أعراض متلازمة توريت
- تاريخ النشر: الأحد، 22 مايو 2022
على الرغم من عدم شيوع متلازمة توريت بين الأطفال بشكل كبير، إلا أن التعرف على أعراضها من الأمور الهامة التي يجب أن تدركها كل أم؛ حتى تجد تفسيراً لبعض الحركات اللاإرادية التي قد يصدرها أحد أطفالها، فما هي أعراض متلازمة توريت؟ وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها بالطرق الطبية؟
ما هي متلازمة توريت
متلازمة توريت (بالإنجليزية: Tourette Syndrome) هي اضطراب عصبي يؤثر على المخ والأعصاب، يعاني مرضى هذا الاضطراب من بعض الحركات اللاإرادية التي لا يمكن السيطرة عليها أو منعها، لا تقتصر الأعراض على السمات اللاإرادية الحركية فقط، بل قد يصدر بعض الأطفال أصواتاً غريبة إلى جانب نوبات من الصخب. [1]
تبدأ أعراض متلازمة توريت عادةً في الظهور في مرحلة الطفولة المبكرة، وفي أغلب الحالات تتحسن هذه الأعراض تدريجياً حتى مرحلة البلوغ، وهي لا تعد من الاضطرابات الشائعة، فهي تؤثر على طفل واحد من بين 160 طفل، ووفقاً للإحصائيات، يعد الذكور هم الأكثر عرضة للإصابة مقارنةً بالإناث. [2]
أعراض متلازمة توريت
يعد العرض الرئيسي لمتلازمة توريت هو الحركات اللاإرادية، قد يكون بعض هذه الحركات بسيطاً جداً لدرجة يصعب ملاحظتها، وفي بعض الأحيان يكون البعض الآخر شديد الوضوح، تبدأ هذه الحركات عادةً بين سن الخامسة أو السابعة، وتبلغ ذروتها عند سن الثانية عشر. [1][3]
تميل أعراض متلازمة توريت إلى التفاقم في الأوقات التي يعاني فيها المريض من الضغط العصبي والقلق والتوتر، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الأعراض شديدة الحرج، وتمثل ضغطاً نفسياً على المريض، قد يؤثر على حياته الاجتماعية، وقدرته على مواصلة دراسته. [2]
تتضمن الحركات اللاإرادية نوعين هما: النوع الحركي، والنوع الصوتي، نلقي الضوء في هذا الجزء من المقال على طبيعة أعراض كل نوع من هذه الحركات اللاإرادية.[3]
الأعراض اللاإرادية الحركية
تنطوي الأعراض اللاإرادية الحركية على مجموعة من السمات، من ضمنها: [1][2][3]
- القفز.
- حركات الفك.
- رمش العين.
- ارتعاش الفم.
- اهتزاز الذراع.
- اهتزاز أو التواء الرأس.
- إخراج اللسان أو لفه.
أعراض الحركات اللاإرادية الصوتية
هناك مجموعة من الأعراض الصوتية التي يعاني منها مرضى متلازمة توريت، تتضمن هذه الأعراض:[1][2][3]
- النباح.
- الشخير.
- الصراخ.
- السعال.
- تطهير الحلق.
- تكرار ما يقوله الآخرون.
قد تمثل بعض هذه الأعراض ضرراً بالغاً على الطفل إذا كانت تنطوي على ضرب الطفل لنفسه على وجهه، وقد تتضمن بعض الأعراض إصدار الطفل أصوات غير لائقة، مما يجعل الطفل مصدراً للإزعاج بالنسبة لمن حوله، على الرغم من أنها أعراض لا يمكن السيطرة عليها، الأمر الذي يجعل مرضى هذا الاضطراب يتلقون عقوبات من المدرسة أو المنزل دون أي مبرر. [1]
أسباب متلازمة توريت
لم يتمكن الأطباء حتى الآن من تحديد أسباب متلازمة توريت، لكن هناك بعض النظريات التي ترجح ارتباط أعراضها ببعض المشكلات المتعلقة باضطرابات النواقل العصبية الموجودة في المخ، حيث يعتقد الباحثون أن وجود اضطرابات في الخلايا العصبية والمواد الكيميائية التي تنقل الرسائل بينها، من الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور هذه الأعراض. [2]
بالإضافة إلى ذلك، أشارت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين أعراض متلازمة توريت، وبين العوامل الجينية، حيث يعد الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة مصابين بهذه المتلازمة أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، على الرغم من احتمال اختلاف طبيعة الأعراض بينهم. [3]
على الجانب الآخر، توجد بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمال تعرض بعض المرضى إلى الإصابة بمتلازمة توريت، تضم هذه العوامل: [1]
- أن يكون الطفل ذكراً.
- الأطفال الذين يولدون لأمهات يدخن.
- الأطفال الذين يعانون من انخفاض الوزن أثناء الولادة.
- الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من مضاعفات صحية أثناء الحمل.
