أسباب وأنواع وطرق علاج الصرع
- تاريخ النشر: الخميس، 21 أكتوبر 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 14 فبراير 2024
الصرع هو اضطراب يحدث نتيجة للإشارات الكهربائية غير الطبيعية التي ترسلها الخلايا في جزء واحد من الدماغ.
الصرع مرض مزمن ورابع أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، ويصنف على أنه مرض عصبي. يشكل مرضى الصرع حوالي 1٪ من إجمالي البشر. معظم المصابين بالمرض هم من الشباب (خاصة في السنوات الأولى من العمر) أو في سن الشيخوخة.
لسوء الحظ، بسبب نقص المعرفة حول الصرع، يعاني المرضى كثيراً من تداعيات اجتماعية ونفسية وعائلية. في هذا المقال، سنتحدث عن علاج الصرع بالتفصيل كما سنجيب على السؤال: هل مرض الصرع يشفى نهائياً؟
أنواع الصرع
يصنف الأطباء الصرع والنوبات وفقاً للكيفية التي يبدأ بها الدماغ في العمل بشكل غير طبيعي. فيما يلي بعض الأنواع الشائعة من نوبات الصرع:
نوبات بؤرية أو صرع جزئي
تحدث نوبات بؤرية أو نوبات جزئية إذا كانت النوبة ناتجة عن نشاط غير طبيعي في منطقة واحدة من الدماغ. في الصرع الجزئي، لا تتأثر جميع أجزاء الدماغ وتصيب أعراض الصرع فقط مناطق معينة من الدماغ. ينقسم الصرع الجزئي إلى مجموعتين:
1.الصرع الجزئي مع فقدان الوعي
في هذا النوع من النوبات، يفقد الشخص وعيه وقد يحدق في نقطة ما لفترة ولا يستجيب بشكل صحيح إلى الأصوات من حوله. في هذا النوع من النوبات، قد يقوم المريض بحركات مثل فرك يديه معاً، والمشي بشكلٍ دائري دائرة والمضغ والبلع.
2.الصرع الجزئي دون فقدان الوعي
في هذا النوع من النوبات، لا ينخفض مستوى وعي المريض وقد يكون المريض مستيقظاً وواعياً تماماً. قد يكون قادراً حتى على تذكر الأحداث التي حدثت أثناء النوبة بعد النوبة. أثناء النوبة البؤرية دون فقدان الوعي، يكون الشخص غير قادر على الاستجابة للآخرين. بشكل عام، تكون النوبات قصيرة جداً وتستمر أقل من دقيقتين.
الصرع الخفيف
تكون مدة الصرع الخفيف أو النوبات الخفيفة أقصر من النوبات الشديدة وتستمر أقل من 15 ثانية. تحدث النوبات الخفيفة عادة عند الأطفال وتتسبب في توقف عمليات الدماغ لفترة قصيرة، وفي حالات الصرع الخفيف لا يسقط الشخص على الأرض ولا يهتز الجسم. قد لا يتمكن الشخص المصاب من الوصول إلى نقطة معينة لفترة أو قد تعاني أطراف الشخص المصاب من اضطرابات في الحركة. على سبيل المثال، يعض الشخص شفته أو يغمز في الجفن.
النوبات المنتشرة
تؤثر النوبات المنتشرة على جميع أجزاء الدماغ. تنقسم النوبات المنتشرة إلى ستة أنواع مختلفة، تتم مناقشة كل منها أدناه:
1.النوبات الصامتة
تحدث هذه النوبات عادة عند الأطفال، وتشمل خصائص هذه النوبة التحديق في نقطة، يمكن أن تؤدي النوبات الصامتة أحياناً إلى فقدان الوعي.
2.النوبة الحركية أو الأوتونية
في هذا النوع من النوبات، يتم فقدان السيطرة على العضلات وقد يسقط الشخص فجأة على الأرض.
3.النوبات التوترية
ترتبط النوبات التشنجية بشد عضلات مؤخرة الذراعين والساقين. يؤدي تصلب العضلات إلى سقوط الشخص على الأرض واهتزاز الجسم.
4. النوبات الارتجاجية
عادة ما تشمل النوبات الارتجاجية الذراع والرقبة والوجه، وعادة ما تسبب هذه الأنواع من النوبات حركات عضلية مفاجئة.
