التهاب الحلق الفيروسي وطرق علاجه
إنّ شيوع الحالة المرضية لا يلغي ضرورة مراقبة الأعراض وإهمالها فقد تكون دلالة على حالة مرضية خطيرة، لذا لتجنب حدوث مضاعفات استشارة الطبيب المختص دائما
- تاريخ النشر: الأحد، 13 مارس 2022 آخر تحديث: الخميس، 20 أبريل 2023
يصاب الإنسان بالعديد من الحالات المرضية التي تكون شائعة الانتشار أي أنها تصيب غالبية الأشخاص حول العالم، من بين هذه الحالات المرضية التهاب الحلق وبالتحديد التهاب الحلق الفيروسي، فما هو التهاب الحلق الفيروسي؟ كيف يمكن علاجه؟ ما هي طرق الوقاية من التهاب الحلق.
التهاب الحلق
التهاب الحلق (بالإنجليزية: Sore throat) الذي يتمثل بالألم في الحلق، الشعور بضيق وانزعاج بشكل خاص عند البلع، في هذا المقال سنوضح ما هو التهاب الحلق الفيروسي وطرق علاجه.
تتراوح شدة الألم المصاحب لالتهاب الحلق ما بين الخفيف والشديد، لأن ذلك يعتمد على شدة التهاب الحلق، فمن الممكن أن يكون التهاب الحلق مزمناً،بالإضافة إلى الألم يكون هناك شعور بالحرقة في الحلق. تحدث معظم حالات التهاب الحلق نتيجة العدوى الفيروسية والتي تعد أبسط من العدوى البكتيرية، من الممكن أن يحدث التهاب الحلق نتيجة أسباب خطيرة أيضاً. [1]
ما هي طرق علاج التهاب الحلق الفيروسي
يحدث التهاب الحلق نتيجة عدوى فيروسية وهي نفس العدوى التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا، و بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يحدد الطبيب ما إذا كان التهاب الحلق ناتجاً عن عدوى فيروسية أو بكتيرية ويضع خطته العلاجية التي تتضمن الخيارات التالية: [2]
العلاجات الدوائية
في الغالب يستمر التهاب الحلق الناتج عن عدوى فيروسية مدة تتراوح ما بين 5-7 أيام، ولا يحتاج التهاب الحلق الفيروسي إلى علاج، والجدير بالذكر أنّ المضادات الحيوية التي قد يأخذها الكثير من الأشخاص لا تجدي نفعاً لعلاج التهاب الحلق الفيروسي بل على العكس قد تلحق الضرر بجسم الإنسان بما يعرف بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
من الممكن أن يصف الطبيب للتخفيف من الألم المرافق لالتهاب الحلق الفيروسي الأدوية المسكنة للألم التي تعطى للأطفال والرضع والأفراد البالغين، تتضمن هذه الأدوية أدوية الأسيتامينوفين (الاسم التجاري: تايلينول) أو الأدوية التي تحتوي على التركيبة العلمية إيبوبروفين (الاسم التجاري: أدفيل).
من المهم عدم إعطاء الأطفال أدوية الأسبرين أو المراهقين ذلك لأن أدوية الأسبرين قد تسبب متلازمة راي التي على الرغم من حدوثها بشكل نادر لكنها قد تصيب البعض وتسبب تورم في الكبد والدماغ. [2]
اتباع نمط حياة صحي
بغض النظر عن سبب التهاب الحلق بكتيري كان أم فيروسي فإنّ الطبيب يوصي باتباع نظام حياة صحي من خلال القيام ببعض التدابير المنزلية التي تتضمن الآتي: [2]
- الراحة: ينبغي على المصاب بالتهاب الحلق الفيروسي أخذ قسط كافي من الراحة والنوم لفترات كافية بالإضافة إلى إراحة الصوت.
- شرب كميات كافية من السوائل: تحافظ السوائل على رطوبة الحلق وتمنع الإصابة بالجفاف، لذا ينبغي شرب كميات كافية من السوائل وبالتحديد الماء، مع ضرورة تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الكحولية.
- تناول الأغذية الصحية: يقصد بالأغذية الصحية الأغذية والمشروبات التي يمكن أن تهدأ الحلق بما فيها السوائل الدافئة كالمرق والشاي الذي يخلو من الكافيين أو الماء الدافئ المحلّى بالعسل، بالإضافة إلى العلاجات الباردة كالحلوى المثلجة والتي على عكس ما يعتقد الكثير من الأشخاص بأنّ الأغذية الباردة والمثلجة تسبب التهاباً في الحلق لكنها على العكس تخفف من ألم الحلق، من المهم الانتباه إلى عدم إعطاء العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد.
- تجنب المواد المهيجة: يمكن أن تسبب بعض أنواع المواد تهيجاً في الحلق لذا ينبغي الحفاظ على المنزل والابتعاد عن العوامل المهيجة بما فيها دخان السجائر ومنتجات التنظيف.
- الغرغرة بالماء والملح: يمكن للغرغرة بالماء والملح أن تساعد في تهدئة الحلق، كما يمكن للأطفال من عمر 4 سنوات بالإضافة إلى الأفراد البالغين أن يلجأوا إلى الغرغرة بالماء والملح من خلال وضع نصف ملعقة من ملح الطعام في كوب ماء كبير دافىء والغرغرة به وبصقه.
- ترطيب الهواء: من المهم للمصاب بالتهاب الحلق الفيروسي أن يحافظ على رطوبة الهواء للتخلص من الهواء الجاف الذي قد يزيد من تهيج الحلق، ينبغي التأكد أيضاً من تنظيف جهاز الترطيب بانتظام لمنع تراكم العفن والبكتيريا، يمكن أيضاً الحصول على هواء رطب من خلال الجلوس في حمام بخار.
