أسباب بكاء الرضيع وطرق التعامل معه

ينبغي على الأم معرفة أسباب بكاء الرضيع وطرق التعامل معه حتى تستطيع توفير الراحة التي تحتاجها لرعاية طفلها بشكل جيد مع تجنب التوتر والإزعاج الناجمين عن البكاء، وربما يصعب على الأم تحديد السبب الذي يجبر الطفل على البكاء في البداية إلا أن ذلك يصبح أسهل مع مرور الوقت أحياناً مما يُسهل عملية تهدئة الطفل بشكل كبير.

البكاء عند الأطفال في سن الرضاعة

في العادة يبكي الأطفال كثيراً في مرحلة الرضاعة؛ فإنها الطريقة التي يتواصل بها الطفل مع أمه عند الحاجة إلى الطعام، وكذلك عند الشعور بالخوف، أو الحاجة إلى النوم، أو غير ذلك، وربما يصعب على الأم معرفة ما يحتاج الطفل إخبارها به من خلال البكاء، وخصوصاً في البداية، وعندما يكبر الطفل يقل بكاؤه، ويستطيع ضبط نفسه، ويصبح قادراً على التعبير عن حاجاته من خلال الكلام بعد ذلك. ^[1]  

ما أسباب بكاء الرضيع وطرق التعامل معه

لا يتوقف بكاء الطفل الرضيع على سبب واحد، وإنما توجد العديد من الأسباب لهذا البكاء، وفيما يأتي قائمة بالعديد من هذه الأسباب مع طريقة التعامل معها: ^[2][3]  

• الجوع: عادة ما يحتاج الطفل الرضيع إلى الحصول على الغذاء كل عدة ساعات على مدار اليوم، ويُعد البكاء علامة متأخرة على الحاجة إلى الغذاء، وهُناك عدة علامات أخرى، ;تحريك اليد إلى جهة الفم، ويتم التعامل مع البكاء في هذه الحالة من خلال إرضاع الطفل.
• الحاجة إلى مص الأشياء: إن مص الأشياء من الأنشطة المريحة عند الأطفال، وربما يقوم الطفل بالبكاء عندما لا يجد شيئاً يمصه بفمه، وفي هذه الحالة يمكن إنهاء البكاء عن طريق توفير شيء مناسب ليمصه الطفل.
• الوحدة: إذا كان الطفل وحيداً، ولم يجد أحداً حوله؛ فربما يلجأ إلى البكاء حتى يعبر عن هذا الشعور الذي يراوده، ويمكن التخلص من البكاء عند ذلك من خلال حمل الطفل بهدوء ثم التربيت على ظهره.
• التعب: يكون الطفل صعب المراس إذا لم يحصل على القسط الكافي من الراحة، ولم ينم فترة كافية؛ إذ إن الطفل يُمكن أن يحتاج إلى ساعات طويلة من اليوم أكثر مما يعتقد أبواه، ويمكن أن تزيد فترة نوم الطفل حديث الولادة عن 16 ساعة يومياً حتى يحصل على الراحة التي يحتاجها، وللتعامل مع هذا البكاء عن طريق توفير الراحة المطلوبة.
• تبليل الحفاضات: في بعض الأحيان يبدأ الطفل بالبكاء لأن حفاضته أصبحت مبللة ومتسخة، ويمكن التعرف على سبب البكاء في هذه الحالة من خلال التحقق من الحفاظات ثم تغييرها إذا لزم الأمر حتى يتوقف الطفل عن البكاء.
• الحاجة إلى الحركة: بما أن البكاء طريقة التواصل الأساسية عند الأطفال؛ فربما يبكي الطفل إذا أراد الانتقال أو الحركة من مكانه، ويمكن للمشي أن يهدئ الطفل في هذه الحالة، وكذلك يمكن للأم وضع الطفل في الأرجوحة، أو أخذه جولة في السيارة ليكف عن البكاء.
• الألم: يتعرض الأطفال إلى عدة أنواع مختلفة من الآلامن ومنها: ألم الأذن، والآلام الناتجة عن تقرحات الفم، والألم الذي ينتج عن الطفح الجلدي، وفي هذه الحالة يجب الذهاب إلى الطبيب لإجراء التشخيص ثم التعرف على العلاج المناسب.
• طلب التقميط: يُمكن تعريف التقميط بأنه لف الطفل ببطانيات أو أقمشة للحد من حركة أطرافه، وفي بعض الأحيان يشعر الأطفال بمزيد من الأمان عند التقميط، ولذلك يبكون أحياناً، ويتم التعامل مع هذا البكاء بسهولة من خلال لف الطفل.
• تغيرات درجة الحرارة: إذا شعر الطفل بالحرارة أو البرودة؛ فربما يبكي لإخبار والديه بذلك، وفي هذه الحالة ينبغي على الأبوين إزالة الملابس عن الطفل أو تغطيته حسب الحاجة.
• الحصول على غذاء زائد: عند الإفراط في التغذية يتعرض الأطفال إلى انتفاخات المعدة أحياناً، وهو ما يؤدي إلى البكاء إلا أن التأثير يكون قصيراً في هذه الحالة حتى ينتهي الانتفاخ ويكف الطفل عن البكاء.
• مادة الكافيين: يمكن أن يتسرب الكافيين من الأم المرضع إلى الطفل مما يؤدي إلى زيادة البكاء مع مواجهة صعوبة في النوم، ولذلك فإنه ينبغي على الأمهات تجنب الكافيين خلال فترة الرضاعة لتجنب البكاء عند الطفل لهذا السبب.
• المغص: يُعد المغص السبب الرئيسي لبكاء الأطفال في الأشهر الأولى بعد ولادتهم، ويُمكن أن يحدث مغص الأطفال أكثر من 3 ساعات في اليوم الواحد، وللتعامل مع هذا البكاء يجب على الوالدين استشارة الطبيب لمعرفة طريقة التغذية السليمة، ومنها: اختيار الرضاعة المناسبة حتى لا يدخل الهواء إلى الجهاز الهضمي.
• الحاجة إلى التجشؤ: في بعض الأحيان يبكي الطفل الرضيع لأنه يحتاج إلى التجشؤ، وعادة ما يكون ذلك عند الحصول على الغذاء، وللتخلص من البكاء الناتج عن ذلك يُمكن اتباع الأساليب التي تمنع دخول الهواء إلى معدة الطفل أثناء الرضاعة، ويُمكن أن يتوقف البكاء عند الطفل بعد التجشؤ مباشرة. ^[1]
• طلب القرب من والديه: يحب الأطفال الجلوس في حضن والديهم، والتعرف على رائحتهم، ولذلك فإنهم يبكون أحيانًا حتى تحتضنهم الأم، ويبقون على مقربة منها، ويتم التعامل مع هذا البكاء بسهولة من خلال حمل الطفل في حضن الأم. ^[1]