5.نوبات الرمع العضلية
الصرع الرمعي العضلي أو النوبات الرمعية تتسبب في تقلص العضلات بشكل مفاجئ وغير مقصود، وعادة ما يكون هذا النوع من النوبات أكثر شيوعاً عند الأطفال والمراهقين. في هذا النوع من النوبات، تتحرك الذراعين والساقين بشكل مفاجئ ومتكرر على جانبي الجسم.
6. النوبات التوترية الارتجاجية
تعتبر النوبات التوترية الارتجاجية من أكثر نوبات الصرع، وتتسبب هذه الأنواع من النوبات في فقدان الشخص للوعي فجأة. يعد ارتعاش وتيبس الجسم وفي بعض الحالات فقدان السيطرة على البول أو عض اللسان من سمات هذا النوع من النوبات.
أسباب الصرع
مرض الصرع هو حالة شائعة تصيب الكثير من الناس. ما يقرب من نصف المصابين بالمرض لا يعرفون أسباب الصرع لديهم. في بعض الأحيان يمكن أن يصاب الناس بالمرض لعدة أسباب، وإليك بعض أسباب الصرع التي يعتقدها العلماء:
إصابة الرأس: في بعض الأحيان قد يصاب الناس في الرأس بسبب حادث سيارة أو حوادث أخرى. قد يصاب هو أو هي بالمرض بعد تعرضه لضربة في الرأس.
التاريخ العائلي: إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض، فإن الشخص معرض لخطر الإصابة باضطرابات النوبات والصرع.
التهابات الدماغ: يمكن أن تسبب العدوى مثل التهاب السحايا في التهاب الدماغ والحبل الشوكي. يزيد التهاب الدماغ والحبل الشوكي من خطر الإصابة بالصرع.
السكتة الدماغية في أمراض الأوعية الدموية الأخرى: السكتة الدماغية وبعض أمراض الأوعية الدموية يمكن أن تلحق الضرر بالدماغ. أي ضرر للمخ يمكن أن يسبب المرض.
الخرف أو الزهايمر: يعد الخرف أو انخفاض نشاط الدماغ من العوامل الأخرى التي قد تسبب الصرع. عادة الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر معرضون لخطر الإصابة بالمرض.
الأمراض المعدية: يمكن لبعض الأمراض، مثل الإيدز والتهاب الدماغ الفيروسي، أن تتسبب في إصابة الناس بالمرض. التهاب الدماغ الفيروسي هو فيروس يتسبب في تلف أنسجة المخ.
إصابات ما قبل الولادة: إذا كانت الأم تعاني من سوء التغذية أثناء الحمل أو تكون في مكان ينقص فيه الأكسجين، فإن ذلك يزيد من خطر إصابة طفلها بالصرع.
تشخيص الصرع
يُطلب من طبيب الأعصاب إجراء عدة فحوصات واختبارات للمريض لتشخيص هذا المرض، أولها فحص بدني للتأكد من الصحة العامة والحديث عن أعراض الصرع أو الفترة الزمنية بين نوبات الصرع التي تحدث للمريض، فيما يلي بعض هذه الفحوصات والاختبارات:
الفحص العصبي: يفحص طبيب الأعصاب القدرات الحركية والسلوكية للمريض.
التصوير بالأشعة المقطعية: تستخدم الأشعة لالتقاط صور مقطعية للدماغ. التصوير يظهر أي تشوهات في الدماغ قد تسبب الصرع. وتشمل بعض هذه العوامل الأورام والنزيف والتكيسات.
التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي: في هذا الجهاز، يتم تسجيل صور وتفاصيل الدماغ باستخدام الموجات المغناطيسية والراديوية. يمكن لآلة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفية أن تسجل التغيرات في تدفق الدم عندما يعمل جزء معين من الدماغ. تستخدم هذه الطريقة عادةً لمنع تلف مناطق وظيفية معينة. عادة ما يتم إجراء هذا الاختبار على المريض قبل الجراحة.
PET: في طريقة PET، يتم حقن كمية صغيرة جداً من المواد المشعة في وريد المريض لرؤية المناطق النشطة في الدماغ وتحديد الأجزاء غير الطبيعية.
EEG: الاختبار الأكثر شيوعاً الذي يتم إجراؤه على المريض لتشخيص المرض هو EEG. في هذا الاختبار، يتم توصيل أقطاب كهربائية بجمجمة المريض، وتقوم هذه الأقطاب بتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ. إذا كان الشخص مصاباً بالصرع، فتحدث تغييرات في الأنماط الطبيعية لموجات الدماغ. هذا التغيير ففي موجات الدماغ يتم تسجيله حتى عندما لا يعاني الشخص من نوبة.
