
2. العلاجات المنزلية:
مثل مضغ العلكة الخالية من السكر لزيادة إنتاج اللعاب الذي يساعد على معادلة الحمض حيث تكون في مفيدة ما بين الوجبات.
3. فقدان الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة.
4. رفع رأسك أثناء النوم عن طريق وضع وسائد إضافية تحت رأسك وظهرك العلوي لتميل بجسمك، وترفع رأسك عن السرير بمقدار 6 إلى 8 بوصات، ولا بد أن تنتبه أن الرفع يجب ان يشمل الرأس وظهرك العلوي، وليس الرأس لوحده.
5. الإقلاع عن التدخين إذا كنت تدخن.
6. تناول بعض الأغذية التي تساعد في التخفيف من حرقة المعدة، والتي سنتعرف عليها بعد قليل.
7. الأدوية:
استخدام مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون (PPIs) لتقليل إنتاج الحمض تساعد كثيرا في تخفيف الأعراض.
بعض الأغذية التي تساعد في تخفيف الحرقة المعدية:
1. البطاطس:
هذه الخضروات الجذرية جيدة، وهناك أنواع أخرى أيضًا – مثل الجزر واللفت والجزر الأبيض. إنها مليئة بالكربوهيدرات المعقدة الصحية والألياف القابلة للهضم. فقط لا تطبخها مع البصل أو الثوم، لأن ذلك يمكن أن يهيج الحرقة المعدية.
2. الشوفان:
الإفطار مليء بالأفخاخ: السجق، الفطائر، الكعك، والبطاطا المقلية الدهنية كلها يمكن أن تجعل الأمور أسوأ. الشوفان هو خيار أفضل. يحتوي على الكثير من الألياف، وسيشعرك بالشبع، وهو غني بما يكفي ليمنحك الطاقة لساعات. لكن احذر من الإضافات: الكريمة والسكر والشراب والفواكه المجففة يمكن أن تؤدي جميعها إلى ظهور الأعراض. اختر الفواكه الطازجة بدلاً من ذلك.
3. الأرز البني:
هل تبحث عن طبق جانبي لا يزيد من الحرقة؟ هذا هو كربوهيدرات معقدة، مما يعني أنه يستغرق وقتًا أطول للهضم مقارنة بالكربوهيدرات البسيطة مثل الأرز الأبيض أو المعجنات أو المشروبات السكرية – وهذا أفضل للحرقة.
4. البطيخ:
إنه فاكهة منخفضة الحموضة لن تثير أعراضك. ولا شيء يتفوق على شريحة كبيرة من البطيخ الناضج في يوم صيفي حار. الشمام والبطيخ الأصفر أيضًا خيارات جيدة منخفضة الحموضة.
5. الشمر:
له نكهة خفيفة تشبه العرقسوس وهو منخفض الحموضة، مما يمكن أن يساعد في تهدئة المعدة المضطربة التي يمكن أن تكون سببًا للحرقة المعدية. يمكنك تحميصه وتقديمه كطبق رئيسي، أو قليّه كطبق جانبي، أو تقطيعه نيئًا وإضافته إلى السلطة.
6. الخس والكرفس :
يمكن أن تتسبب الحرقة في انتفاخ البطن، لذا تجنب الأطعمة التي يمكن أن تزيد من ذلك، مثل الفاصولياء والفواكه المجففة. الخضروات الخفيفة مثل الخس والكرفس صحية، منخفضة السعرات الحرارية، سهلة على معدتك، ولن تسبب المزيد من الغازات.
7. زيت الزيتون:
يحتاج جسمك إلى الدهون للعمل بشكل صحيح، لكن الأطعمة الدهنية يمكن أن تجعل أعراض ارتجاع المريء أسوأ. لذا من المحتمل أن ترغب في الابتعاد عن أشياء مثل الزبدة أو السمن. بدلاً منها، جرب استخدام دهون أكثر صحة مثل زيت الزيتون لترى ما يناسبك. ولكن عليك استخدامه بحذر، لأنه يحتوي على دهون وسعرات حرارية.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
يجب عليك زيارة طبيب إذا كنت تعتقد أنك تعاني من حرقة معدية، أو إذا لم تتحسن أعراضك مع الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية أو تغييرات نمط الحياة التي ذكرناها سابقا، وخاصة إذا ترافقت الحرقة مع أعراض أخرى مثل الصعوبة في التنفس والألم الشديد في الصدر أو الخفقان في القلب.
وهنا يقوم الطبيب بتقييم الحالة، ويرشدك نحو العلاج الصحيح والأفضل لك إن كان دوائيا أو جراحيا.
خلاصة :
من بعد هذا الحديث المطول عن الحرقة المعدية يمكننا أن نقول بأن الحرقة المعدية كحالة طبية شائعة ليست بالأمر الخطير؛ نظرا لأن لها درجات من الشدة، ويمكن باتباع بعض الإجراءات البسيطة الحد منها وتخفيفها إلى الحد الأدنى، وتبقى استشارة الطبيب أمراً محورياً وجوهرياً لا بد منه في حال استمرار الحالة لكي يقوم بتقييم حالتك بدقة، ويرشدك نحو أفضل علاج.
-
المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.
هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!
انضموا إلينا على منصتنا، فهي تمنح كل الخبراء من كافة المجالات المتنوعة الفرصة لنشر محتواهم . سيتم نشر مقالاتكم حيث ستصل لملايين القراء المهتمين بهذا المحتوى وستكون مرتبطة بحساباتكم على وسائل التواصل الاجتماعي!
انضموا إلينا مجاناً!