أسباب فوبيا المرتفعات وعلاجها
- تاريخ النشر: الأربعاء، 26 يناير 2022
ما هي فوبيا المرتفعات
فوبيا المرتفعات هي أكثر أنواع الفوبيا شيوعاً، وفيها يعاني المريض من خوف شديد من المرتفعات أو حتى مجرد التفكير فيها، لدرجة تجعله يتجنب جميع المواقف التي من الممكن أن تعرضه للمرتفعات، تشير إحدى الدراسات أنه من ضمن 20 شخص طبيعي يوجد مريض يعاني من هذا الاضطراب النفسي.
حتى لا يختلط الأمر على البعض، ينبغي أن نفرق بين الخوف الطبيعي وعدم الارتياح الذي يشعر به الكثيرون تجاه المرتفعات، وبين حالة الخوف المرضي التي تنتاب مرضى فوبيا المرتفعات، فهم يعانون من أعراض مبالغ فيها لمجرد صعود الدرج، أو حتى رؤية صورة لجبل على سبيل المثال، كما نجد أن هذه الأعراض لها تأثير واضح على حياة المريض، لأنها تفرض قيوداً على طبيعة المهام التي يقوم بها، أو الأماكن التي يتردد عليها. [1]
شاهدي أيضاً: الفوبيا من الدم أسبابها أعراضها وعلاجها
أسباب فوبيا المرتفعات
لا يوجد إلى الآن سبب علمي واضح يفسر أسباب رهاب المرتفعات، وإن كانت بعض النظريات ترجح احتمال وجود علاقة بين العوامل الوراثية وبين تطور الأعراض، كما تدعم بعض الأبحاث الافتراض المبني على ارتباط فوبيا المرتفعات بتجربة مؤلمة تعرض لها المريض في الماضي، مثل سقوطه قبل ذلك من مكان مرتفع، أو مشاهدته شخص يتألم بعد سقوطه من مكان عالي. [2]
أعراض فوبيا المرتفعات
لا تقتصر أعراض رهاب المرتفعات على مشاعر الخوف التي تسيطر على المريض فحسب، فهناك مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تؤثر عليه عند مواجهته لأي موقف ينطوي على تعرضه للمرتفعات، ومن أبرز الأعراض الجسدية لفوبيا المرتفعات:
- ضيق التنفس.
- تسارع ضربات القلب.
- الشعور بالدوار.
- الغثيان.
- الارتجاف.
أما بالنسبة للأعراض النفسية المصاحبة لفوبيا المرتفعات فهي تضم:
- الشعور بالخوف والذعر عند النظر إلى الأماكن المرتفعة أو حتى التفكير فيها.
- الترقب المستمر لحدوث شيء سلبي بمجرد رؤية مكان مرتفع.
- الشعور برغبة ملحة في الهروب.
- الخوف والقلق من مواجهة المرتفعات في المستقبل.
تشخيص فوبيا المرتفعات
يعتمد تشخيص فوبيا المرتفعات على بعض الأسئلة التي يطرحها الطبيب النفسي على المريض، ومن خلال إجابته يبني تشخيصاً لحالته، وبشكل عام لا يمكن تشخيص المريض على أنه مصاب بفوبيا المرتفعات إلا عند استمرار الأعراض التي يعاني منها لمدة 6 شهور على الأقل، كما ينبغي أن تتحقق 4 معايير أساسية للتشخيص وهي:
- معاناة المريض من خوف شديد غير متناسب مع حجم الموقف.
- قلق المريض بشكل مستمر من احتمال مواجهته للمرتفعات في المستقبل.
- تجنب المريض لجميع الأماكن والمواقف التي يمكن أن يتعرض فيها للمرتفعات.
- تأثير أعراض الخوف على حياة المريض، وقدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي. [3]
علاج فوبيا المرتفعات
يفضل بعض المرضى تجنب المواقف التي من الممكن أن يواجهوا فيها أماكن مرتفعة، قد يكون هذا الحل فعالاً لبعض الوقت، لكنه يجعل المريض يشعر أنه سجيناً لأفكاره السلبية التي تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، وقد يكون ذلك هو بداية الطريق للاكتئاب، لهذا السبب يمثل العلاج خطوة هامة وتحدياً كبيراً يغير حياة أي مريض، وهناك العديد من الحلول الطبية التي تساعد في علاج فوبيا المرتفعات، إليك أهم هذه الحلول.
1- العلاج عن طريق التعرض
يتضمن هذا الشكل من العلاج تعرض المريض تدريجياً للمشكلة التي تسبب له الخوف، وتوجيهه لكيفية التأقلم معها، يتم ذلك عن طريق مجموعة من جلسات العلاج التي يكون هدفها النهائي وضع المريض وحده في الموقف الذي يسبب له الخوف، بدايةً من مشاهدة بعض الصور ومقاطع الفيديو لأشخاص يتسلقون أماكن مرتفعة، ووصولاً إلى قدرة المريض على الخروج إلى الشرفة والصعود على الدرج بنفسه. [2]
2- العلاج السلوكي المعرفي
يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى التعرف على الأفكار السلبية التي تسيطر على المريض، وتدفعه إلى الانغماس في مخاوفه غير المنطقية من المرتفعات، يحدث ذلك من خلال مجموعة من الأسئلة التي يطرحها الطبيب النفسي على المريض، ومن خلال إجاباته يحدد الطبيب الأفكار غير المنطقية التي يتبناها المريض، ويبدأ في استبدالها بأفكار أخرى تساعده على تخطي مشكلته، يستعين الطبيب في بعض الأحيان بجلسات العلاج الجماعية التي تضم مجموعة من المرضى الذين لديهم نفس المشكلة، لأن ذلك يساعد على الدعم النفسي للمريض ويشعره أنه ليس وحيداً. [1]
3- تكنولوجيا الواقع الافتراضي
تعد الاستعانة بتكنولوجيا الواقع الافتراضي شكل من أشكال العلاج عن طريق التعرض، وفيه يتم محاكاة المواقف التي تسبب فوبيا للمريض وإظهارها على أنها حقيقية؛ حتى يتمكن المريض من التأقلم معها، وأثبتت الأبحاث أن هذا الشكل من العلاج له دور كبير في الحد من أعراض فوبيا المرتفعات؛ لأنه يضع المريض في مواجهة أمام مشكلته، لكنها آمنة تماماً ولا تنطوي على الخطورة التي يشعر بها أمام نفس المواقف على أرض الواقع. [3]
4- العلاج الدوائي
يساعد استخدام بعض الأدوية على الحد من أعراض الخوف والقلق التي يعاني منها مرضى فوبيا المرتفعات، فقد يلجأ الأطباء أحياناً إلى استخدام حاصرات البيتا لعلاج تسارع ضربات القلب المصاحب لنوبات الفوبيا، كما يساعد استخدام بعض المهدئات على ارتخاء العضلات، والحد من القلق الشديد الذي يعاني منه بعض المرضى. [3]
- أ ب "مقال ماذا تعرف عن رهاب المرتفعات" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
- أ ب "مقال فهم رهاب المرتفعات أو الخوف من المرتفعات" ، المنشور على موقع healthline.com
- أ ب ت "مقال أكروفوبيا الخوف من المرتفعات" ، المنشور على موقع my.clevelandclinic.org