;

أسباب ضربات القلب السريعة دون مجهود

  • تاريخ النشر: الأحد، 15 مايو 2022 آخر تحديث: الأحد، 29 سبتمبر 2024
أسباب ضربات القلب السريعة دون مجهود

قد يكون طبيعياً أن تشعر بنبضات قلبك المتسارعة بعد ممارسة الرياضة أو التعرض إلى القلق والخوف، لكن ما أسباب ضربات القلب السريعة دون مجهود، التي يتعرض لها الشخص وهو جالس على الأريكة في المنزل. 

دعنا نتعرف في السطور التالية إلى أبرز أسباب ضربات القلب السريعة البسيطة والمحفوفة بالمخاطر، وأنواعها، وأهم الأعراض المصاحبة لها، وأهم النصائح للتعامل معها. 

ضربات القلب السريعة

ضربات القلب السريعة أو خفقان القلب (بالإنجليزية: Heart Palpitation) أو كما يُعرف أيضاً بعدم انتظام ضربات القلب (بالإنجليزية: Tachycardia) حالة تشير إلى ارتفاع معدل ضربات القلب عن الطبيعي أي يزيد عن 100 نبضة في الدقيقة.

قد يختبر الفرد تلك الحالة غالباً مع المجهود البدني الشديد لكن أحياناً قد يأتي في أثناء الراحة، وغالباً لا يستدعي الأمر القلق لكن إذا تُرك دون علاج قد يتحول إلى أمر أكثر خطورة، وعلى الرغم من أن خفقان القلب يستمر لحظات معدودة ويختفي من تلقاء ذاته إلا إنه قد يكون مصدر إزعاج ومُخيف للبعض. [1] [2]

أسباب ضربات القلب السريعة دون مجهود

من المثير للاهتمام أن سرعة ضربات القلب أحياناً لا يُمكن الوصول إلى أسبابها، على الرغم من وجود أسباب متنوعة لا حصر لها تكون خلف شعورك بالرفة في صدرك خلال جلوسك أو وقوفك ساكناً.

ويجب أن تشعر بالارتياح فمعظم الأسباب وراء سرعة ضربات القلب ليست خطيرة ولا يكون خلفها حالة صحية ما، وأبرز تلك الأسباب: [1] [2]  

  1. الإجهاد العاطفي: يُعد العامل الرئيسي للشعور بدقات القلب السريعة بدون مجهود، ويشمل الشعور بالقلق والخوف والغضب، إذ تتسبب تلك المشاعر باضطرابات هرمونية تُزيد من إفراز هرموني الأدرينالين، والإيبنفرين.
  2. تناول مشروبات الكافيين: يتواجد الكافيين في مشروبات كثيرة شائعة؛ مثل: الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة التي تُعد السبب وراء معظم حالات تسرع ضربات القلب.
  3. الكحوليات: أثبتت العديد من الدراسات العلاقة الطردية بين تركيز الكحوليات في الجسم وارتفاع معدل ضربات القلب، إذ يزيد تناول الكحول من فرصة الإصابة بنوع معين من ضربات القلب السريعة يُطلق عليه (الرجفان الأذيني).
  4. التدخين والمواد المخدرة: يظل التدخين العامل الرئيسي وراء كثير من الحالات الصحية المختلفة، إذ تحتوي السجائر على مادة النيكوتين التي قد ترفع مستوى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
  5. تناول بعض الأدوية: قد يزداد معدل ضربات القلب كأثر جانبي مع تناول أنواع دوائية معينة؛ مثل: المضادات الحيوية التي تحتوي على مادة الأريثرومايسين، أو الأموكسيسللين، ومزيلات الاحتقان، وأدوية البرد والسعال، وبعض مضادات الاكتئاب، والمكملات الغذائية والعشبية خاصة التي تحتوي على الجينسينغ والبرتقال المر.
  6. الأمراض القلبية: يُعاني كبار السن غالباً ضربات القلب السريعة دون مجهود المرتبطة بوجود مشكلات قلبية؛ مثل: مشكلات صمام القلب، ومرض القلب التاجي، أو وجود تشوهات خلقية، وقصور القلب الشائع، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم، أو في حالة التعرض إلى نوبة قلبية سابقة.
  7. اضطرابات مستوى الإلكتروليتات: ترتبط ضربات القلب السريعة باضطرابات المعادن المهمة في الجسم؛ مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم، والماغنسيوم، والكالسيوم؛ لأنها تساهم في تنظيم معدل ضربات القلب، وفي حقيقة الأمر هنا قد تصبح دقات القلب خطيرة مع الإهمال.
  8. انخفاض ضغط الدم: كما ارتفاع ضغط الدم يسبب تسارع نبضات القلب فانخفاض معدله أيضاً قد يجعلك تشعر بخفقان قلبك خلال جلوسك وسكونك.
  9. فقر الدم: واحد من أكثر الأسباب الشائعة وراء ضربات القلب السريعة بدون مجهود؛ لأنه عند الإصابة به يضخ القلب كمية كبيرة من الدم عن المعتاد حتى يعوض نقص الأكسجين الناتج عن نقص الهيموجلوبين في مرضى فقر الدم.
  10. الغدة الدرقية: قد يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى تسارع ضربات القلب؛ لأن زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية تؤثر على كافة أعضاء الجسم ومنها القلب.
  11. الجفاف: يُعد انخفاض مستوى السوائل في الجسم واحد من أسباب ضربات القلب السريعة خاصة في الأطفال عند إصابتهم بالحمى، لكن في الوقت ذاته هو أبسط الأسباب وأقلها خطورة فالأمر هنا يتطلب فقط الانتظام في شرب الماء والسوائل عموماً بمعدل لا يقل عن 8 أكواب يومياً.
  12. التغيرات الهرمونية: قد يكون من الأسباب الشائعة لدى النساء خاصة في الحمل، أو خلال فترة الحيض، أو قبل انقطاع الطمث، بالإضافة إلى النزيف.
  13. تناول بعض الأطعمة: يُعاني بعض الأشخاص ضربات القلب السريعة بعد تناول الوجبات الدسمة الغنية بالكربوهيدرات، والسكريات، أو الدهون، وقد يعود ذلك أحياناً إلى حساسية الطعام عند تكرارها مع أنواع طعام معينة. [3]  