- البقاء في المنزل: قد يتسبب التواصل مع الآخرين عندما يكون الشخص مصاباً بالتهاب الحلق الفيروسي بنقل العدوى إليهم لذا من الأفضل البقاء في المنزل لتجنب نقل العدوى للآخرين.
العلاجات البديلة
على الرغم من شيوع استخدام العلاجات البديلة لعلاج التهاب الحلق الفيروسي إلا أنه لا يوجد أدلة كافية تدعم فعاليتها وآمان استخدامها، كما أن العلاجات البديلة قد تكون كافية في حالة الإصابة بالتهاب الحلق الفيروسي لكن عند الإصابة بالتهاب الحلق البكتيري من المهم استخدام المضادات الحيوية.
لتجنب حدوث مضاعفات ينبغي مراجعة الطبيب قبل استخدام العلاجات العشبية إذ يمكن أن تتفاعل العلاجات العشبية مع الأدوية المستخدمة، كما أنّ بعض العلاجات العشبية قد لا تكون آمنة الاستخدام للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال بالإضافة إلى الأشخاص المصابين بحالات مرضية معينة.
تتواجد العلاجات البديلة التي تحتوي على مواد قد تفيد في علاج التهاب الحلق الفيروسي على شكل بخاخات أو أقراص استحلاب، ومن أمثلة هذه الأعشاب جذور الخطمي، أعشاب الدردار الأحمر. [2]
ما الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية
تتمثل أهمية التمييز بين التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري في تحديد العلاج الأمثل، يمكن التفريق ما بين التهاب الحلق البكتيري أو الفيروسي من خلال النقاط التالية: [3]
العدوى البكتيرية
تتكون البكتيريا وهي كائنات صغيرة من خلية واحدة ويوجد الكثير من أنواع البكتيريا التي تختلف في الشكل والمميزات الهيكلية، تعيش البكتيريا في أي بيئة يمكن تصورها بما في ذلك داخل أو على جسم الإنسان، كما أنه ليس كل أنواع البكتيريا ضارة للإنسان إذ يحتوي جسم الإنسان على بكتيريا نافعة تقوم بوظائف مهمة.
تنتقل البكتيريا من شخص مصاب إلى شخص سليم من خلال الاتصال المباشر أي اللمس أو التقبيل مع شخص مصاب، ملامسة سوائل الجسم لشخص مصاب بعدوى بكتيرية بشكل خاص إذا تمت ممارسة العلاقة الجنسية أو عندما يسعل الشخص أو يعطس، تنتقل البكتيريا أيضاً من الأم للجنين أثناء الحمل أو الولادة، وقد تنتقل البكتيريا عند ملامسة الأسطح الملوثة كمقابض الباب أو مقابض الصنبور وملامسة الوجه أو الأنف والفم. والجدير بالذكر أنّ التهاب الحلق البكتيري غالباً يتم علاجه بالمضادات الحيوية. [3]
العدوى الفيروسية
تعد الفيروسات نوعاً آخر من الكائنات الصغيرة الحية الدقيقة وما يميزها أنها أصغر في الحجم من البكتيريا، تعد الفيروسات كائنات طفيلية أي أنها تحتاج إلى خلايا وأنسجة حية لتنمو فيها، يمكن للفيروسات أن تغزو الجسم باستخدام مكونات خلايا الجسم لتنمو وتتكاثر.
أما عن طرق انتقال العدوى الفيروسية فهي تنتقل بنفس طرق انتقال البكتيريا بالإضافة إلى إمكانية انتقال العدوى الفيروسية عن طريق لدغة حشرة مصابة أو من خلال تناول طعام أو ماء ملوث. [3]
تختلف أعراض التهاب الحلق بالاعتماد على العامل المسبب، يمكن تمييز التهاب الحلق بأنه فيروسي من خلال الأعراض التالية:[4]
- السعال: دائماً ما يصاحب التهاب الحلق الفيروسي بمرض السعال على عكس التهاب الحلق البكتيري، من الممكن أن يستمر السعال لأكثر من أسبوعين.
- انتفاخ الحلق: يمكن أن يلاحظ المصاب بالتهاب الحلق الفيروسي انتفاخاً في الحلق، يصبح الحلق أحمر اللون متورماً، أما التهاب الحلق البكتيري فيكون الحلق عليه بقع بيضاء اللون وحمراء.
- سيلان الأنف: يصاحب التهاب الفيروسي في الغالب سيلان في الأنف وبحة في الصوت وهي أعراض نزلات البرد الأخرى.
- الحمى: يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم لدى المصاب بالتهاب الحلق الفيروسي وهذا ما يتشابه مع التهاب الحلق البكتيري.
لا يعد التهاب الحلق الفيروسي حالة مرضية خطيرة لكن هذا لا يمنع استشارة الطبيب لوضع خطة علاجية والتوصية ببعض التدابير التي من شأنها التقليل من الأعراض المرافقة لالتهاب الحلق الفيروسي.
- ↑ "[1] familydoctor.org. Sore Throat. Retrieved on the 17th of April 2023." ،
- أ ب ت ث "[2] cdc.gov. Sore Throat. Retrieved on the 17th of April 2023." ،
- أ ب ت "[3] Kristeen Cherney. What’s the Difference Between Bacterial and Viral Infections?. Retrieved on the 17th of April 2023." ،
- "[4] Karthik Kumar. How Do I Know If My Sore Throat Is Viral or Bacterial?. Retrieved on the 17th of April 2023." ،