أعراض نقص فيتامين د الحاد
- تاريخ النشر: الأحد، 24 أبريل 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022
كما تحتاج المركبة حتى تعمل إلى وقود يحتاج الجسم أيضاً إلى طاقة ووقود حتى يعمل بشكل صحيح، حيث تعد الفيتامينات والمعادن وقود الجسم التي يرتكز عليها، إذ إنّ انخفاضها يؤدي إلى حدوث خلل في آلية عمل الكثير من الأجهزة، ومن بين هذه الفيتامينات فيتامين د الذي يقوم بالعديد من الوظائف الحيوية، فما هي أعراض نقص فيتامين الحاد، وما هي أسباب هذا النقص؟ وكيف يتم علاجه؟
نقص فيتامين د
نقص فيتامين د (بالإنجليزية:Vitamin D deficiency) الذي يحدث عندما تكون مستويات فيتامين د أقل من المعدلات الطبيعية في جسم الإنسان. في هذا المقال سنذكر أعراض نقص فيتامين د الحاد.
يحصل غالبية الأفراد البالغين على أقل من الكميات اللازمة للجسم من فيتامين د، حيث يتم تعويض الكمية الناقصة من خلال التعرض لأشعة الشمس، حيث تعد الكمية الطبيعية التي يحتاجها الجسم من فيتامين د كل يوم 600 وحدة دولية، كما يمكن أن تصل الجرعة الطبيعية من فيتامين د إلى 800 وحدة دولية كل يوم، أمّا عندما تقل المستويات عن هذا المعدل فيصاب الشخص بنقص فيتامين د الذي ينعكس سلبا على الكثير من أجهزة الجسم. [1]
أعراض نقص فيتامين د الحاد
ليس بالضرورة أن تظهر الأعراض على الشخص المصاب بنقص فيتامين د، إذ إنّ الشخص قد يعاني من نقص فيتامين د لشهور بل ربما سنوات دون ظهور أي أعراض، لكن يبقى السؤال كيف يمكن للشخص معرفة إصابته بنقص فيتامين د، والحقيقة من ناحية طبية تشير بعض الأعراض إلى وجود مشكلة في مستويات فيتامين د، حيث تتضمن هذه الأعراض الآتي: [2]
الكآبة
يذكر الأطباء بأنّه يوجد علاقة قوية ما بين الإصابة بالاكتئاب وانخفاض مستويات فيتامين د خاصة لدى كبار السن، إذ تم إعطاء كبار السن المصابين بالاكتئاب جرعات من فيتامين د ولوحظ بأنّها قللت من أعراض الاكتئاب بشكل كبير، مع ذلك لا بد من إجراء المزيد من الدراسات للتأكد من فعالية فيتامين د في تخفيف أعراض الاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك يشير الأطباء إلى أنّ انخفاض مستويات الكالسيدول وهو الشكل النشط من فيتامين د، كان له دور كبير في إصابة الكثير من الأشخاص باضطرابات القلق، إذ وجدت بعض الدراسات التي أُجريت على النساء الحوامل اللاتي حصلن على كميات طبيعية من فيتامين د، بأنّ ذلك قلل من أعراض القلق لديهن، وحسن من نوعية النوم، بالإضافة إلى تخفيف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة. [2]
آلام العضلات
على الرغم من أنّ تحديد سبب آلام العضلات قد يكون صعباً بالنسبة للأطباء، لكن تشير الدلائل إلى أنّ ألم العضلات قد يكون ناتجاً عن انخفاض مستويات فيتامين د، ذلك يعود لأنّ فيتامين د له مستقبلات في الخلايا العصبية التي تعرف بمستقبلات الألم التي تستشعر الألم، حيث يشارك هذا الفيتامين في مسارات إشارات الألم في جسم الإنسان التي تسبب الآلام المزمنة.
بالإضافة إلى ذلك أشارت بعض الدراسات التي تم إجراؤها على الأطفال الصغار الذين يعانون من نقص في مستويات فيتامين د إلى أنّ آلام النمو قلت بشكل كبير عند تناولهم جرعات من فيتامين د. [2]
الإصابة المتكررة بالعدوى
من أهم أدوار فيتامين أنه يساعد الجسم في الحماية من الأمراض والعدوى كونه يدعم صحة الجهاز المناعي، حيث يساعد في القضاء على البكتيريا والفيروسات التي تحارب الجسم، عدا عن أنّ فيتامين د يتفاعل مع الخلايا المسؤولة عن علاج العدوى التي تصيب الجسم.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ الشخص عندما يصاب مرات كثيرة بعدوى الإنفلونزا، ونزلات البرد، فقد يؤدي انخفاض مستويات فيتامين د إلى الزيادة من حدة المرض وشدته، هذا ما لاحظته دراسة بوجود علاقة ما بين انخفاض مستويات فيتامين د وزيادة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، والتهاب الشعب الهوائية، ونزلات البرد والإنفلونزا. [2]
بطء شفاء الجروح
من الممكن أن يكون ضعف وبطء التئام الجروح أحد الدلالات التي تشير إلى الإصابة بانخفاض معدلات فيتامين د، حيث أشارت بعض الدراسات التي تم إجراؤها مخبرياً إلى أنّ فيتامين د قد يحفز تكوين خلايا جلدية جديدة كجزء من عملية التئام الجروح، علاوة على ذلك فإنّ انخفاض مستويات فيتامين د أطال فترة الشفاء لدى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة في الأسنان.