أنواع ضربات القلب السريعة 

 يتم تصنيف ضربات القلب السريعة وفقاً لجزء القلب المسؤول عن معدل ضربات القلب السريع، إذ تشمل الأنواع الشائعة من اضطراب نبضات القلب السريعة كل مما يلي: [1] [2] [3]  

  1. الرجفان الأذيني (بالإنجليزية: Atrial Fibrillation): هو النوع الأكثر شيوعاً من تسارع ضربات القلب لدى الأطفال والشباب، وتكون الإشارات الكهربائية هنا غير منتظمة في الحجرتين العلويتين للقلب (الأذينين)، وقد تختفي من تلقاء نفسها وليست خطيرة، لكن قد تتطلب علاجاً في بعض الحالات.
  2. الرجفان البطيني (بالإنجليزية: Ventricular Tachycardia): قد يكون أخطر الأنواع إذا استمرت النوبات أكثر من بضع ثواني، ويبدأ هذا النوع في غرف القلب السفلية (البطينين).
  3. تسرع القلب فوق البطيني (بالإنجليزية: Supraventricular Tachycardia): النوع الغامض من ضربات القلب السريعة دون مجهود، إذ يعتبر مصطلح واسع يشمل عدم انتظام ضربات القلب الذي يبدأ فوق البطينين، ويبدأ وينتهي بشكل مفاجئ.
  4. تسرع القلب البطيني (بالإنجليزية: Ventricular Fibrillation): يكون مصدر النبضات السريعة البطين نفسه، وتتسبب تلك الحالة في قصور شديد لوظائف القلب، إذ يُمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم تتم استعادة نظم القلب الطبيعي في غضون دقائق.

الأعراض المصاحبة لضربات القلب السريعة

تختلف الأعراض التي تصاحب ضربات القلب السريعة تبعاً لنوع وسبب تسارع دقات القلب، إذ غالباً يتم اكتشاف الأمر بالصدفة في أثناء الفحص الروتيني، أو أثناء الكشف عن حالات صحية أخرى؛ لأن تلك الأعراض تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، وأبرزها: [4] [5]

  • الشعور بألم في الصدر.
  • الشعور بالضعف المفاجئ، أو الدوخة.
  • ضيق التنفس.
  • يصل الأمر إلى الإغماء، وفقدان الوعي في بعض الحالات.
  • خفقان القلب الشديد.
  • ضغط الدم المنخفض إن أمكن قياس مستوى الضغط.
  • السكتة القلبية في بعض الحالات الخطيرة.

