أسباب التهاب الأمعاء وعلاجه
- تاريخ النشر: الأحد، 29 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 03 أكتوبر 2022
تختلف أسباب التهاب الأمعاء كما تتباين أعراضه وطرق علاجه، يمكنك اكتشاف كل ما يتعلق بالتهاب الأمعاء من خلال هذا المقال.
ما هو التهاب الأمعاء
يرتبط مصطلح التهاب الأمعاء عادةً بالتهاب الأمعاء الدقيقة (بالإنجليزية: Enteritis)، وفي بعض الحالات يمكن أن يمتد الالتهاب إلى المعدة أو الأمعاء الغليظة، فهناك أنواع مختلفة من التهاب الأمعاء.
يمكن أن يحصل التهاب الأمعاء بشكلٍ عام، بسبب العدوى الفيروسية أو الجرثومية، أو الإشعاع، أو كعرض جانبي من الأدوية، أو قد يكون مرتبطاً بتناول الكحول والمخدرات، أو ضعف تدفق الدم إلى الأمعاء، كما يمكن أن يرتبط ببعض الأمراض الالتهابية؛ مثل داء الأمعاء الالتهابي.[1]
أسباب التهاب الأمعاء
يمكن أن يحدث التهاب الأمعاء نتيجة أسباب عديدة، منها ما يلي:[1][2]
العدوى أو الإنتان
يعد التهاب الأمعاء الإنتاني (بالإنجليزية: Infectious enteritis) هو النوع الأكثر شيوعاً، وهو ينتج عادةً من التسمم الغذائي، وذلك عند تناول الطعام أو الشراب الملوث بالبكتيريا، ويمكن أن تصل البكتيريا إلى الطعام والشراب بعدة طرق، وتتضمن ما يلي:[1]
- عدم التعامل بشكل صحيح مع الطعام.
- قلة مستوى النظافة.
- سوء معالجة الدواجن واللحوم.
تشمل قائمة الأطعمة الأكثر ارتباطاً بالتسمم الغذائي ما يلي:
- الدواجن واللحوم النيئة.
- الحليب غير المبستر أو غير المغلي.
- المنتجات الطازجة قبل معالجتها.
أما أشيع الجراثيم المُسببة لعدوى التهاب الأمعاء الإنتاني، فتشمل ما يلي:[1]
- بكتيريا السالمونيلا (بالإنجليزية: Salmonella).
- المكورات العنقودية الذهبية (بالإنجليزية: Staphylococcus aureus).
- بكتيريا الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: Escherichia coli or E. coli).
- بكتيريا الكامبيلوباكتر (بالإنجليزية: Campylobacter jejuni).
- بكتيريا الشيجيلا (بالإنجليزية: Shigella)
- بكتيريا يرسينيا القولون (بالإنجليزية: Yersinia enterocolitica).
- البكتيريا العصوية (بالإنجليزية: Bacillus).
العلاج الإشعاعي
يمكن أن يحدث التهاب الأمعاء الشعاعي (بالإنجليزية: Radiation enteritis) بعد العلاج الإشعاعي لدى مرضى السرطان، حيث يعمل الإشعاع على قتل الخلايا سريعة الانقسام، ويهدف إلى تدمير الخلايا السرطانية، لكنه يدمر الخلايا السليمة أيضاً، ويشمل ذلك خلايا الفم، والمعدة، والأمعاء.
عادةً ما تختفي هذه الحالة بعد عدة أسابيع من توقف العلاج، لكن في بعض الأحيان قد تكون الأعراض مزمنة وتستمر لعدة أشهر أو حتى لسنوات.[1]
تناول الأدوية
يمكن أن يؤدي تتناول الأدوية إلى حدوث التهاب في الأمعاء كتأثير جانبي لبعض المُسكنات، بما في ذلك مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؛ مثل: عقار الإيبوبروفين (الاسم التجاري: أدفيل)، ونابروكسين الصوديوم (الاسم التجاري: نيكسوربان).[2]
أمراض المناعة الذاتية
تحفز بعض أمراض المناعة الذاتية تطور التهاب الأمعاء؛ مثل: الإصابة بمرض كرون (بالإنجليزية: Crohn disease)، أو السيلياك الذي يسمى الداء الزلاقي (بالإنجليزية: Celiac Disease).[2]
أسباب أخرى
بالإضافة إلى ما سبق قد تؤدي بعض الحالات إلى حدوث التهاب الأمعاء، وتشمل ما يلي:[2]
- الإسهال المداري أو الذرب المداري، هو أحد الأمراض الناتجة عن سوء الامتصاص الذي يشيع انتشاره عادةً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.[3]
- الإصابة بداء ويبل، وهو عدوى بكتيرية نادرة تؤثر غالباً في المفاصل والجهاز الهضمي.
- الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء أو ما يعرف بإنفلونزا المعدة، أو إصابة أحد أفراد الأسرة بها.
- الاتصال الوثيق مع الأشخاص أو الحيوانات المُصابة بالتهاب الأمعاء، لكنه النوع الأقل شيوعاً.