يجب أن يراعي الطبيب نفسية مريض الصرع عند إجراء التشخيص ويقوم بتوضيح كل شيء له.
علاج الصرع
علاج الصرع بالجراحة
في العلاج بالجراحة. قبل العملية يقوم الطبيب بإجراء فحوصات للمريض، فإذا تبين خلال هذه الفحوصات أن منطقة صغيرة من الدماغ هي المتضررة، ولا تتداخل مع بعض الوظائف الحيوية مثل الرؤية والسمع والحركة، يقوم الطبيب باستئصالها عن طريق الجراحة.
بعد الجراحة، يحتاج المريض إلى تناول الدواء مرة أخرى، ولكن تقل كمية وعدد مرات أخذ الأدوية المستخدمة لعلاج الصرع لدى الشخص الذي خضع لعملية جراحية.
علاج الصرع بالأدوية
يتم استخدام أنواع مختلفة من الأدوية لعلاج هذا المرض، وفيما يلي، سنراجع كل الأدوية التي قد يصفها الطبيب لشخص مصاب بهذا المرض:
- كاربامازيبين
- الفينيتوين
- الفينوباربيتال
- أوكسوميد
- ديازيبام
جميع هذه الأدوية تأخذ على شكل حبوب عن طريق الفم، ويجب أخذ حبوب الصرع وفق تعليمات الطبيب للسيطرة على أعراض الصرع وتجنب حدوثها.
علاج الصرع بالمنزل
استخدام الفيتامينات: يمكن أن يكون تناول فيتامين B6 والمغنيسيوم وفيتامين E مفيداً في علاج الصرع. يوصي الأطباء أيضاً بأخذ مكملات المنجنيز لعلاج النوبات التي يسببها هذا المرض. قد يساعد الثيامين أيضاً في تحسين القدرة على التفكير لدى الأشخاص المصابين بالصرع .
النوم الكافي: يمكن اعتبار قلة النوم سبباً من أسباب النوبات والصرع، خاصةً في متلازمات الصرع العامة مجهول السبب. يجب أن يحاول الأشخاص المصابون بهذا المرض النوم المنتظم والمستمر، وإذا ذهبوا إلى الفراش متأخراً أكثر عن المعتاد، يجب أن يستيقظوا في وقت لاحق في صباح اليوم التالي.
يحظر أكل بعض الأطعمة للمصابين بهذا المرض والأفضل عدم تناولها. من هذه الأطعمة:
- الشوكولاتة
- حبوب الذرة
- حبوب فول الصويا
علاج الصرع بالطب التقليدي
فيما يلي بعض الأعشاب التي يمكن استخدامها لعلاج الصرع:
الناردين: استخدام نبات أو جذر نبات فاليريان مفيد جداً في علاج الصرع وتقليل الإجهاد. لأن نبتة الناردين تحتوي على مادة تسمى فالين، فهي تستخدم لتقليل الصداع الناتج عن هذا المرض.
القرفة: استخدام شاي القرفة يقلل من النوبات. يحتوي شاي القرفة على خصائص مهدئة وتوجد فيه مواد مضادة للالتهابات. يمكنك غلي القرفة مع 10 حبات من الهال وشربها.
عصير الكزبرة: لأن الكزبرة تحتوي على فيتامينات مثل فيتامين D و B6، هـ وحمض الفوليك، يمكن أن تقلل من نوبات الصرع. يمكن للكزبرة تنشيط قنوات البوتاسيوم في الدماغ وبالتالي التحكم في النوبات.
ملاحظة هامة: علاج الصرع يتطلب أخذ الأدوية التي يصفها الطبيب من أجل تجنب حدوث النوبات والسيطرة على أعراض الصرع جيداً، البعض يدّعي علاج الصرع بالقرآن وهذا غير ممكن، القرآن قد يساعد على تحسين الحالة النفسية للمريض، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن العلاج الطبي.
علاج الصرع نهائياً
الآن قد يخطر على بالك هذا السؤال: هل للصرع علاج نهائي يشفيه تماماً؟ في الحقيقة، هناك حالات شفيت تماما من الصرع بفضل استئصال جراحي لمناطق الدماغ المتأثرة، لكن إذا كان الصرع يشمل كل الدماغ أو مناطق حيوية من الدماغ مسؤولة عن الرؤية أو الحركة مثلاً، لا توجد حالات شفيت من الصرع نهائياً.