وتلك الأعراض السابقة تكون غالباً من عدم قدرة القلب على ضخ الدم والأكسجين الكافِ للأعضاء والأنسجة، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض، لكن عند ظهور علامة واحدة من تلك المؤشرات كفيلة بأن تجعلك تذهب مباشرة للطبيب للحصول على تشخيص دقيق. 

عوامل خطر الإصابة بضربات القلب السريعة

هناك فئات تتعرض أكثر إلى نوبات من ضربات القلب السريعة دون مجهود بدني مبذول، وتشمل: [4] [5]

  • وجود تاريخ وراثي في العائلة خاصة فيما يخص بالأمراض القلبية.
  • الأشخاص الذين يعانون حالات مرضية مزمنة؛ مثل: مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم.
  • الفئات المُعرضة باستمرار إلى القلق، والإجهاد البدني والنفسي.
  • الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الكحوليات، أو مشروبات الكافيين.
  • التدخين.
  • فقر الدم.
  • أمراض الغدة الدرقية.

مضاعفات ضربات القلب السريعة

هناك بعض الحالات التي لا يتم اكتشافها مبكراً، أو تتعامل مع التشخيص بإهمال، قد يؤدي إلى مضاعفات غير مرغوب فيها تعتمد على نوع ومدى سرعة ضربات القلب، وهل أنت مصاب بأمراض قلبية أخرى أم لا، وتشمل:  [4] [5]

  • كثرة الإغماء، وفقدان الوعي.
  • الدخول في مرحلة فشل القلب التي لا يستطيع فيها أن يضخ كمية كافية من الدم للجسم.
  • انخفاض ضغط الدم الشديد والدخول في صدمة.
  • تكون جلطات دموية.
  • الشعور بإعياء عام في الجسم.
  • الذبحة الصدرية.
  • التعرض إلى السكتة القلبية.
  • قد يحدث موتاً مفاجئاً أحياناً مع حالات الرجفان البطيني، وتسرع القلب البطيني.

تشخيص ضربات القلب السريعة دون مجهود 

يلجأ الطبيب إلى وسائل تشخيصية مختلفة حتى يحدد بدقة السبب وراء تسارع نبضات قلبك، إذ بعد الفحص الجسدي، ومعرفة التاريخ الطبي، والأعراض التي تُعانيها، بالإضافة إلى معرفة الأدوية التي تتناولها مع نظامك الغذائي المعتاد، قد يطلب منك إجراء بعض من الفحوصات التالية: [5] [7]

  • تخطيط كهربائية القلب.
  • مخطط صدى القلب (الموجات فوق الصوتية للقلب).
  • مراقبة هولتر.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية.
  • إجراء التصوير المقطعي المحوسب CT.
  • اختبارات الدم.
  • إجراء اختبار الإجهاد (بالإنجليزية: Stress Test).
  • تحليل البول.
  • اختبار الطاولة المائلة (التمرين المتدرج).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب MRI.
  • تصوير الأوعية التاجية.
  • اختبارات الفيزيولوجيا الكهربية.

علاج ضربات القلب السريعة دون مجهود 

لا توجد خطة واحدة ثابتة لعلاج جميع حالات ضربات القلب السريعة دون مجهود، إذ يختلف الأمر بناء على سبب تسارع ضربات القلب، وعمر المريض، بالإضافة إلى الصحة العامة.

لكن يهدف الطبيب دائماً إلى علاج سبب ارتفاع معدل ضربات القلب حتى تعود إلى المعدل الطبيعي، بالإضافة إلى منع المزيد من النوبات، وتقليل فرصة حدوث مضاعفات من خلال: [6] [7]

