أسباب التهاب اللثة وأهم الأعراض المصاحبة لها
- تاريخ النشر: الأحد، 13 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022
تشير بعض الإحصائيات إلى أن 75% من الأشخاص تعرضوا لمشكلة التهاب اللثة ولو مرة واحدة في حياتهم، فما هو التهاب اللثة؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟ وكيف يمكن الوقاية من مضاعفاته؟
ما هو التهاب اللثة
التهاب اللثة (بالإنجليزية: Gingivitis) هو واحد من أكثر أمراض اللثة شيوعاً، وفيه يعاني المريض من احمرار وتورم في أنسجة اللثة؛ نتيجة لتعرضها لأحد أنواع العدوى البكتيرية، أو نتيجة لتراكم بعض الترسبات على الأسنان، مما يؤدي إلى شعور المريض بالألم، وتعرض اللثة للنزف أثناء غسل الأسنان بالفرشاة في كثير من الأحيان. [1]
لا يعد التهاب اللثة من المشكلات الصحية الخطيرة، إذا تم علاجه بشكل صحيح من البداية بعد استشارة طبيب الأسنان، لكن إذا أهمل المريض علاج هذا الالتهاب، من الممكن أن يتعرض إلى مشكلة شديدة الخطورة تسمى التهاب دواعم الأسنان (بالإنجليزية: Periodontitis)، وهي تعد من أشهر مسببات فقد الأسنان. [2]
أعراض التهاب اللثة
لا يدرك كثير من المرضى إصابتهم بالتهاب اللثة؛ نتيجة لعدم ظهور أي أعراض واضحة عليهم، لكن مع تطور وتفاقم المشكلة يعاني معظم المرضى من العديد من الأعراض، من ضمنها: [1] [2]
- انحسار اللثة.
- آلام أثناء مضغ الطعام.
- تورم واحمرار اللثة.
- نزيف اللثة بسهولة خاصةً عند تنظيف اللثة بفرشاة الأسنان أو الخيط.
- رائحة الفم الكريهة التي لا تزول حتى بعد غسل الأسنان بالفرشاة.
- الحساسية للأطعمة الباردة أو الساخنة.
- صديد بين الأسنان واللثة في بعض الحالات المتقدمة.
أسباب التهاب اللثة
تعيش العديد من أنواع البكتيريا الطبيعية الآمنة في أفواهنا جميعاً، لكن هناك القليل من أنواع البكتيريا التي تستطيع أن تصنع طبقة لزجة على الأسنان، وفي حالة عدم اهتمام المريض بتنظيف أسنانه بانتظام، يمكن أن تسبب هذه البكتيريا عدوى في أماكن التقاء الأسنان بأنسجة اللثة، وتظهر أعراض التهاب اللثة. [1]
هناك بعض عوامل الخطورة التي يمكن أن تزيد احتمال إصابة بعض الأشخاص بالتهاب اللثة دون غيرهم، تضم هذه العوامل: [2] [3]
- تقدم عمر المريض.
- عدم الاهتمام بتنظيف الأسنان بشكل دوري.
- الاضطرابات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل، ومرحلة البلوغ، وانقطاع الطمث؛ لأن هذه الاضطرابات تجعل اللثة أكثر حساسية.
- الإصابة ببعض الأمراض؛ مثل: السكري، والسرطان، وفيروس نقص المناعة الذاتية.
- الأدوية التي تقلل من إنتاج اللعاب؛ مثل: بعض أدوية علاج الصرع، وأدوية الذبحة الصدرية.
- التاريخ العائلي الذي ينطوي على إصابة أحد الوالدين بالتهاب اللثة.
- التدخين؛ نتيجة للآثار السلبية للتدخين على صحة اللثة والأسنان.
تشخيص التهاب اللثة
يعتمد تشخيص التهاب اللثة على الفحص الذي يجريه طبيب الأسنان، وخلاله يتحقق الطبيب من وجود أي التهابات أو جيوب في اللثة، كما يستعلم الطبيب حول عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة إصابة المريض بالتهاب اللثة، وفي بعض الأحيان يطلب الأطباء إجراء أشعة سينية على اللثة في حالة اشتباههم في إصابة المريض بفقدان عظام الفك. [3]
علاج التهاب اللثة
يهدف علاج التهاب اللثة في الأساس إلى السيطرة على البكتيريا المسببة للعدوى، واستعادة صحة اللثة والأسنان، وهناك دور كبير للتنظيف اليومي للأسنان بالفرشاة والخيط في نجاح خطة العلاج، خاصةً في الحالات البسيطة التي تُشخص مبكراً، حيث يمكن أن تكون هذه الطرق المنزلية كافية لتعافي المريض من أعراض هذه المشكلة.نستعرض في هذا الجزء من المقال الإجراءات الطبية المستخدمة في علاج التهاب اللثة. [3]
التنظيف العميق للأسنان
هناك العديد من الإجراءات الطبية التي تساعد على التنظيف العميق للأسنان، وإزالة ترسبات الجير دون الحاجة إلى الجراحة، تضم هذه الإجراءات: [3]
- تقشير الأسنان: يساعد التقشير على إزالة الجير والبكتيريا من الأسنان وأسفل اللثة.