أضرار الهز لتهدئة الطفل الرضيع

ربما يلجأ بعض الآباء إلى الهز للتعامل مع بكاء الطفل الرضيع، إلا أنه ينبغي الكف عن هز الأطفال حتى لا يتعرض الأطفال إلى الإصابة بمتلازمة هز الرضيع (بالإنجليزية: Shaken Baby Syndrome)، وهي متلازمة تحدث لأن الأوعية الدموية الموجودة في رأس الطفل لا تستطيع تحمل آثار الاهتزاز، ويمكن أن تضرر[4]، وهي من المشاكل الصحية الخطيرة. ^[5]  

يُمكن أن تنتج العديد من المضاعفات عند إصابة الطفل بمتلازمة الهز، ومنها: العمى الجزئي، وفقدان النظر بشكل كامل، ومواجهة صعوبات أثناء نمو الطفل، ومشكلات التعلم أو السلوك، بالإضافة إلى الإعاقات الذهنية، ونوبات الصرع، وفي بعض الأحيان تؤدي هذه المتلازمة إلى شلل دماغي يؤثر على الحركة. ^[5]

هُناك العديد من المؤشرات على إصابة الطفل بمتلازمة هز الرضيع، ومنها: مواجهة صعوبة في بقاء الطفل مستيقظاً، وملاحظة ارتعاش جسم الطفل، ومواجهة صعوبة في التنفس، والتقيؤ، والتشوهات في الجلد، والتعرض إلى النوبات أو الغيبوبة، والشلل، وكذلك عدم تناول الغذاء بشكل جيد، وتجب مراجعة الطبيب على الفور إذا ظهرت أعراض المتلازمة المذكورة خلال فترة رضاعة الطفل. ^[6]  

مراجعة الطبيب بسبب بكاء الرضيع

من المحتمل أن يشير بكاء الرضيع إلى حالة صحية تستدعي مراجعة الطبيب وإجراء التشخيص ثم بدء الخطة العلاجية للمحافظة على سلامة الطفل،  ولا بُد من زيارة الطبيب إذا بدأ الطفل بالبكاء خلافاً للمعتاد دون القدرة على تهدئته بالطرق المعتادة، ومن ذلك: البكاء بصوت أعلى نبرة أو أقل نبرة، ويجدر الذكر بأن زيارة الطبيب مطلوبة عند توقف الطفل عن البكاء نهائيًا إلا أنه أصبح ضعيفًا، وصار من الصعب إيقاظه. ^[7]   

إنّ أسباب بكاء الرضيع كثيرة جداً؛ فإنه يبكي عند الحاجة لأي شيء من الأشياء تقريباً سواءً كانت حاجة إلى تغيير الحفاضات، أو الحصول على مزيد من الدفئ، أو التخلص من الألم، أو الغذاء، وعادة ما يتم التعامل مع هذا البكاء في المنزل عن طريق محاولة التعرف على السبب ثم التعامل معه كما ينبغي.