  1. وصف بعض الأدوية التي تستهدف تنظيم ضربات القلب سواء أكانت فموية، أو عن طريق الوريد؛ مثل: الأميودارون (الاسم التجاري: كوردارون)، والسوتالول (الاسم التجاري: بيتباس).
  2. وضع خطة علاجية مناسبة للأمراض التي قد تكون سبب تسارع ضربات القلب؛ مثل: مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وفرط نشاط الغدة الدرقية.
  3. ممارسة مناورات المبهم (العصب الحائر) الذي يساعد على التحكم في ضربات القلب، ومن أفضل تقنياته: الضغط على البطن، وضع الماء البارد على الوجه، الضغط اللطيف على منطقة الرقبة حيث يوجد الشريان السباتي، أو الإمساك بفتحتي الأنف المغلقين بينما يتنفس الشخص من خلال الأنف. 
  4. قد يقوم الطبيب بإجراء تقويم نظم القلب عند الحاجة إلى رعاية طارئة، أو عندما لا تنجح الوسائل الأخرى كالأدوية ومناورات المبهم. 
  5. قد تحتاج الحالات المتأخرة تدخلاً جراحياً عن طريق إجراء عملية القلب المفتوح.
  6. قد لا يحتاج الأمر إلى علاج إذا كان الخفقان مرتبطاً بعادات سلوكية معينة، أو أطعمة محددة فكل ما يجب عليك فعله هنا هو الابتعاد عن تلك المحفزات.

نصائح للوقاية من ضربات القلب السريعة 

على الرغم من أن الأمر قد يكون بسيطاً كما رأينا، لكن لا يجب أن نستهين به إطلاقاً، بل يجب أن نبتعد عن كل المحفزات التي تجعلنا نمر بنوبات من ضربات القلب السريعة دون مجهود في أثناء راحتنا، ونحافظ على صحة القلب.

إذ ينصح الأطباء بالقيام بكل الوسائل الوقائية التالية:  [6] [7]

  • الحد من تناول المشروبات الكحولية، والمشروبات عالية المحتوى من الكافيين.
  • الابتعاد عن التدخين، وتناول منتجات التبغ المختلفة.
  • الابتعاد عن تناول العقاقير المحظورة، أو المنبهات؛ مثل: الكوكايين.
  • الحصول على قدر كافِ من النوم.
  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والفواكه، والخضروات، مع تقليل تناول الملح، والسكر، والدهون المشبعة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام في الأقل 30 دقيقة يومياً.
  • الحفاظ على الوزن الصحي، والابتعاد عن السمنة قدر الإمكان.
  • تناول الأدوية التي قد تسبب ارتفاع معدل ضربات القلب كأثر جانبي بحرص وبالجرعات المحددة.
  • المحافظة على مستوى ضغط الدم، والكوليسترول ضمن المعدل الطبيعي.
  • التحكم في التوتر والقلق بواسطة ممارسة تقنيات الاسترخاء؛ مثل: التأمل، واليوجا، وتاي تشي.
  • تناول قدر كافِ من الماء؛ لأن الجفاف من أهم مسببات ضربات القلب السريعة.
  • الحفاظ على مستوى المعادن المهمة في الجسم طبيعياً من خلال تناول المصادر الغذائية الغنية بها؛ مثل: الموز الغني بالبوتاسيوم، والخضراوات الورقية الداكنة الغنية بالكالسيوم.
  • قد يكون مستخلص الزعرور واحد من الوسائل الوقائية الفعالة من الطب الصيني التقليدي في تقليل حدوث خفقان القلب.
  • ممارسة مناورة فالسالفا تلك التقنية التنفسية التي تساعدك في التحكم في ضربات قلبك، واستعادة معدل ضربات قلبك الطبيعي إذا كان ينبض سريعاً.    

تنوع أسباب ضربات القلب السريعة دون مجهود من البسيط إلى المحفوف بالمخاطر يجعل من الضروري أن تحصل على استشارة طبية بمجرد أن تشعر بها؛ حتى تتجنب الدخول في مضاعفات أكثر خطورة، وتكتشف مبكراً أي حالات صحية وراء ذلك، فالإهمال سلاح يدمر صاحبه أولاً. 

  1. أ ب ت "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول تسرع القلب" ، المنشور على موقع www.medicalnewstoday.com
  2. أ ب ت "مقال عدم انتظام دقات القلب" ، المنشور على موقع www.mayoclinic.org
  3. أ ب "مقال خفقان القلب" ، المنشور على موقع my.clevelandclinic.org
  4. أ ب ت "مقال خفقان القلب" ، المنشور على موقع www.webmd.com
  5. أ ب ت ث "مقال تسرع القلب: معدل ضربات القلب السريع" ، المنشور على موقع www.heart.org
  6. أ ب "مقال خفقان القلب: 10 علاجات منزلية لسرعة ضربات القلب" ، المنشور على موقع www.healthline.com
  7. أ ب ت "مقال عدم انتظام دقات القلب" ، المنشور على موقع www.mayoclinic.org
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!