كما أنّه قد يكون لفيتامين د دور في علاج الالتهابات، حسب ما ذكرته دراسة أُجريت على أشخاص مصابين بعدوى القدم السكرية حيث كان المصابون بالقدم السكرية أكثر احتمالية للشفاء من العدوى كون مستويات فيتامين د لديهم طبيعية. [2]
اكتساب الوزن
من العلامات التي تشير إلى إصابة الشخص بانخفاض مستويات فيتامين د اكتساب الوزن وربما الإصابة بالسمنة، حيث وجدت إحدى الدراسات التي تم إجراؤها على أشخاص بالغين وجود علاقة ما بين انخفاض مستويات فيتامين د، وزيادة كمية الدهون في البطن، وزيادة الوزن، حيث كانت هذه التأثيرات أكثر وضوحاً لدى الرجال مقارنةً بالنساء. [2]
آلام العظام والظهر
قد تكون آلام العظام ومنطقة الظهر التي تصيب الكثير من الأشخاص ناتجة عن انخفاض في مستويات فيتامين د، ذلك لأنّ فيتامين د يساعد في الحفاظ على صحة العظام من خلال تحسين امتصاص الجسم للكالسيوم، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين كانوا يعانون من آلام الظهر كانت لديهم مستويات فيتامين د متدنية، بالإضافة إلى أنّ انخفاض مستويات فيتامين د تسبب آلام في المفاصل، وألم في العضلات.
علاوة على ذلك فإنه نظراً لدور فيتامين د في تعزيز امتصاص الجسم للكالسيوم الذي يعد من الفيتامينات المهمة للحفاظ على صحة العظام، قد يؤدي انخفاض مستوياته إلى انخفاض مستويات الكالسيوم أيضاً، حيث يتمثل انخفاض مستوى الكالسيوم في انخفاض كثافة المعادن في العظام، بالتالي خلل في مستويات فيتامين د، هذا ما يجعل الأشخاص كبار السن والنساء بشكل خاص النساء اللواتي دخلن في سن الأمل، أي السن الذي تنقطع فيه الدورة الشهرية أكثر عرضة للإصابة بالكسور. [2]
فقدان الشعر
يعد الشعر من الأجزاء الحساسة في جسم الإنسان، إذ يتأثر بالعديد من العوامل بما فيها الهرمونات، والإجهاد النفسي والضغوطات العصبية، بالإضافة إلى النظام الغذائي الذي قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الفيتامينات التي تغذي بصيلات الشعر بالدرجة الأولى بما فيها فيتامين د الذي يعد من أبرز هذه الفيتامينات.
لذا فإنّ انخفاض مستويات فيتامين د قد يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل خاص لدى النساء، حيث أكّدت ذلك العديد من الدراسات، بالإضافة إلى وجود علاقة قوية بين تساقط الشعر الناتج عن الثعلبة البقعية وانخفاض مستويات فيتامين د، علاوة على ذلك لوحظ بأنّ الأشخاص المصابين بتساقط في شعرهم والذين استخدموا منتجات فيتامين د الموضعية لمدة 12 أسبوعاً انخفض لديهم فقدان الشعر بشكل كبير. [2]
أسباب نقص فيتامين د
يحدث نقص فيتامين د في جسم الإنسان نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن الآتي: [3]
- أمراض الأمعاء: تؤدي بعض الحالات المرضية التي تصيب الأمعاء إلى إضعاف امتصاص الجسم لفيتامين د مما يؤدي إلى انخفاض مستوياته، حيث تتضمن هذه الأمراض التليف الكيسي، ومرض كرون.
- جراحات إنقاص الوزن: يتم تقليص حجم المعدة أو جزء من الأمعاء الدقيقة عند الخضوع لجراحات إنقاص الوزن، هذا يجعل من الصعب للشخص الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم بما فيها فيتامين د، بالتالي حدوث انخفاض في مستوياته.
- أمراض الكلى والكبد: تقلل العديد من الأمراض التي تصيب الكلى والكبد من كمية الأنزيم الذي يحوّل فيتامين د إلى الشكل النشط، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين د.
علاج نقص فيتامين د
على الرغم من أنّ نقص مستويات فيتامين د يتسبب بالعديد من الآثار الجانبية التي تنعكس سلباً على عدة أجهزة في جسم الإنسان، إلا أنه يعد من الحالات التي يمكن علاجها بسهولة، إذ تتمثل علاجات نقص فيتامين د في اتباع بعض الخيارات العلاجية التي يأتي في مقدمتها التعرض لفترات كافية من أشعة الشمس، أو تناول مكملات فيتامين د، أو اتباع نظام غذائي غني بفيتامين د بما في ذلك الأسماك، ومنتجات الألبان، والفطر، وصفار البيض، والبرتقال، ومشروبات الصويا. [4]
ختاماً لا بد من الإشارة من أنّ الحفاظ على مستويات طبيعية من فيتامين د أمر ضروري، ذلك لتجنب حدوث آثار سلبية تؤدي إلى خلل في عمل بعض أجهزة الجسم، بالإضافة إلى مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض تدل على نقص فيتامين د.
- ↑ "مقال ما هي مخاطر نقص فيتامين د؟" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- أ ب ت ث ج ح خ د "مقال نقص فيتامين د: الأعراض والأسباب والعلاج" ، المنشور على موقع healthline.com
- ↑ "مقال نقص فيتامين D" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
- ↑ "مقال لماذا لا أحصل على ما يكفي من فيتامين د؟" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com