علاج التهاب الأمعاء
لا تحتاج الحالات الخفيفة من التهاب الأمعاء إلى العلاج في الكثير من الأحيان، ويتم تدبيرها بتعويض السوائل فقط، ولكن إن لم ينجح الأمر، يتم اتباع الطرق التالية للمعالجة:[1][2][4]
- الأدوية المضادة للإسهال، ولكن يجب صرفها بوصفة طبية، فإذا وُجِدَ الدم في البراز، أو كان هناك عدوى بكتيرية، فقد لا تكون الأدوية المضادة للإسهال مفيدة.
- معالجة الجفاف بمحلول إلكتروليت، وهو محلول يعمل تعوض النقص من الشوارد والأملاح المعدنية، وذلك في حال فقدان الجسم للسوائل، أو سوء التغذية.
- سوائل من خلال الوريد، في الحالات الشديدة أو عند التعامل مع التهاب الأمعاء مع الأطفال الصغار.
- المضادات الحيوية، وذلك في حال وجود عدوى بكتيرية.
- مضادات الالتهاب، غالباً ما يحتاج الأشخاص المصابون بداء كرون إلى تناول الأدوية المضادة للالتهابات على أن لا تكون من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- تأجيل أو إيقاف العلاج الإشعاعي، وذلك في حالة التهاب الأمعاء الناتج عن العلاج بالإشعاع، حيث قد يتطلب الأمر تأخير أو إيقاف العلاج ريثما تستعيد الأمعاء وضعها الطبيعي، وفي بعض الحالات قد يتم اللجوء إلى الجراحة لاقتطاع الجزء المتضرر من العلاج الشعاعي.
أعراض التهاب الأمعاء
يمكن أن تبدأ أعراض التهاب الأمعاء خلال بضع ساعات إلى بضعة أيام بعد الإصابة، وقد تشمل الأعراض ما يلي:[1][2]
- آلام وتقلّصات في البطن.
- الإسهال الحاد والشديد.
- فقدان الشهية.
- التقيؤ.
- ملاحظة وجود دم في البراز.
- الاستفراغ والشعور بالغثيان.
- إفرازات تشبه المخاط من المستقيم.
- ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بالحُمى.
متى تزور الطبيب
إذا كنت تعاني من الأعراض التالية فلا تترد في زيارة الطبيب عند ملاحظة الأعراض:[1][4]
- في حال استمرار الأعراض السابقة لثلاثة أو أربعة أيام.
- ملاحظة وجود دم في البراز.
- ارتفاع درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية.
- إسهال لا يتوقف.
- الشعور بالدوار.
- الإغماء.
- الخمول أو التعب الشديد.
- آلام شديدة أو مفاجئة في البطن.
- إقياء مستمر.
كما يجب طلب الرعاية الطبية عند ملاحظة أعراض الجفاف، لكونها حالة طبية خطيرة قد تودي بحياة المًُابين بها، وتشمل الأعراض ما يلي:[1]
- انخفاض حجم البول.
- جفاف الفم.
- جفاف العينين.
- العيون الغائرة.
- قلة الدموع.
- تغيّر لون البول للون الداكن.
- وجود بقعة لينة على الرأس، وهو عرض خاص بالأطفال الرضّع، المعروف باسم اليافوخ الغائر (بالإنجليزية: Sunken fontanelles).
تشخيص التهاب الأمعاء
يتم التشخيص بعد مناقشة العلامات والأعراض وأخذ التاريخ الطبي، ويشمل ذلك أيضا إجراء الفحوصات والاختبارات الآتية:[2]
- تحليل زراعة البراز، وذلك للكشف عن نوع العدوى.
- تنظير القولون، والتنظير العلوي لفحص الأمعاء الدقيقة.
- أخذ عينات من الأنسجة إذا لزم الأمر.
- فحوصات التصوير؛ مثل: التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
مضاعفات التهاب الأمعاء
تشمل المضاعفات المحتملة لالتهاب الأمعاء ما يلي:[2]
- الجفاف، وهي إحدى الحالات الخطيرة، والتي يجب عدم إهمالها فقد تسبب فشل في الكبد أو الكلى، كما قد تودي بحياة المصاب بها.
- إسهال طويل الأمد، والذي يتوجب مراجعة الطبيب.
الوقاية من التهاب الأمعاء
قد تساعد الخطوات التالية في منع التهاب الأمعاء:[2]
- غسل اليدين دائماً، خصوصاً بعد استخدام المرحاض، وقبل تناول الطعام أو الشراب أو تحضيره.
- تعقيم اليدين، ويمكن ذلك باستخدام المنتجات التي تحتوي على كحول بنسبة 60% على الأقل.
- غلي الماء الذي يأتي من مصادر عامة قبل استخدامه؛ قد تشمل تلك المصادر: جداول الماء، والآبار الخارجية.
- استخدام الأواني النظيفة لتناول الأطعمة أو التعامل معها، خاصةً عند التعامل مع البيض والدواجن.
- طهي الطعام جيداً، وذلك لضمان وصوله لدرجات حرارة لا تتعايش معها البكتيريا أو الجراثيم.
- تخزين الطعام بشكل جيد، واستخدام المبردات لتخزين الطعام الذي يحتاج إلى البقاء بارداً.
ختاماً، نلاحظ أن أسباب التهاب الأمعاء تختلف حسب نوع الإصابة، كما أن علاجه قد يحتاج التدخل الدوائي في الحالات الشديدة، أو يمكن علاجه عن طريق تعويض السوائل في الخفيفة، كما يمكن تجنب الإصابة عن طريق اتباع خطوات الوقاية البسيطة.