- تسوية الجذور: يساعد هذا الإجراء على تنعيم المناطق الخشنة من جذور الأسنان، وإزالة الجير والترسبات من سطح الجذر، مما يقلل من فرص التصاق البكتيريا بالأسنان.
- الليزر: وهو الخيار الأفضل على الإطلاق في التنظيف العميق للأسنان؛ لأنه يساعد على إزالة الجير وتنظيف الأسنان بمعدل أقل من النزيف والألم، مقارنةً بما يحدث في تقشير الأسنان وتسوية الجذور.
العلاج الدوائي
يصف الأطباء عدداً كبيراً من الأدوية لعلاج أعراض التهاب اللثة، تضم هذه الأدوية: [3]
- منتجات غسول الفم التي تحتوي على الكلورهيكسيدبن لتطهير الفم.
- كرات المضادات الحيوية المصنوعة من مادة المينوسيكلين، يتم إدخال هذه الكرات إلى جيوب اللثة بعد تقنيات التنظيف العميق للأسنان؛ للتخلص من البكتيريا المسببة للعدوى.
- المضادات الحيوية الفموية: تساعد المضادات الحيوية الفموية على علاج الحالات المزمنة من التهاب اللثة، ويعد الدوكسيسيكلين (الاسم التجاري: Vibramycin) من المضادات الحيوية التي تمنع بعض الإنزيمات من التأثير سلبياً على أنسجة اللثة.
الجراحة
هناك بعض الحالات التي يعاني فيها المرضى من التهابات شديدة في اللثة أدت إلى فقدان الأسنان أو العظام، وفي هذه الحالات يلجأ الأطباء غالباً إلى الجراحة، تضم الإجراءات الجراحية المستخدمة: [3]
- ترقيع العظام والأنسجة: يعد هذا هو الإجراء الأنسب بالنسبة للمرضى الذين يعانون من تضرر بالغ في العظام واللثة، وفيه يستخرج الطبيب جزءاً من أنسجة سقف الفم؛ حتى يغطي به الجذور المكشوفة، ويمنع فقدان المزيد من العظام، كما يمكن أن يستخدم الطبيب طعماً عظمياً صغيراً يحفز الجسم على استعادة العظام المفقودة.
- جراحة السديلة: خلال هذا الإجراء يرفع الطبيب اللثة للخلف، ثم يزيل الجير والترسبات من جيوب اللثة، ويخيط اللثة مرة أخرى في مكانها الطبيعي.
مضاعفات التهاب اللثة
لا يعد علاج التهاب اللثة من الأمور المعقدة بالنسبة للمريض أو الطبيب، وهناك كثير من المرضى الذين تعرضوا لهذه المشكلة، ونجحوا في اجتيازها دون التعرض إلى أي مضاعفات. [2]
في حالة عدم اهتمام المريض بعلاج التهاب اللثة، ترتفع نسبة إصابته ببعض المضاعفات التي تضم: [2]
- خراج في اللثة أو عظام الفك.
- التهابات اللثة المتكررة.
- تسبب العدوى البكتيرية في ظهور تقرحات اللثة.
- التهاب دواعم الأسنان، الذي قد يؤدي إلى فقدان العظام والأسنان.
الوقاية من التهاب اللثة
تساعد العادات الصحية الخاصة بنظافة الفم على وقايتك بشكل كبير من الإصابة بالتهاب اللثة، ومن أهم الإرشادات التي ينبغي أن تحرص عليها حتى تتجنب هذه المشكلة: [1] [3]
- الإقلاع عن التدخين.
- تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتان يومياً، مرة عند الاستيقاظ، والأخرى عند النوم.
- استخدام خيط الأسنان يومياً؛ للتخلص من البكتيريا الموجودة بين الأسنان.
- غسل الفم باستمرار باستخدام إحدى منتجات غسول الفم المطهرة.
- الحرص على ضبط معدل الجلوكوز في الدم، والحفاظ عليه في معدلاته الطبيعية للمرضى الذين يعانون من مرض السكر.
- التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على قدر كبير من السكريات.
- الحرص على زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري؛ لإجراء الفحوصات الدورية الخاصة بالأسنان، وزيادة معدل هذه الزيارات بالنسبة للمرضى الذين ينطوي تاريخهم العائلي على إصابة أحد الوالدين بالتهاب اللثة.
- الاعتماد على نظام غذائي متوازن يحافظ على صحة الأسنان.
- استخدام السواك لتنظيف الأسنان واللثة؛ لما له من فوائد كثيرة لصحة اللثة والأسنان.
التهاب اللثة من أكثر المشكلات الشائعة التي تؤثر على عدد كبير من المرضى، وعلى الرغم من سهولة علاجها في كثير من الحالات، إلا أنه ينبغي التعرف على أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها؛ لأن ذلك يساهم بشكل كبير في الوقاية من المضاعفات المصاحبة لها.