تشخيص متلازمة توريت
لا يوجد إجراء طبي محدد يساعد على تشخيص متلازمة توريت، لكن يعتمد الأطباء على بعض الأسئلة التي يجيب عليها الوالدان، تتضمن هذه الأسئلة: [1][3]
- كم مرة في اليوم تحدث الحركات اللاإرادية؟
- في أي عمر بدأت هذه الحركات؟
- هل هناك أي شيء يحسن الأعراض؟
- متى تزداد هذه الأعراض سوءاً؟
- هل يعاني أي شخص آخر في العائلة من هذه الأعراض؟
حتى يشخص الطبيب أي مريض بمتلازمة توريت، ينبغي أن تكون أعراض المتلازمة ظهرت على هذا المريض قبل بلوغه 18 عاماً، كما ينبغي أن تكون هذه الأعراض مستمرة لأكثر من عام. [1]
هناك بعض الإجراءات التي يوصي بها الأطباء غالباً؛ لاستبعاد إصابة المريض ببعض المشكلات التي لها أعراض مشابهة، يعد التصوير بالرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية على المخ من أشهر هذه الإجراءات. [3]
علاج متلازمة توريت
في كثير من الحالات تكون الحركات اللاإرادية بسيطة ولا تحتاج إلى علاج، لكن في الحالات التي يعاني فيها المرضى من أعراض شديدة تؤثر على حياتهم، وتعرضهم إلى المشاكل يضع الأطباء خطة علاجية تقلل من هذه الأعراض، وتمنع تدهورها. نستعرض في السطور القادمة المسارات الطبية المستخدمة في علاج متلازمة توريت. [3]
العلاج الدوائي
يوصي الأطباء في كثير من الحالات باستخدام الأدوية المضادة للذهان لعلاج متلازمة توريت، وهي عبارة عن أدوية تقلل من نشاط الدوبامين في المخ، والدوبامين من المواد الكيميائية التي يمكن أن تزيد من حدة الحركات اللاإرادية. [1]
إلى جانب ذلك تساعد هذه الأدوية على علاج بعض المشكلات المصاحبة لمتلازمة توريت؛ مثل: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والوسواس القهري، من أشهر الأمثلة على هذه الأدوية: الهالوبيريدول (الاسم التجاري: Haldol)، والفلوفينازين (الاسم التجاري: Prolixin). [3]
العلاج المعرفي السلوكي
على الرغم من أن جميع أعراض متلازمة توريت لاإرادية، إلا أن جلسات العلاج المعرفي السلوكي يمكن أن تساعد على التحكم النسبي في بعض الأعراض، فخلال هذه الجلسات يتعلم المريض أن يقوم بعمل مختلف أثناء حدوث هذه الحركات، إلى جانب الالتزام بالهدوء وتجنب العصبية التي تزيد من حدة الأعراض. [3]
هل يمكن الوقاية من متلازمة توريت
لا يوجد علاج أو إجراء طبي يمنع الإصابة بمتلازمة توريت، لكن هذا لا ينفي أن التشخيص المبكر، والخطة العلاجية الصحيحة يقللان بشكل كبير من التدهور الذي يمكن أن يحدث لأعراض المريض إذا لم يتم تشخيص الحالة حتى مرحلة البلوغ. [1]
كيف يمكن التعايش مع متلازمة توريت
لا شك أن التعايش مع المرض من أصعب الأمور التي يواجهها أي طفل مصاب بمتلازمة توريت، فمعظم هؤلاء الأطفال يعانون من الإحراج المستمر، وعدم التركيز في الأمور الدراسية، إلى جانب افتقاد القدرة على التفاعل مع الآخرين في كثير من الأحيان. [2]
هناك بعض الإرشادات التي يوصي بها الأطباء؛ لتساعد هؤلاء الأطفال على التغلب على أعراضهم، والتأقلم معها، من أهمها:[1][2][3]
- تواجد الطفل في فصول بها عدد أقل من الطلاب، ومنحه قدر أكبر من الاهتمام.
- ممارسة الرياضة بانتظام؛ لأنها تساعد على تشتيت انتباه الطفل عن الأعراض التي يعاني منها.
- تقنيات الاسترخاء بصورها المختلفة، من خلال القراءة، وسماع الموسيقى، والتأمل، وممارسة اليوجا؛ لأن الاسترخاء من أهم العوامل التي تقلل من التوتر.
- الالتقاء بأطفال آخرين يعانون من نفس المشكلة، وتكوين روابط قوية معهم؛ حتى لا يشعر الطفل بالوحدة والانعزال.
- انضمام أحد أفراد أسرة الطفل إلى إحدى مجموعات دعم مرضى متلازمة توريت؛ لمعرفة معلومات أكثر عن التعامل الأمثل مع هؤلاء الأطفال.
متلازمة توريت من الاضطرابات العصبية النادرة التي يعاني فيها المرضى من حركات لاإرادية، تؤثر أعراض هذه المشكلة على قدرة كثير من الأطفال على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، لهذا السبب ينبغي الالتزام بالعلاج المناسب؛ منعاً لتفاقم الأعراض وتسببها في إعاقة الطفل عن مواصلة حياته بشكل طبيعي.